أمامك أحد مقامين لا ثالث لهما : مقام العبوديّة ، أو مقام الندّيّة .. مقام العبوديّة نزل فيه أبوك آدم ، فقال عندما زلّ به القدم : ( ربّنا ظلمنا أنفسنا ، وإن لم تغفر لنا ، وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين ) فكان الجواب الإلهيّ : ( .. فتاب عليه ، إنّه هو التوّاب الرحيم ) . ومقام الندّيّة نزل فيه عدوّه إبليس ، فقال : ( أنا خير منه خلقتني من نار ، وخلقته من طين ) وقال : ( فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين ) فكان الجواب الإلهيّ : ( .. فاخرج منها فإنّك رجيم ، وإنّ عليك اللعنة إلى يوم الدين ) فاختر لنفسك أحد المقامين .. واعلم أنّ الأمر خطير .. أمر سعادة أبديّة ، أو شقاء أبديّ .!