ليست ديناً، ولا تحبّ الأديان؛ لكنها ترى أن المرء حُرّ في اختيار دينه.
التساؤل الثالث:
ما علاقتها بالعلمانية؟
العلمانية أُمّ الليبرالية، فالعلمانية فكرة، والليبرالية قامتْ لتطبيق تلك الفكرة، فالعلماني بمثابة العقل والليبرالي كالجسد.
وربما يُقال: العلمانية تهتمّ بسياسة الدولة، والليبرالية تهتمّ بكل شيء وليس بالسياسة فحسب.
التساؤل الرابع:
ما مطالب الليبراليين؟
الحرية المطلقة!
التساؤل الخامس:
ما المؤاخذات على الليبرالية؟
المؤاخذة الأولى: المطالبة بالحرية المطلقة، التي تعني إلغاء القيود الدينية والاجتماعية.
المؤاخذة الثانية: الاعتراض على شعيرة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
المؤاخذة الثالثة: الاعتراض على عبادة النصيحة.
المؤاخذة الرابعة: الاعتراض على عقيدة معاداة الكفار والبراءة منهم.
المؤاخذة الخامسة: الاعتراض على عبادة الجهاد الشرعي بضوابطه.
المؤاخذة السادسة: الاعتراض على تطبيق الحدود الشرعية.
المؤاخذة السابعة: تعظيم العقل لدرجة اعتباره كافياً للحكم على الأشياء، وتمييز الحقائق ومعرفة الحق من الباطل.
المؤاخذة التاسعة: ظُلم دين الإسلام! فيعتمدون في فهم الإسلام والحكم عليه على مشاهداتهم ومعاناتهم الشخصية، وأخطاء بعض المنتسبين للدين، والعقل والمنطق.
المؤاخذة العاشرة: اعتبارهم ترك أو تغيير الدين حقاً شخصياً.
التساؤل السادس:
هل الليبرالي ينتقد الإسلام أم المسلمين؟
بعضهم يتجرّأ ويصرّح بانتقاد الإسلام، وبعضهم يُوْهم أو يتوّهّم، أنه لا ينتقد الدين وإنما ينتقد أهل الدين! وهو في الحقيقة ينتقد الدين نفسه، غالبا بقصد وأحيانا بدون قصد.
التساؤل السابع:
ما نظرة الليبراليين للإسلام والمسلمين؟
الإسلام تخلف! غير قادر على حلّ مشكلات العصر! التمسّك به تشدّد! السلف انتهى عصرهم! على المسلمين أن يفهموا دينهم من جديد!
التساؤل الثامن:
ما أبرز المصطلحات التي يُردّدها الليبراليون؟
1. المصطلح الأول: الحوار؛ وقصدهم إقناع المسلمين بالنقاش في كل شيء، وعدم التمسك حتى بمُسلّمات الدين، بل إن معيار الثقافة عند أكثر الليبراليين، هو الجرأة على الدين والخوض فيه.
2. المصطلح الثاني: سعة الأفق؛ وقصدهم أن يتقبّل المسلمُ الآراء المخالفة، حتى ولو كانت فاسدة أو مُكفّرة.
3. المصطلح الثالث: تقبّل المخالِف؛ وقصدهم أن نحترم الرأي ولو كان كفراً.
4. المصطلح الرابع: التعايش؛ وقصدهم أن يبقى كل واحد على دينه.
5. المصطلح الخامس: الآخَر؛ وقصدهم (الكافر)، فلا يُحبّون وصف الكفر، لأنه يتضمن الحكم بعدم قبول الرأي.
6. المصطلح السادس: الوطنية؛ وقصدهم اتّهام من يخالفهم، بعداوة الوطن والسعي لزعزعة استقراره.
7. المصطلح السابع: التنوير؛ لقب أطلقوه على أنفسهم ومَن وافقهم.
التساؤل التاسع:
كيف يحاولون إقناع الناس بآرائهم؟
* إيهام الناس بأنهم مُثقّفون مخلصون للوطن.
* إظهار حضارة الغرب بصورة مثالية.
* تسليط الضوء على أخطاء أهل الدين.
* ربط التخلّف والمصائب والمشاكل بالدين.
* إظهار الدعاة المتميّعين بأنهم أهل الوسطية.
* نشر أخطاء المجتمع وطرح الحلول الغربية.
* إيهام الناس بأن حلّ الخلافات يكون بالحوار.
التساؤل العاشر:
من أي شيء استفاد الليبراليون؟
* أحداث الإرهاب؛ فحاولوا إقناع العالم بأن هذا حال المسلمين، وليس من فعل الخوارج المبتدعة.
* بعض الفتاوى الاجتهادية التي تتغير مع تغير العصر، كتحريم جوالات الكاميرا.
* تقصير بعض القُضاة.
* أخطاء بعض رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
* أخطاء بعض الجمعيات الخيرية.
