البيــت العـــام للمواضيع التي ليس لها قسم محدد |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
14-01-12, 04:26 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
البيــت العـــام
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا بما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً ، وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً ، وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين. أيها الأخوة الكرام : إن حق الجار ينطلق من تعريف الجار ، حد الجوار من سمع النداء فهو جار ، مؤذن أذن، أين ينتهي صوت المؤذن بالمكبر فهو من جيرانك ، يوجد أربعون بيتًا ، أو بناء يميناً ، وأربعون يساراً وشمالاً وجنوباً ، وإذا كنا في بناء ناطحات السحاب أربعون بناء نحو الأعلى وإذا كنا في بلد في أقبية كثيرة ، فنقول : وأربعون تحت الأرض ، أربعون بيت بكل جهة ، هذا بعض مصطلحات الجار ، من سمع النداء فهو جار ، وقيل : من صلى معك الصبح فهو جار ، لو كان ساكن بمساكن برزة جار مادام صلى معك صلاة الفجر فهو جار ، وفي رأي ثالث هذا عن عائشة ا قالت : حق الجوار أربعون داراً من كل جانب ، لكن لو لك جار مسلم له عليك حقان ، حق الجار وحق الإسلام ، لك جار مسلم قريب له عليك حقوق ثلاثة حق الجوار ، وحق الإسلام ، وحق القرابة ، طبعاً الآيات الكريمة : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل )(سورة النساء) يوجد جار قريب نسباً ، وجار قريب مكاناً ، وجار قريب في العمل ، وهو الزميل . عَنْ سُرَيْجٍ وَلَهُ صُحْبَةٌ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ قِيلَ وَمَا عَسَلُهُ قَالَ يَفْتَحُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ عَمَلًا صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِهِ ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ)) . (مسند الإمام أحمد) من علامة قربك من الله أن من حولك يحبونك ، ومن علامة بعدك عن الله أن من حولك يبغضونك ، قال : إذا طبخت مرقاً فأكثر ماءه ، ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منها بمعروف . السلف الصالح كان فيه عادة في البلدة الطيبة اسمها السكبة ، كل جار يقدم صحنًا من طعامه إلى جاره تنشأ مودة ، وأحياناً نوع من الانفراج ، وأنا سمعت ببعض أحياء دمشق القديمة إذا لمح الجيران أن جارهم معه ضيف يأتي إلى هذا البيت بعشرات من الصحون الضيف يذهل أين هذا الطعام متى صنع هذا ، لمح الجيران أن جارهم معه ضيف كانت العلاقات متينة جداً . مرة أردت أن أزور زميل لي قديماً في التدريس دلني على بناء في ركن الدين صعدت إلى البناء لم أعرف البيت طرقت الباب سألت عن الأستاذ فلان ، وساكن في البناء من أربع سنوات قال : لم نعرفه ، فلما عاتبته قال : أنا أسكن فوق هؤلاء طابق واحد بينهما هذا من التدابر ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((خَيْرُ الْأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ)) . (سنن الترمذي) حرمة الجار كأن الذنب يضاعف أضعافاً كثيرة ، وهذا الجار الذي خان جاره في امرأته فأكله الكلب: فبلغ ذلك النبي عليه الصلاة و السلام فقال: خان صاحبه ، والكلب قتله ، والكلب خير منه. يقول عليه الصلاة والسلام مستعيذاً من جار السوء ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جَارِ السَّوْءِ فِي دَارِ الْمُقَامِ فَإِنَّ جَارَ الْبَادِيَةِ يَتَحَوَّلُ عَنْكَ)). (سنن النسائي) جار البادية مؤقت أما جار البناء ثابت ، لذلك كم من جار يرخص البيوت التي حوله بسوء معاملته ، وكم من جار يرفع أسعار البيوت التي حوله من طيب معاملته. ويروى أن الأمير عبد القادر الجزائري رحمه الله تعالى بطل الجزائر