بيت الحـــوار الحــــــــّر الحوار مفتوح إجتماعي إقتصادي أدبي وغيره ماعدا المواضيع السياسيه والعقائدية |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت الحـــوار الحــــــــّر
إشتد الصراع بين النبي ![]() اشتد الصراع بينه وبين الشرك ، وما يمثله من انحطاط في الفكر الإنساني والسلوك البشري الذي يظهر في السجود لحاكم أو كاهن أو حجر أو شجر أو فلك . ذلك الإنحطاط الذي ينتج عنه أن الغرائز في الإنسان تتحكم في مسيرته ، لا مقياس عنده يقيس به الأمـور ، ولا حلال ولا حرام ، وإنما كل أمر مبـاح : من قتل نفس ، أو ظلم إنسان ، أو أكل مال حرام ، إو إستعباد نفس ، أو إذلال للخلق . فلا عجب أن ظهرت الطبقية العرقية المتمثلة في السادة والعبيد ، والأشراف والسوقة . والطبقية الإقتصادية المتمثلة في الربا وأكل أموال الناس بالباطل ، واستغلال حاجة الآخرين للإثراء غير المشروع . والطبقية الدينية بحيث يصبح الدين وفهمه احتكارا على طبقة معينة وناس مخصوصين يستغلون جهل الناس ويطلبون منهم أن يعبدوهم ويطلبون منهم تقديم النذور والقرابين لهم ولما يمثلون . وأخذ الكفر يقاتل عن مواقعه بشراسة حتى إضطر المسلمون إلى الهجرة مرتين فرارا بدينهم ، وحرصا على عقيدتهم ، وحتى يأذن الله بالفرج . وكان النبي ![]() ثم إن خديجة - ![]() ![]() ![]() ![]() ولما إستعصت قريش ، وصمت آذانها ، وأغلقت قلوبها وعقولها ، اتجه النبي ![]() فقال رسول الله ![]() ![]() ![]() تكريم الرسول ( ![]() في هذا الجو القاتم الشرس كان الله بنبيه رؤوفا رحيما ، وكان حادثة الإسراء من مكة إلى القدس ، وكان المعراج من أرض المسجد الأقصى إلى السماوات العلا ، إلى سدرة المنتهى عندها جنة المأوى . وكان في الإسراء أكثر من معنى ، وأثره لا يزال على مر الأيام وكر السنين . يكرم الله نبيه على صبره ، ويجازيه الجزاء الأوفى على تحمله ، فيستدعيه إليه ، ويقربه منه ، ويرفعه إلى درجة لم يصلها أحد من خلقه حتى ولا الملائكة المقربون ، ويقدم له أرض الشام ، أرض فلسطين ، أرض القدس ، أرض المسجد الأقصى ، هدية إيمـان وجائزة رضـوان فيفـتح النبي ![]() ![]() قدسية المسجد الأقصى وسـورة الإسـراء تتحدث عن المسـجد الأقـصى ، وإسراء النبي إليـه ، فتقـول : بسم الله الرحمن الرحيم (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصـير) [الإسراء :1] . وقد بنى المسجد الأقصى بعد الكعبة بأربعين سنة ، كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي ذر قال :" سألت رسول الله ![]() ![]() إذن سورة الإسراء قد خلدت علاقة المسلمين بالمسجد ، وإن المسجد للمسلمين حيث أسرى بنبيهم إليه ، وتقرر السورة بركة أرض الشام ، ومنها أرض فلسطين ، وتبدأ بعد ذلك في الحديث عن الفساد والعلو ليهود والتدمير الذي سيلحق بهم ، وأنهم سينازعون المسلمين أرض الإسراء والمسجد الأقصى . الإفساد الأول: لا بد أن نقرر هنـا أن علماء التفسـير قد اختلفـوا اختلافــا كبيرا في : متى كان ( الإفسادان ) ؟ ومن دمرهمـا ؟ اللذان أشـارت إليهمـا الآية الكريمة ، وهي قوله تعالى ( وقضينــا إلى بني إسرائيـل في الكتـاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ) [ الإسراء : 4 - 5 ] . فقال قوم : هم أهل بابل ، وكان عليهم بختنصر . قاله ابن عباس - ![]() ونحن حين ننظر إلى الآيات نظرة موضوعية نجد الأشياء الآتية : أولا : الأيات مكية ، وتتحدث عن إفسادين وعلو واحد كبير ليهود ، فهل مضى هذان الإفسادان قبل نزول الآية أم أنهما آتيان ؟ مما لا شك فيه أن يهود دمروا أكثر من مرة قبل الإسلام ، وقبل نزول الآيات ، فقد سباهم البابليون ، ودمرهم الرومان ، وذلك أنه منذ أن غضب الله عليهم ، نتيجة سوء تصرفهم وحقدهم على الله وأنبيائه ، جعلهم يتصرفون تصرفا يلجيء البشرية إلى إذلالهم وضربهم . يقـول الله تعـالى في سورة البقـرة [ الآية 61 ] ( وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصـوا وكانوا يعتــدون ) . ثم تقرر آية أخرى في سـورة أخرى أن العذاب سيستمر في يهـود والتدمـير لهم إلى يوم القيـامة ( وإذ تأذن ربك ليبعـثن عليهم إلى يوم القيــامة من يسومهم سوء العــذاب ) [ الأعراف : 167 ] . إذن لا غرابة أن يكون الإفساد والعلو ثم التدمير لمرتين بعد نزول الآيات ، والواقع أن المتعمق في الآيات يجد أن المرتين اللتين أشارت إليهما آيات الإسراء في علو يهود وإفسادهم ثم تدميرهم هما بعد نزول آيات الإسراء . وذلك أن الله يقول ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا فإذا جاء وعد أولاهما ) ، واللام في ( لتفسدن ) لام الإستقبال والتوكيد . واللام في ( ولتعلن ) كذلك لام الإستقبال والتوكيد . والملاحظ أنه عبر عن إفسادين ولكنه قرن مع أحد الإفسادين علوا كبيرا . و ( إذا ) آداة ظرفية تدل على أن الأمر سيقع في المستقبل ، ولا علاقة لما بعدها بما قبلها ، فوجود كلمة " إذا " في الآية تدل على أن الإفساد الأول ثم التدمير الأول آتيان ، وأنهما لم يمرا ، كما أن استعمال "إذا " للمرة الثانية يدل على أنها آتية لم تمر كذلك . ثم يقول الله تعالى (بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار) ، أي أن الذين سيتولون تدمير يهود هم من المؤمنين ، إذ أن الله سبحانه وتعالى حين يضيف كلمة "العباد" لذاته تكون في موضع التشريف ، ويخص بها المؤمنين ، كقوله تعالى (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا) [ الفرقان :63] ، و(قل يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم) [الزمر : 53] ، و(سبحان الذي أســرى بعبـده) [الإسراء :1] . وأعظـم مـنزلـة للنبي صلى الله عليـه وسلم أنه (عبد الله ورسوله) ، وفي التحيات نقــول :"السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين" . في إحصائية لورود كلمة ( بعثنـــا ) في كتاب الله الكريم نجد ما يلي : إن كلمة ( بعثنا ) استعملت سبع مرات ؛ خمسا منها للأنبياء عليهم السلام ، وواحدة لنقباء بني إسرائيل ( وبعثنا منهم إثني عشر نقيبـا ) [ المائدة : 12 ] ، وواحدة لمعاقبـة بني إسرائيل ( بعثنا عليكم ) . إذن ( بعث ) ومشتقاتها ، نلاحظ أن المادة لا تستعمل في القرآن إلا في بعث الآخـرة وما