![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت الشعـــر وأصنافـــه
قصيدة من أجمل و أروع ما كُتِب في هذا العصر ، وللأسف اذا تصفحت المواقع على النات تجد فيها مقاطع منها فقط . ولهذه القصيدة قصة معبّرة فبعد أن زار كاتبها بلاد الأندلس ، تجوّل في ربوعها.. زار قرطبة.. إشبيلية.. غرناطة ، طافت به ذكريات الماضي.. ماضي العزة .. ماضي الحضارة والرقي .. والعلم والعمل . و تذ كر الأجداد ... عندما كانوا لهذه الربوع حكاماً وسادة ، وعلماء وقادة ، وضياء ونورا .. كانوا كذلك لمّا حكموها باسم الله العظيم و بشرعه المتين . ولم يجد الشاعر رحمه الله ما يُترجم مختلجاتٍ داخله إلا القوافي . فكانت هذه القصيدة الرائعة التي تُعبّر عن حرقة تعصر قلب صاحبها على ما ضاع من بلاد الإسلام والعروبة ، وعن مشاعر صادقة يتقاسمها معه كثير من الأبناء في هذا الزمان . ![]() مالي وللنجم يرعاني وأرعاهُ ؟ = أمسى كلانا يعافُ الغمضَ جفناهُ لي فيكَ ـ ياليلُ ـ آهاتٌ أردِّدُها = أوَّاهُ لو أجْدت المحزونَ أواه ! لا تحسبَنِّي محبًّا يشتكى وَصباً = أهْونْ بما في سبيل الحب ألقاه ! إنى تذكرتُ ـ والذكرى مُؤَرِّقةٌ = مجداً تليدا بأيدينا أضعناه ويحَ العروبة ! كان الكونُ مسرحها = فأصبَحت تتوارى في زواياه أنَّى اتجهت إلى الإسلام في بلد = تجدْهُ ـ كالطير ـ مقصوصاً جناحاه كم صرفَتْنَا يدٌ كنّا نصرِّفها = وبات يملكنا شعبٌ ملكناه كم بالعراق، وكم بالـهند ذو شجنٍ= شكا؛ فردَّدَت الـأهرامُ شكواه !! بنى العمومةِ إن القُرحَ مسّكموا = ومسَّنا نحن في الآلام أشباه ! يا أهل «يثرب» أدمت مُقْلَتَيَّ يدٌ = بدريةٌ تسأل المصريَّ جدواه الدينُ والضادُ من مغناكم انبعثا = فطبَّقا الشرقَ : أقصاه، وأدناه لسنا نمدّ لكم أيماننا صلةً = لكنما هو دَيْن ما قضيناه هل كان دِيْن ابنِ عدنانٍ سوى فلق = شق الوجود، وليلُ الجهل يغشاه ؟ سل الحضارة ـ ماضيها وحاضرها ـ= هل كان يتصلُ العهدان لولاه ؟ هي الحنيفةُ عينُ اللـه تكلؤها = فكلما حاولوا تشويهها شاهوا هل تطلبون من المختار معجزةً؟ = يكفيه: شعبٌ من الـأجداث أحياه مَنْ وحد العرب حتى كان واترهم = إذا رأى ولَدَ الموتور آخاه ؟ وكيف كانوا يداً في الحرب واحدة = مَن خاضها باع دنياه بأخراه ؟ وكيف ساس رعاةُ الإبْل مملكة = ما ساسَهَا قيصرٌ من قبلُ أو شاه ؟ وكيف كان لـهم علم وفلسفة؟ = وكيف كانت لـهم سُفْن وأمواه ؟ سنُّوا المساواة: لا عُرْبٌ، ولا عجَمٌ = ما لامرىء شرفٌ إلا بتقواه وقرَّرتْ مبدأ الشورى حكومتُهم = فليس للفرد فيها ما تمناه ورحبَّ الناسُ بالإسلام حين رأوْا = أنَّ السلام وأن العدل مغزاه يا من رأى عُمراً: تكسوه بردتُه = والزيتُ أدْمٌ لـه والكوخُ مأواه ؟ يهتز كسرى على كرسيِّه فرَقاً = من بأسه وملوكُ الرومِ تخشاه ؟ سل المعاليَ عنا إننا عَرَبٌ = شعارُنا: المجدُ يهوانا ونهواه هي العروبة لفظ إن نطقت به = فالشرق، والضاد، والإسلام معناه استرشد الغربُ بالماضي، فأرشده = ونحن كان لنا ماضٍ نسيناه إنا مشَيْنا وَرَاءَ الغرب نقبس من = ضيائه فأصابتنا شظاياه باللـه، سل خلف بحر الروم عن عرَبٍ = بالـأمس كانوا هنا، واليوم قد تاهوا! فإن تراءتْ لك الحمراء عن كَثَب = فسائل الصرحَ: أين العز والجاه؟ وانزلْ دمشق، وسائل صخر مسجدها = عمن بناه، لعل الصخر ينعاه وطُف ببغداد وابحث في مقابرها = علَّ أمرأ من بنى العباس تلقاه هذى معالم خرسٌ كلُّ واحدة = منهنَّ قامت خطيباٍ فاغراً فاه إنى لـأَشْعُرُ ـ إذ أغشى معالِمَهم ـ = كأنني راهبٌ يغشى مُصلاه اللـه يعلم ما قلَّبتُ سيرتَهُمْ = يوماً وأخطأ دمعُ العين مجراه أين الرشيد وقد طاف الغمام به = فحين جاوز بغداداً تحداه؟ ملْكٌ كملك بنى «التاميز» ما غَرَبت = شمسُ عليه، ولا برقُ تخطاه ماضٍ تعيش على أنقاضه أمَمٌ = وتستمدُّ القوى من وحى ذكراه لا در درُّ امرىء يُطرى أوائلـه = فخراً، ويُطرق إن ساءلته: ما هو؟ ما بال شمل شعوبِ الضاد منصدعا؟ = رباهُ، أدركْ شعوب الضاد، رباه! عهد الخلافة في البسفور قد درست = آثارُه، طيب الرحمن مثواه! تاج أغرّ على الـأتراك تعرضه= ما بالنا نجد الـأتراك تأباه ؟ ألم يروْ : كيف فدّاه معاويةٌ = وكيف راح عليٌّ من ضحاياه ؟ غالَ ابنَ بنت رسول اللـه ثم عدا = على ابن بنتِ أبى بكر فأرداه لما ابتغى يدَها السفاحُ أمهرها = نهراً من الدم فوق الـأرض أجراه ما للْخلافة ذنبٌ عند شانئها = قد يظلم السيفَ من خانته كفاه الحكمُ يسلسُ باسم الدين جامحة = ومن يرمُهْ بحد السيف أعياه يا ربَّ مولى لـه الـأعناقُ خاضعةٌ = وراهبُ الدَّير باسم الدين مولاه إنى لـأعتبرُ الإسلام جامعةً = للشرق لا محضَ ، دين سنهُ اللـه أرواحنا تتلاقى فيه خافقةً = كالنحل إذ يتلاقى في خلاياه دستورهُ الوحي والمختارُ عاهلـهُ= والمسلمون ـ وإن شتوا ـ رعاياه لا هُمَّ، قد أصبحت أهواؤنا شيعا= فامنُنْ علينا براع أنت ترضاه ! راع يعيد إلى الإسلام سيرتَهُ = يرعى بنيه وعينُ اللـه ترعاه ![]() هذه هي القصيدة وصاحبها هو الشاعر الفذ محمود غنيم ( رحمه الله ) المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد `;vdhj ahuv :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
طلائع الغد |
|
|