كان مدفونًا في دمشق ، وقد اختار أن يقيم في دمشق له جار أراد أن يبيع بيته عرضه للبيع فدفع له مبلغًا قليلا ، فغضب ، وقال : والله لا أبيع جيرة الأمير بثلاثمائة ليرة ذهبية ، بلغ الأمير هذا الكلام فاستدعاه ، وقال له : هذه الثلاثمائة ليرة ذهبية خذها ، وابق جارنا ! الجار مقدس ، بل عن التضامن الاجتماعي أساسه علاقات النسب ، وعلاقات الجوار ، إذا في الإسلام تضامن اجتماعي أساسه علاقات النسب . يقول عليه الصلاة والسلام : ((ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع)) . وفي حديث آخر : ((ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جانبه وهو يعلم)) . عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ)) .(صحيح البخاري) من سعادة المرء الجار الصالح ، والمركب الهنيء ، والمسكن الواسع ، أحد أكبر أسباب السعادة الجار الصالح. لنا أخ جزاه الله خير أقام عدة أبنية فله طبع في بيع البيوت عجيب لا يبيع البيوت إلا لمن حسنت سيرته ، فتجد سكان البناء على مودة ما بعدها مودة ، لأنه ما باع إلا ما صلح بين الناس ، وكأنه يخطب ابنته يسأل عنه عن أخلاقه عن صلاته عن دينه , فإن ثبت له أنه صالح باعه البيت . عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ حِينَ تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ قَالَ وَمَا جَائِزَتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ وَالضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فَمَا كَانَ وَرَاءَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ عَلَيْهِ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ)) . (صحيح البخاري) كأن النبي عليه الصلاة والسلام ربط إكرام الجار بالإيمان ، أنت مؤمن يمكنك أن تكرم جارك في دعاء : اللهم إني أعوذ بك من جار السوء إن رأى خيراً كتمه ، وإن رأى شراً أذاعه اللهم إني أعوذ بك من إمام سوء ، إن أحسنت لم يقبل ، وإن أسأت لم يغفر . أيها الأخوة : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَجُلٌ : ((يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ هِيَ فِي النَّارِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ هِيَ فِي الْجَنَّةِ)) . (مسند الإمام أحمد) خمس صلوات ، والضحى ، والأوابين ، والزكاة ، ومثلها صدقة ، كلام الصادق المصدوق ، كلام سيد الخلق في النار ، تكثر من صلاتها ، وصيامها , لكنها تؤذي جيرانها ، قال هي في النار ، وذكرت عنده امرأة أخرى قيل : ((مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ هِيَ فِي الْجَنَّةِ)) . هل هناك كلام أبلغ من هذا الكلام ؟ ((يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ هِيَ فِي النَّار)) . تقل من صلاتها الفرض فقط المفروضات ، وصدقتها الزكاة ، وصيامها رمضان غير أنها تحسن لجيرانها قال : هي في الجنة . لذلك الدين المعاملة ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا قُلْتُ : ((يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي قَالَ إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا)) .(صحيح البخاري) يوجد جار أقرب إليك باباً ، وجار أقرب إليك نسباً ، وجار أقرب إليك إيماناً ، فلذلك القاعدة الأقربون أولى بالمعروف . عندك ثلاث محاور ، محور النسب ، محور الفقر ، محور الإيمان . عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ ذَبَحَ شَاةً فَقَالَ أَهْدَيْتُمْ لِجَارِي الْيَهُودِيِّ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ((مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ)) .