عن أبي علي الاشعري ، عن محمد بن سالم ، وأحمد بن أبي عبدالله عن أبيه جميعا ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر قال : قال لي : يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت ؟ فوالله ماشيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه ، وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع والتخضع والامانة ، وكثرة ذكر الله ، والصوم ، والصلاة ، والبر بالوالدين ، والتعهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة ، والغارمين ، والايتام وصدق الحديث ، وتلاوة القرآن ، وكف الالسن عن الناس ، إلا من خير ، وكانوا امناء عشائرهم في الاشياء .
قال جابر : فقلت : ياابن رسول الله مانعرف اليوم أحدا بهذه الصفة ، فقال : يا جابر لاتذهبن بك المذاهب ، حسب الرجل أن يقول : احب عليا وأتولاه ، ثم لايكون مع ذلك فعالا ؟
فلو قال : إني احب رسول الله صلى الله عليه وآله فرسول الله صلى الله عليه وآله خير من علي ثم لايتبع سيرته ، ولا يعمل بسنته مانفعه حبه إياه شيئا ، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ، ليس بين الله وبين أحد قرابة أحب العباد إلى الله عزوجل ( وأكرمهم عليه ) أتقاهم وأعملهم بطاعته .
يا جابر فوالله مايتقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة ،وما معنا براءة من النار ، ولا على الله لاحد من حجة ، من كان لله مطيعا فهو لنا ولي ، ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو ، ولا تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع .