بيت الكتاب والسنة خاص بتفسير القرآن وأحكامه وتجويده وأيضاً علم الحديث وشرحه |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
19-03-12, 01:06 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت الكتاب والسنة
الناس والإنسان
في القرآن الكريم لفظ الناس : في اللغة جمع للفظ الإنسان لفظا لا اشتقاقا , فهو اسم مشتق من فعل " نوس " وهو بمعنى تحرك واضطراب وتدلى وتذبذب . والإنسان : في اللغة مشتق من فعل " أنس " وهي ضد التوحش , وجمعه : " أناس " و " أناسي " و " إنس " . وعند تدبر القرآن نجد أن لفظ الناس يعبر به عن الجماعة أو الفئة , لكنه قد لا يدل على العموم – رغم أنه للجمع - . ولفظ إنسان يأتي نكرة للدلالة على العموم ، وكذلك إذا دخلت عليه لام الاستغراق , فإنه يعبر عن الفرد ويدل على العموم . وبذلك يكون لفظ " الإنسان " المفرد لا يعبر عن الجمع , لكنه أشمل من لفظ " الناس " . الأدلة على ذلك من القرآن : أولا : لفظ " الناس " : وله ثلاثة أحوال : ا) في حال مجيء أداة التبعيض قبله : كما في قوله تعالى : (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ) البقرة 8 سياق الآيات عن المنافقين ، لذلك اللفظ يعم المنافقين ولا يعم جميع الناس . وقوله تعالى : (سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) البقرة 142 وسياق الآيات هنا عن فئة من اليهود الذين كانوا في المدينة حين أمر الله عز وجل باستقبال القبلة بدل بيت المقدس . فمجيء أداة التبعيض " من " نفت عنها العموم . ب) يأتي اللفظ دون مجيء أداة التبعيض , ويدل على التبعيض : كما في قوله تعالى : ( وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ) البقرة 13 فالكلمة هنا تدل على من آمن بالله من الصحابة رضوان الله عليهم . وقوله تعالى : (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) البقرة 44 وتدل هنا على من يفعل ذلك من بني إسرائيل ، وإن كان حكم الفعل يشمل عموم الناس في كل زمان ومكان . وكذلك قوله تعالى : (يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون ) يوسف 46 تدل الكلمة على من كان في مصر وقت الحادثة . وقوله تعالى : ( قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا ) مريم 10 تدل الكلمة على قوم زكريا . وقوله تعالى : ( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا ) الأحزاب 37 تدل الكلمة على من كان من الصحابة والمنافقين والمشركين في ذلك الوقت . وقوله تعالى : ( تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر ) القمر 20 تدل الكلمة على الكفار من قوم عاد . وقوله تعالى : ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) الروم 41 تدل الكلمة على المفسدين من الناس . جـ ) يأتي اللفظ في الدلالة على العموم في أحوال ثلاثة : 1- فيما يخبر به الرب عن ذاته سبحانه : كما في قوله تعالى : ( قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس ) الناس 1-3 2- إخباره عن حال عباده التي خلقهم عليها : كما في قوله تعالى : (يآأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد ) فاطر 15 وقوله تعالى : ( يآأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لايستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ) الحج 73 3- ما يمتن به على عباده من نعم دينية أو دنيوية : كما في قوله تعالى : ( يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولاتتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ) البقرة 168 وقال تعالى : ( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لايحب الظالمين ) آل عمران 140 وقوله تعالى : ( أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال ) الرعد 17 وقوله تعالى : ( يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون ) البقرة 189 في الأحوال الثلاثة فهي إخبار عن ذات الرب سبحانه أو أفعاله أو صفاته . لا فيما يختص بأحوال الناس أو أفعالهم . ثانيا : لفظ " الإنسان " ا) من أدلت اللفظ الذي دخلت عليه " أل " الاستغراق ,و الدال على العموم : كما قوله تعالى : ( يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا ) النساء 28 فاللفظ مفرد لكنه يستغرق جميع الناس الذين خلقهم الله ، والخبر عن صفة لازمة في خلقهم . وقوله تعالى : (قال يابني لاتقصص رءياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين ) يوسف 5 وكذلك هنا فاللفظ يدل على العموم لاستغراقه ، لأن الخبر عن عداوة الشيطان وهي لكل الناس في كل زمان ومكان . وقوله تعالى : ( خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين ) النحل 