التساؤل الحادي عشر:
ما علاقة الليبراليين بالدعاة؟
استطاعوا بمساعدة بعض الدعاة (الذين كانوا مشددين بالأمس) أن ينتشروا بين المسلمين، فالناس لا تتقبّل من أديب أو روائي شهاداته أمريكية وتاريخه يخلو من العمل الإسلامي؛ لكنه قد يتقبل الفكرة نفسها على اعتبار أنها (فتوى شرعية)! لذا فإن مرحلة الانحراف التي يعيشها بعض الدعاة كانت خير مُعين لليبراليين في تمرير أقوالهم وآرائهم باسم الدين، ومن الأدلة على قوة العلاقة بينهم أن بعض الدعاة لم ينتقد الليبرالية حتى الآن.
التساؤل الثاني عشر:
كيف أكتشف الليبرالي؟
اختبر الليبرالي في النقاط التالية:
* القناعة بالحدود الشرعية كقطع السارق وجلد الزاني وقتل المرتد.
* تقبّل للنصيحة والتناصح بين المسلمين.
* أهمية تعلم أحكام الدين والرجوع للعلماء.
* تعظيم السلف واحترام فهمهم للدين.
* توقير العلماء الصادقين والثناء عليهم.
* محبة القُضاة الشرعيين والقضاء الشرعي.
* محبة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
* الرضا عن حضارة المجتمع المسلم.
* الموقف من الحضارة الغربية.
* الموقف من علماء العصر كابن باز والألباني وابن عثيمين، لا سيما العلامة صالح الفوزان لأنه ردّ عليهم كثيراً.
* قناعته بكراهية الكفر والكفار مع عدم ظلمهم والاعتداء عليهم.
التساؤل الثالث عشر:
هل أفكار كل الليبراليين واحدة؟
ليس كلهم على منزلة واحدة؛ فمنهم المبتدِئ، ومنهم مَن لا يعرف كل آراء الليبرالية، ومنهم مَن لا يوافق على كل آراء الليبرالية.
التساؤل الرابع عشر:
هل الليبراليون كفار؟
يجب أن نُفرّق بين أمرين: الحكم على (الفِرقة)، والحكم على (أفراد) تلك الفِرقة؛ فعند الحكم على فكر الليبرالية يقال: الليبرالية كفر؛ لأنها تخالف شريعة الإسلام، لكننا عند الحكم على أحد أفراد الليبرالية لا يحقّ لنا إطلاق حكم واحد على جميع من ينتسب لهذا الفِكْر.
لذلك فإنه لا يمكن الحكم على الليبرالي حتى ولو قال بلسانه (أنا ليبرالي)، بل نستفصل منه ونقول: ماذا تقصد بالليبرالية التي تطالب بها؟ ونستمع لوصفه للشيء الذي في ذهنه.
ومع هذا فإنه يقال: إن الحكم على الناس بالكفر خاص بأهل العلم.
التساؤل الخامس عشر:
لماذا يُعدّ الفكر الليبرالي خطيراً؟
الليبرالية ليست ديناً، وليست جماعة لها رئيس ومقرّ، لكنها فكرة! يتم تمريرها للعقول، وشيئاً فشيئاً حتى يكون لها تأثير:
* يبدأ تأثيرها بطرح التساؤلات عن الدين؛ ما فائدة كذا؟ ما الحكمة من كذا؟ فيُخيّل إليك أنك تحاور كافراً لتقنعه بسماحة الإسلام وعظمته!
* ثم بالاعتراض على بعض أحكام الدين باتّهام المسلمين بسوء فهم الشريعة!
* ثم بتقييم الإسلام وعرضه على ميزان النقد!
* ثم بالقناعة بأحد رأيين: إما التخلي عن الإسلام والبقاء بلا دين، أو أن تكون العلاقة بالدين داخل المسجد، مع عزل الدين عن بقية الحياة كما هي الفكرة العلمانية تماماً.
لذلك؛ قد يصاحب المرءُ ليبراليا وهو لا يشعر، وقد يسير على طريق الليبرالية وهو لا يشعر.
التساؤل السادس عشر:
كيف أناقش الليبرالي؟
ناقش في الأصل لا في التفاصيل، فلا تحاور الليبرالي في كشف الوجه ولا الاختلاط ولا سفر المرأة بلا محرم، بل ناقشه في رأيه في الإسلام وفي الأحاديث التي تخالف عقله.
مثال: إذا انتقد الليبرالي أخطاء بعض رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قل له: دعنا من الأخطاء الفردية وحدثني عن رأيك في شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلو افترضنا أن رجال الهيئات على خطأ هل تعتقد أن مبدأ الاحتساب الذي جاء في الكتاب والسنة مبدأ صحيح أم فيه اعتداء على الحرية؟
معنى أنك لا تناقشه في أفعال الناس وإنما ناقشه فيما جاء عن النبي وأصحابه هل يتقبّله أم لا؟ فإن قال لك: لا أتقبله! فهذا الكفر بعينه، وإن قال لك: هو مبدأ صحيح، فقل له: وهل الحلّ هو إلغاء هذه الشعيرة أم إرجاعها لما كان عليه النبي وأصحابه؟ فإن اختار المصادمة فهو مكابر، وإن اختار الرجوع للسلف فقد بدأ أول خطوة نحو السلفية!
أسأل الله أن يحمي دينه وينصر كتابه وسنة نبيه وأن يعزّ بلاد المسلمين بالإسلام