يشابهـه . وبعث الأنبيـاء وما يشابهه ، ونلاحظ أن الفعـل الماضي المجرد ( بعث ) استعمل سبع مرات ، خمسا منها للأنبياء عليهم السلام ، وواحدة لبعث طالوت ، وواحدة لبعث الغراب . إذن كلمة ( بعثنا ) استعملت للأنبياء وما يشبههم ، ولم تستعمل للكفار أو غير المؤمنين ، أي أن الذين سيبعثون مضافون إلى إسم الجلالة سبحانه وتعالى ، وسيكونون من المؤمنين وليسوا من الكفار . وفي احصائية لكلمة ( عبادا لنا ) : نجد أن كلمة ( عبد ) في القرآن عامة للمسلمين وغيرهم ، بل لا بد من ملاحظة عبد وعباد المضافة إلى ضمير المتكلم ، حيث نجد أن كلمة ( عبدنا ) استعملت خمس مرات للأنبيـاء عليهم السلام فقط ، وكلمة ( عبادنا ) استعملت إثنتي عشرة مرة للأنبياء عليهم السلام والمؤمنين فقط ، وإن صيغة ( عبادا لنا ) لم تستعمل إلا في هذا الوعد ، فاختصاص الصيغ المتشابهة بالأنبياء والمؤمنين وزيادة هذه الصيغة بلام الإضافة والنسبة إلى الله تعالى ( لنا ) يجعل الصيغة دليـلا أو قرينة قوية على أن المبعوثين من المؤمنين فقط ، ومن نوعية خاصة منهم ، ومما يعطي هذه القرينة المتقدمة شيئا من القوة أيضا أن الله سبحانه وتعالى استعمل مادة البعث في الوعيد لبني إسرائيل ، ولكن جعل الصيغة في وعد التسلط عليهم ( ليبعثن عليهم من يسومهم سوء العذاب ) وعبر عن المبعوثين بـ ( من ) ، وقد عرفنا أن هؤلاء المبعوثين هم الوثنيون والمجوس والنصارى والمسلمون ، بينما جعل الصيغة هنا ( بعثنا ) وهي صيغة استعملها للأنبياء وللأولياء فقط عبر عن المبعوثين بـ ( عبادا لنا ) ، وهو تعبير فريد لم يستعمل ما يشبهه في الإضافة إليه تعالى إلا في الأنبياء والمؤمنين ، نعم ورد استعمال ( عبادي ) لغير المؤمنين أيضا ولكنه استعمال يجيء دائما في مقابل دعوى العبودية لغيره تعالى . إذن : إن الذين سيتولون تدمير يهود هم من المؤمنين ، لما مر من الشرح . وهذا التشريف والتكريم الإيماني لا ينطبق على البابليين ولا على الرومان لأنهم جميعا من الوثنيين ، وينطبق هذا الوصف على رسول الله وأصحابه الذين جاءوا إلى المدينة وليهود فيها نفوذ سياسي واقتصادي ، وكان من أول أعماله ![]() وقفة عند بعض معاني الآية ( أولي بأس شديد ) : أي أولي مكروه شديد ينزلونه بالعدو ، والبأس والبأساء بمعنى المكروه والشدة ، ويستعملان في النكاية بالعدو كما في مفردات الراغب الأصفهاني ، بينما ( أولو قوة ) تعني أولي وسائل حربية وجنود ، فالقوة في مجال الحرب تعني المعاون من خارج النفس كما ذكر الأصفهاني أيضا ، ولذلك وردا في القرآن معطوفين في قوله تعالى ( قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد ) [ النمل : 33 ] ، أي نحن أولو سلاح وجنود ، وأولو مكروه ننزله بالأعداء . إن وصف الله سبحانه وتعالى لهؤلاء المبعوثين على يهود بأولي بأس شديد دون أولي قوة ، له بعدان : الأول : إن الغرض الأساسي في وعد يهود بالعقوبة هو بيان أن هؤلاء المبعوثين ، سينزلون المكروه الشديد بهم ، وهو يتناسب مع ذكر البأس . الثاني : إن عدم ذكر قوة هؤلاء المبعوثين والتي تعني وسائل حربهم وكثرة جنودهم