(سنن أبي داوود) الجار في المعنى الدقيق العام قبل أن تعرف ما إذا كان مسلماً أو غير مسلم ، إذا مسلم له عليك حقان ، وإذا كان قريباً له عليك ثلاثة حقوق ، لكن أي جار ولو كان غير مسلم له حق عليك ، فهذا الجار كن يهودي . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ)) .(صحيح البخاري) لو قدمت عظماً عليه بعض اللحم تنمي المودة بين الجارين ، الهدية بين الجوار رائعة جداً . طبعاً الحديث : ((أتدرون ما حق الجار إذا استعان بك أعنته ، وإذا استقرضك أقرضته ، وإذا افتقر عدت عليه ، وإذا افتقدته عدته ، وإذا أصابه خير هنأته ، وإذا أصابته مصيبة عزيته ، وإذا مات تبعت جنازته ، ولا تستطل عليه بالبنيان فتحجب الريح عنه إلا بإذنه , ولا تؤذيه بريح قتار قدرك . يوجد أكلات لها رائحة نفاذة ، وشهية كشي اللحم ، يجب أن يكون الأكل النفيس الذي له رائحة يجب أن تقدم منه شيئاً ، أو أن تسعى جهدك كي لا تنتقل الرائحة لبيت آخر هذا من السنة ، أو تبعث له منها ، وإذا اشتريت فاكهة فأهدي له ، فإن لم تفعل فأدخلها سراً ، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ ولده ، ما هذه الآداب .الإسلام يجعل المجتمع كتلة واحدة ، من باب التفاؤل تنتهي إلي قصص عن جيران مؤمنين لهم مع بعضهم أعمال بطولية ، في بناء في هذه المنطقة عجيب أمره ، بناء مؤلف من طوابق كثيرة جداً ، وكل طابق أربع شقق ، هؤلاء الجيران جميعاً لهم جلسة كل اثنين ، يستضيفون أحد العلماء ، كل اثنين لهم جلسة مع عالم من علماء دمشق ، هيؤوا للبناء في أيام أزمات الكهرباء مولدة ، وحديقة لأطفالهم ، وفي الطابق الأرضي دار لاستقبال الضيوف جميعاً ، وإقامة الولائم ، والحفلات ، وألعاب لأطفالهم . " الجار قبل الدار " ..مقولة شائعة بين الناس، وعلى قدر الجار يكون ثمن الدار، والجار الصالح من السعادة. فضل الإحسان إلى الجار في الإسلام: لقد عظَّم الإسلام حق الجار، وظل جبريل - - يوصي نبي الإسلام - - بالجار حتى ظنَّ النبي أن الشرع سيأتي بتوريث الجار: "مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُورِّثه". وقد أوصى القرآن بالإحسان إلى الجار: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ)[النساء: 36]. وانظر كيف حض النبي - - على الإحسان إلى الجار وإكرامه: "... ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره". وعند مسلم: "فليحسن إلى جاره". بل وصل الأمر إلى درجة جعل فيها الشرع محبة الخير للجيران من الإيمان، قال - -: "والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه". والذي يحسن إلى جاره هو خير الناس عند الله: "خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره". من صور الجوار: يظن بعض الناس أن الجار هو فقط من جاوره في السكن، ولا ريب أن هذه الصورة هي واحدة من أعظم صور الجوار، لكن لا شك أن هناك صورًا أخرى تدخل في مفهوم الجوار، فهناك الجار في العمل، والسوق، والمزرعة، ومقعد الدراسة،... وغير ذلك من صور الجوار. من حقوق الجار: لا شك أن الجار له حقوق كثيرة نشير إلى بعضها، فمن أهم هذه الحقوق: 1- رد السلام وإجابة الدعوة: وهذه وإن كانت من الحقوق العامة للمسلمين بعضهم على بعض، إلا أنها تتأكد في حق الجيران لما لها من آثار طيبة في إشاعة روح الألفة والمودة. 2- كف الأذى عنه: نعم فهذا الحق من أعظم حقوق الجيران، والأذى وإن كان حرامًا بصفة عامة فإن حرمته تشتد إذا كان متوجهًا إلى الجار، فقد حذر النبي - - من أذية الجار أشد التحذير وتنوعت أساليبه في ذلك، واقرأ معي هذه الأحاديث التي خرجت من فم المصطفى - -: · "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن. قيل: مَنْ يا رسول الله؟ قال: مَن لا يأمن جاره بوائقه". · ولما قيل له: يا رسول الله! إن فلانة تصلي الليل وتصوم النهار، وفي لسانها شيء تؤذي جيرانها. قال: "لا خير فيها، هي في النار". وجاء رجل إلى النبي - - يشكو إليه أذى جاره. فقال: "اطرح متاعك في الطريق". ففعل؛ وجعل الناس يمرون به ويسألونه. فإذا علموا بأذى جاره له لعنوا ذلك الجار. فجاء هذا الجار السيئ إلى رسول الله - - يشكو أن الناس يلعنونه. فقال - -: "فقد لعنك الله قبل الناس". 3- تحمل أذى الجار: وإنها والله لواحدة من شيم الكرام ذوي المروءات والهمم العالية، إذ يستطيع كثير من الناس أن يكف أذاه عن الآخرين، لكن أن يتحمل أذاهم صابرًا محتسبًا فهذه درجة عالية: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ)[المؤمنون: 96]. ويقول الله - تعالى -: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)[الشورى: 43]. وقد ورد عن الحسن - رحمه الله - قوله: ليس حُسْنُ الجوار كفّ الأذى، حسن الجوار الصبر على الأذى. 4- تفقده وقضاء حوائجه: إن رسول الله - - يقول: "ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم". وإن الصالحين كانوا يتفقدون جيرانهم ويسعون في قضاء حوائجهم، فقد كانت الهدية تأتي الرجل من أصحاب النبي - - فيبعث بها إلى جاره، ويبعث بها الجار إلى جار آخر، وهكذا تدور على أكثر من عشرة دور حتى ترجع إلى الأول. ولما ذبح عبد الله بن عمر - ا - شاة قال لغلامه: إذا سلخت فابدأ بجارنا اليهودي. وسألت أم المؤمنين عائشة - ا - رسول الله - -: إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال: "إلى أقربهما منكِ بابًا". 5- ستره وصيانة عرضه: وإن هذه لمن أوكد الحقوق، فبحكم الجوار قد يطَّلع الجار على بعض أمور جاره فينبغي أن يوطن نفسه على ستر جاره مستحضرًا أنه إن فعل ذلك ستره الله في الدنيا والآخرة، أما إن هتك ستره فقد عرَّض نفسه لجزاء من جنس عمله: (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) [فصلت: 46]. وقد كان العرب يفخرون بصيانتهم أعراض الجيران حتى في الجاهلية ، يقول عنترة: وأغض طرفي إن بدت لي جارتي....... حتى يواري جارتي مأواها وأما في الإسلام فيقول أحدهم: ما ضـر جاري إذ أجاوره *** ألا يـكــون لبـيـته ســــتـر أعمى إذا ما جارتي خرجت *** حتى يواري جارتي الخدر وأخيرًا فإننا نؤكد على أن سعادة المجتمع وترابطه وشيوع المحبة بين أبنائه لا تتم إلا بالقيام بهذه الحقوق وغيرها مما جاءت به الشريعة، وإن واقع كثير من الناس ليشهد بقصور شديد في هذا الجانب حتى إن الجار قد لا يعرف اسم جاره الملاصق له في السكن، وحتى إن بعضهم ليغصب حق جاره، وإن بعضهم ليخون جاره ويعبث بعرضه وحريمه، وهذا والله من أكبر الكبائر. سئل النبي - -: أي الذنب أعظم؟ ". عدَّ من الذنوب العظام: "أن تزاني حليلة جارك". نسأل الله أن يعيننا والمسلمين على القيام بحقوق الجوار . جـاري إلـيك نصيـحتي وعتابـي ------ قبل اللحود وقبل أي ســــؤال إني أراك وقــد تركــت فريضـة ------ ونسيت يومـــا كله أهــــــوال ومضيت في ترك الصلاة تهاونا ------ وهي الأساس لأفضل الأعمال فارجع إلى رب العبـــاد وتب له ------ واسلك طريقا ليس فيه ضلال واجعل طريقك للمسـاجد عامرا ------ درب المحب لربــه المتعــــال إنـى بهـذا النصح أبري ذمـتي ------ وأقـول إنـك فـي غـد رحـــال والجار في يوم الحساب محاسب ------ عن جــاره إن رأى إهمــــال والحــق أنطــقه بكـل صــراحة ------ لا اللوم رادعني ولا الأوجال وإبليس لا أرضى يحل بجانبي ------ مستعمرا جاري العزيز الغال قل لي بربك هل رضيت لأسرة ------ أن تقتدي بك وأنت غير مبال وتعــش كالأنعام دون عبــادة ------ ومصيرك في النار والأغلال إن كنت لاترضى فعجل مسرعا ------ نحو الإلـــه محقــق الآمــال المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد pr hg[hv
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|