4 وهذه أيضا صفة لازمه لجميع الناس . وقوله تعالى : ( ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلى مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) العنكبوت 8 وفي هذه الآية الحكم من الله ببر الوالدين لجميع الناس . مع حدود البر والطاعة . وقوله تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) ق 16 وهنا عن الخلق وهو يعم الجميع . وكذلك علم الله المحيط بالجميع . وقوله تعالى : ( ينبؤا الإنسان يومئذ بما قدم وأخر * بل الإنسان على نفسه بصيرة ) القيامة 13-14 الآية هنا عن موقف الحساب يوم القيامة ، وهو عام لجميع الناس . وقوله تعالى : ( ياآيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ) الإنفطار 6 وعتاب الله هنا لكل إنسان مقصر في حق ربه في أي زمان ومكان . وقوله تعالى : ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) التين 4 تدل الآية على أن الخلقة القويمة عامة لجميع الخلق . وقوله تعالى : ( إن الإنسان لفي خسر ) العصر 2 تدل الآية على أن الحكم عام لجميع الخلق ، والاستثناء من الخسارة بعدها للذين آمنوا . ب) إذا جاء اللفظ بدون " أل " الاستغراق : ودليله قوله تعالى : ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ) الإسراء 13 فاللفظ يدل على العموم هنا أيضا , لأنه مسبوق بلفظ " كل " الدال على الاستغراق . والمعنى أن كل إنسان ما عمل من خير أو شر ملازم له وهو وحده المسئول عنه . وهذه هي الكلمة الوحيدة في القرآن التي جاءت نكرة بدون " أل " الاستغراق . جـ ) جمع اللفظ " إنس" في القرآن لها حالتين : 1- تدل على العموم : كما في قوله تعالى : ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) الإسراء 88 ففي هذه الآية تحدي من الله لعامة الثقلين الإنس والجن . وقوله تعالى : ( وما خلقت الجن الإنس إلا ليعبدون ) الذاريات 56 تدل الآية على أن الهدف من خلق عامة الثقلين هو عبادة الله عز وجل . وقوله تعالى : ( يامعشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ) الرحمن 33 هذا الأمر يكون يوم القيامة حين يخبر جميع الثقلين بضعفهم وعجزهم أمام قدرته وكمال ملكه وعظيم سلطانه . 2- ومما لا يدل على العموم في لفظ " إنس " : قوله تعالى : ( ويوم يحشرهم جميعا يامعشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ماشاء الله إن ربك حكيم عليم ) الأنعام 128 تدل هنا على فئتين من الثقلين هم الذين أضلوا الإنس بتزيين الشر لهم ، ومن تبعهم وسار على طريق ضلالهم . وقوله تعالى : ( وحشر لسلميان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون ) النمل 17 تدل على قومه فقط . د) جمع اللفظ " أناسي " : وذلك في قوله تعالى : ( لنحي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا ) الفرقان 49 ولم يرد غيرها في القرآن ، وهي تدل على العموم ، وهي جمع لكلمة إنسان . هـ ) جمع اللفظ " أناس " : ودليه قوله تعالى : ( وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) البقرة 60 والمقصود بهم قوم موسى . وقوله تعالى : ( وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) الأعراف 82 المقصود بهم الجماعة المؤمنة مع لوط . وقوله تعالى : ( يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا ) الإسراء 71 وهنا أي كل أمة مع رسولهم . وبذلك نجد أن لفظ " الإنسان " في القرآن هو الذي يدل دلالة كاملة على العموم , والحكمة من ذلك : 1 – إثبات أن عقيدة الإيمان بالله وحده , وعبادته مطالب بها كل إنسان منذ أن خلق الله الخلق إلى قيام الساعة . ولا يعذر من يترك ذلك أبدا , ولا يسقط عنه الحق بقيام غيره به . 2- أن كل إنسان مسؤول عن نفسه مسؤولية كاملة أمام الله , لا ينتفع بعمل غيره , ولا غيره ينتفع بعمله . 3- التأكيد على أنه لا تزر وازرة وزر أخرى . 4- إعجاز القرآن بألفاظه , لا تنقضي عجائبه , ويدرك ذلك من حقق عبادة التدبر على الوجه الصحيح . 5- إن اشتقاق كلمة " إنسان " من فعل " أنس " وهو ضد التوحش , يوحي بأن الأنس فطرة فطر الإنسان عليها , ولا أنس أأنس من الأنس بطاعة الله تعالى والقرب منه بما يرضيه . فمن لم يأنس بالتقرب إلى الله فهو قد تجرد من أصله " الإنسانية " – وإن زين له الشيطان وهوى النفس أن الأنس مع غير الله ، فهو بذلك من جماعة الناس لكنه ليس بإنسان . جزى الله خيرا كاتبة الموضوع ونفع به ناقلته وكل من قرأه . الموضوع الأصلي: الناس والإنسان .. في القرآن الكريم || الكاتب: جارة المصطفى || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد hgkhs ,hgYkshk >> td hgrvNk hg;vdl
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|