أمر مقصود ، لأنهم قد لا يملكون هذه الكثرة ولا يكونون أولي قوة كثيرة ، ومع ذلك فهم أولو بأس شديد ، وهذا هو حال المسلمين عندما قضوا على إفساد يهود الأول في صدر الإسلام ، وهو حالهم عندما سيقضون عليهم ، ويتبرون علوهم الكبير بإذن الله في المرة الثانية . ( فجاسوا خلال الديار ) : استعمل القرآن الكريم وللمرة الوحيدة هذا التعبير الذي هو في اللغة العربية كالمصطلح العسكري لدخول المقاتلين وهم يتتبعون بقايا مقاتلي العدو ، أي سيترددون بين بيوت يهود لتتبع مقاتليهم وهو أدق تعبير من القضاء على القوة القتالية ليهود ، وهو بالضبط ، ما فعله المسلمون عندما بعثهم الله على يهود في صدر الإسلام . (وكان وعــدا مفعــولا) : لم يستعمـل القـرآن الكريم هذا التعبـير إلا في هذا الموضـع ، واستعمل تعبيرين قريبين منـه ، أولهما في نفس سورة الإسراء وبعد قوله لبني إسرائيـل (فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا) [الإسراء : 104] ، وقال تعالى (قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العـلـم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا * ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعـولا) [الإسراء : 107-108] ، وثانيهما في خطابه تعالى لمشركي قريش بعد تشبههم بفرعون وذكر ما حل به (فكيف تتقـون إن كفرتم يوما يجعـل الولدان شيبا * السماء منفطر به كان وعده مفعولا ) [المزمل :17 - 18] . أما قوله تعالى ( سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ) فهو حكاية لقول العلماء في حق القرآن . فيبقى إستعمالان من قبل الله تعالى لـ " الوعد المفعول " ، أحدهما إنذار لفراعنة قريش بوعد اليوم الآخر الذي لا يطاق ، والثاني إنذار ليهود بيوم المسلمين عليهم الذي لا يطاق . الفرق بين معنيين الفرق بين فعل ( فجاسوا خلال الديار ) الذي يوحي بسرعة هزيمة يهود وسهولة القضاء عليهم وبين أفعال الثانية ( ليسوءوا ، وليدخلوا ، وليتبروا ) التي توحي بضراوة المقاومة وترسم للمواجهة صورة عنيفة ، لا يُهدّئها دخول المسجد في وسطها ، بل يأخذ منها عنف التحدي وفرحة الإنتصار . تأمل في الإفسادين والعلو الوارد في الآية ترى أن الله سبحانه وتعالى تكلم عن إفسادين لبني إسرائيل ، وعندما تكلم عن العلو ، لم يقل : ولتعلن علوين كبيرين ، وإنما قال ( ولتعلن علوا كبيرا ) . إذن سيكون العلو الكبير مرة واحدة مصاحبا لأحد الإفسادين ، والمتأمل للإفساد الأول يجد أنهم كانوا قبائل ليس لها سيطرة على من حولها ، ولذلك لم يتمكنوا من العلو ، وأما المرة الثانية والتي يعيشونها الآن ، فإنهم قد علو علوا كبيرا ، وسيطروا على من حولهم من المسلمين ، بدعم من دول الكفر مجتمعة ، وسيطروا على الأرض المقدسة وقتلوا المسلمين شيوخا ونساء وأطفالا ، فمن معاني العلو قمة الفساد كما قال تعالى في حق جبروت فرعون ( إن فرعون علا في الأرض ) [ القصص : 4 ] . إذن العلو الكبير لم ينطبق تاريخيا إلا على علو يهود في هذه المرة التي تأتي مع الإفساد الثاني في الأرض . الإفساد الثاني: التدمير الأول كان إخراج يهود من الحجاز . فخرج قســم منهـم إلى (أذرعات) من أرض الشام حتى تبدأ المرة الثانية من إفسادهم وعلوهم ، يقول الله تعالى ( وكان وعدا مفعولا ) [الإسراء :5] ، يعني أنه تم تدمير الإفساد الأول في عهد النبي ، والوحي ينزل ، وأتمه أصحابه من بعده . وتبدأ الآيات بعد ذلك تتحدث عن المرة الثانية في الإفساد يصاحبه العلو الكبير ، فتخبر الآيات أن الله سبحانه وتعالى سيجعل ليهود الكرة عليهم ، على من ؟ على الذين جاسوا خلال الديار أول مرة ، ( والكرة ) الدولة والسلطة . وحين أراد الله ليهود أن يكروا استعمل كلمة ( ثم ) . وثم : كما هو معروف ، معناها العطف مع التراخي والمهلة . فهل كر يهود في التاريخ على البابليين ؟ ، وكانت لهم دولة وسلطة عليهم ؟ لم يحدث ذلك في التاريخ ، ولن يحدث الآن ولا في المستقبل ، حيث إن البابليين قد إنقرضوا من الدنيا كأمة ، وليس لهم كيان يعرفون فيه ، أو دولة يعيشون فيها . وحاشا لله أن لا يصدق القرآن أو يكون خبره غير محقق . إذن لا بد أن تكون الكرة على أبناء من جاسوا خلال الديار ، وهم المسلمون أو العرب المسلمون ، فقد كر يهود على بلاد الشام وفلسطين منها . وهذا هو الذي حدث ونعيشه الآن ، ويعاني منه المسلمون كل المسلمين ، وما ينطبق على البابليين ينطبق على الآشوريين والكلدانيين وغـيرهم من الدول التي عاقبت يهـود عبر التاريخ . واقرأوا معي بقية الآيات التي تمضي فتصف الواقع الذي نعيشه وتعيشه دولة يهود ، إذ بعد أن جعل الله الكرة ليهود علينا ، يقول الله تعالى ليهود (وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا) [الإسراء : 6] . وهنا نسأل مرة أخرى : هل أمد الله يهود بأموال وبنين غير هذه المرة ؟ لم نعرف أن ذلك قد حدث في التاريخ ، ويهود منذ أن غضب الله عليهم وهم في بلاء متصل وعذاب مستمر ، فقبل الإسلام كان عذاب البابليين لهم والرومان . وبعد الإسلام أخرجهم المسلمون من الجزيرة ثم بدأت أوروبا تعذبهم في إسبانيا وفي بقية أقطارها حتى جاء المسلمون فأنقذوهم من الإسبان ، واستمر العذاب لهم حتى هذا القرن . ولقد عاش يهود في ظل دولة الإسلام عبر القرون آمنين مطمئنين ، تحفظ لهم دماءهم وأموالهم ، ولكنهم لم يحفظوا الجميل . وحتى نرى مبلغ صدق الآية ، ونرى إعجازها بأعيننا نجد دولة يهود اليوم تعيش على البنين الذين يأتونها من أطراف الأرض ليمدوها بالجند ، وفي هذه الفـترة من روسيـا بالـذات ، وترى الأمــوال من دول الغرب تأتيها بمساعدات مذهلة حتى تستمر في عدوانهـا وطغيانهـا وجبروتهـا . ثم يقول الله سبحانه وتعـالى ( وجعلناكم أكثر نفيرا ) ، ولذلك فإن أكبر قوة عسكرية في الأرض تساند دولة يهود في حال نفرتها وحربها ( أمريكا والحلف الأطلسي ) . إذن هذا هو العلو ، فما بال الإفساد ؟ وحتى يتحقق الإفساد ، فنرى يهود في دولتهم يرتكبون أفظع الجرائم بحيث فاقوا كل أنواع العذاب التي عانوا منها في زعمهم ( من هتلر وغيره ) ، ولذلك يحذرهم الله فيقول لهم ( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها ) [ الإسراء : 7 ] . وهذا الإحسان دنيوي يجازون عليه في الدنيا ، كما جاء في قوله تعالى ( فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق ) [ البقرة : 200 ] . ويهود قد أساءوا فقتلوا النفس الإنسانية وعذبوها ويتموا الأطفال ، وسجنوا النساء ، وهدموا البيوت ، واغتصبوا الأرض وأقاموا المستعمرات ، وحرقوا الأقصى في (21 / أيلول / 1969م ) ، والأقصى عند الله عظيم ! ودنسوا مسجد الخليل ![]() ولذلك فإن الله سيسرع في عقوبتهم لأن الله يمهل الظالم كما جاء في الحديث حتى إذا أخذه لم يفلته . وقد أخذوا لبنان غدرا وخيانة ، وارتكبوا فيه ما لم يرتكبه أحد من البشر قبلهم هم و ( الموارنة ) الذين هم أشد الناس عداوة للمؤمنين ، والموارنة الذين يرتكبون جرائمهم باسم الصليب -وهذا احتقار المسيح ![]() ![]() وهنا تأتي عقوبة الله لهم على ما أقترفوه من الإثم والجرائم ، بتفسير من الآيات أن دولتهم لن يطول إفسـادها ولا علـوها ، فيقـول الله ( فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبـيرا ) [ الإسراء : 7 ]. وهنـا حين يخـبر الله عن زوال دولتهم ، استعمل حرف ( الفاء ) للعطف ، ولم يستعمل ( ثم ) . والفاء للعطف مع التعقيب . والتعقيب لكل شيء بحسبه وما يناسبه ، وهو يدل على السرعة في حصول المقصود ( فإذا جاء وعد الآخرة ) ، أي لذهاب علوهم ، تصبح وجوه بني إسرائيل سيئة . ويبشرنا ربنا جلت قدرته ، أننا سندخل المسجد الأقصى كما دخلناه أول مرة ، وهذه المرة الأولى : الفتح العمري للقدس ودخول المسجد حين دخله صلحا ، والذي يبـدو من سيـاق الآية أن الأقصى والقدس وفلسطين سترجع على ثلاث مراحـل : المرحلة الأولى : إساءة الوجه . . وهذه تكفلت بها الإنتفاضة التي لم يصنعهـا أحدا من القيـادات الفلسطينية وإنما هي من تدابير الله . و " الفاء " هنـا في قوله سبحانه وتعالى ( فإذا جاء وعد الآخرة ) يسميها علماء النحو " الفاء الفجائيـة " ، فسيتفاجىء العالم بالأمر ، فهل هذا الأمر هو قيام الخلافة الإسلامية من جديد ؟؟ . المرحلة الثانية : هي دخول الأقصى كما دخله عمر - ![]() المرحلة الثالثة : هي التدمير الكامل لدولة يهود . وفي هذه الآية إشارة إلى الأسلحة المتطورة ، فإن السلاح الذي يجعل العمارات الشاهقة على مستوى التراب هي الأسلحة المتطورة وليست الأسلحة التقليدية . والمرة الثانية : هي هذه التي نحن على أبوابها ، حيث سيدخل المسلمون المسجد فاتحين للمرة الثانية ، ثم يقرر الله أننا سنتبر أي ندمر ونهلك علو يهود المادي والمعنوي . ومما تجدر الإشارة إليه هنا أن فلسطين لم تعرف العمارات ذات الطوابق ، التي تصل إلى عشرين طابقا أو أقل أو أكثر ، إلا في ظل اغتصاب يهود لها ، ولذلك فإن هذه العمارات الشاهقة التي يقيمونها في الأرض المباركة سيلحقها الدمار والخراب . ثم تمضي الآيات فتحذر يهود من محاولة العودة للإفساد والتعالي ، فيقول الله (وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا) [الإسراء : 8] ، وتأتينا البشرى من الله بعد أن يفهمنا ربنا أن القرآن يهدي إلى الطريق السوي والحياة الصحيحة ، تأتينا البشرى بالنصر فيقول (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا) [الإسراء : 9] . وفي آخر سورة الإسراء آية أخرى تتعلق بهـذا الأمر ، وهي قوله تعالى (وقلنا من بعــده لبني إسرائيل أسكنوا الأرض فإذا جاء وعــد الآخرة جئنا بكـم لفيفا) [الإسراء : 104] ، أي تفرقـوا في الكرة الأرضية وهذا من غضب الله عليهم ، و " لفيفا " أي جماعات .. جماعات ملتفة ( وهكذا يأتي يهــود مهاجرين إلى فلسطين ) . وفي بقيـة الآية إنــذار ليهود وبشرى لنــا ، فيقول الله ( وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا ) [ الإسراء : 105 ] . فإذا ربطنا هذه الآيات وتفسـيرها بالحديث الذي يدلنـا على صدق النبوة ، ومعجـزة الرسـول ![]() ![]() وهذا هو السبب في أنه لم تنجح المحاولات لتثبيت دولة يهود . وذلك أنه منذ سنة 1948م ، وكل محاولة للصلح وتثبيت دولة يهود يفشلها يهود انفسهم ، وذلك لأن يهــود لا يعالجون أي أمر إلا بالحقد والتـآمر والخديعـة . ويقرر الله أن لا عقـل عندهم فيقـول (لا يقاتلـونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهـم شـديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) [الحشر : 14] . وذلك كله يجري حتى يأتي اليوم الموعود يوم تتخلص المعركة من الأيديولوجيات المنافية للإسلام . وذلك أن الرسول ![]() الأرض المباركة الآية السابقة الذكر في سورة الإسراء قد نصت على بركة الأرض التي تحيط بالمسجد الأقصى ، وكذلك آيات أخرى نصت على هذه الـبركة مثل قوله تعالى في سورة الأنبيـاء في حق الخليل إبراهيم ![]() والبركة هي الزيادة في كل شيء . وليست بركة هذه الأرض مادية فقط ، وإنما بركتها بالإضافة إلى الأشياء المادية بركات معنوية تتمثل في أنها عش الأنبياء، ولذلك فكر أصحاب رسول الله ![]() ![]() ![]() ومن بركة هذه الأرض أنه حينمـا يبتعد المسلمون عن محـور عزهم ومركز قوتهم ، وهو الإسلام ، يضعفون ويتمزقون وتكثر دولهم ودويلاتهم ، فيسهل على العدو أن يتسرب من خلالهم فيأخذ الأرض المباركة ويأخذ المسجد الأقصى ، وعندها يتحرك المسلمون حركة حياة جديدة ، وينفضون غبار الهزيمة فيعملون لاستخلاص هذه الأرض ، فعن طريق استخلاصها يتم توحيد الأمة . ولذلك لن يصل أحد إلى حل عادل مع يهود وأعوانهم حتى يأتي أمر الله ويتوحد المسلمون ويعود الإسلام محركا للحياة في ديار الإسلام وفي العالم كله . وقد ظهرت بركة هذه الأرض في الحروب الصليبية ، إذ بعد أن أخذها الصليبيون وظنوا أن الأمر قد استقر لهم ، كانت حروبهم سببا في توحيد المسلمين من جديد ، فكان نور الدين زنكي الذي وحد الأجزاء المبعثرة ، وأخذ الراية منه صلاح الدين ، فكانت حطين النصر المبين ، وكانت معركة القدس فيما بعد ودخلها رحمه الله ، فأعاد الأمن والأمان إليها وعاد مسجدها إلى قدسيته وطهره . الموضوع الأصلي: الإسراء وعلاقته بقضية المسلمين في الأرض المباركة || الكاتب: فايز المطيري || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد hgYsvhx ,ughrji frqdm hglsgldk td hgHvq hglfhv;m
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
لا يوجد أعضاء |
|
|