أخبار الخليج – بريد القراء- تاريخ النشر : الجمعة ١١ مايو ٢٠١٢
الأحداث الجسام التي تمر بها المنطقة وزيادة وتيرة التهديدات الإيرانية لدول الخليج وتصميمها على زلزلة الخليج العربي ومواقفها المتصلبة والمتناقضة وإشعالها الحرائق الطائفية في المنطقة، وهي لا تزال تدعي زورا وبهتانا، أن البحرين ليست سوى محافظة من محافظاتها التي يجب أن تعود إلى وطنها الأم وأنّ شاه إيران محمد رضا بهلوي قد فرّط في هذه المحافظة العزيزة على قلب الوليّ الفقيه، هذه المواقف تؤكد بلا ريب أن إيران دولة معادية وطامعة. السياسة الإيرانية الحمقاء تستمر في دفع الأمور باتجاه خطير.
إن أشد أنواع الظلم والقتل والتعذيب تقع في إيران والعراق وعلى يد رجال الدين، في إيران مجرد استنكار تزوير الانتخابات يتم قتل المستنكرين وإلقاؤهم في سجون الولي الفقيه، علاوة على ما تقوم به من التنكيل بأهل السنة، وتقوم بالتصفية الجسدية للمئات منهم وعلمائهم، وقد سمعنا كثيراً عن المجازر التي ترتكبها تلك العصابات في الأحواز وفي العراق وغيرها من بلاد المسلمين، ويدها ملطخة بدماء أهلها وهي لا تفعل ذلك إلا بالمسلمين، وفي المقابل تمنح اليهود حقوقاً لا يحلم بها العربي المسكين في الأحواز أو السني في إيران. المطامع الإيرانية تجاه الخليج معروفة وواضحة للعيان، وليست بجديدة وليست وليدة اللحظة بل تم إعداد خطط وسيناريوهات منظمة، وهي لا تخفي هذه المطامع بل تعلنها صراحة، فهي تحتل الجزر الإماراتية الثلاث، وتطالب بالبحرين وتدّعي أنها محافظة من ضمن محافظاتها، وأن لها حقوقاً في العراق التي تحتلها حالياً وتستبيحها، وقضية التجسس الإيراني في الكويت وفكرة تصدير الثورة وإيجاد موطئ قدم لها في الخليج، وقنواتهم المشبوهة الفاقدة للبصيرة بسبب التعصب الطائفي والخطاب الديني المحرض على حساب الإنسانية والقيم والمبادئ والشعوب. هؤلاء ما هم إلا زمرة عنصرية حاقدة على الأمة العربية المسلمة ينفذون مخططاً عنصرياً طائفيا. معاداة العرب وخاصة السنة، هي سمة من سمات هذه الجمهورية التي تقوض بيتها كبيت العنكبوت، وبيتها الذي هو من زجاج وترمي الآخرين بالحجر. إنه نظام انتهازي لا يحترم حقوق شعبه، فكيف يطلب حقوقا لشعوب أخرى؟ قمة الوقاحة أن تقمع شعبك ثم تتباكى على الشعوب الأخرى، وأبواقها الإعلامية الشيطانية النائحة المستأجرة تبث الأكاذيب وتلفق الأحداث وتفبرك التقارير والصور، وتمارس التعتيم الإعلامي على حقيقة الأوضاع في البحرين، وتحرّض الشعوب على أنظمتها وتسيّس الثورات العربية لمصلحة سياستها في تصدير الثورة الإيرانية، وهي لا تريد حرية الشعوب بقدر ما تريد تنصيب نفسها وصيّاً على الخليج وتتحكم به وتسيطر عليه وتنهب ثرواته وتحتله، بعد أن نجح نظام الملالي في اختطاف العراق وأجزاء من لبنان، كان الدور على البحرين.
الحقيقة الواضحة للعيان أن هناك تحالفاً شريراً بين إيران والغرب وإسرائيل لاحتلال الأقطار العربية، ومحو هوّيتها ورسم خريطة جديدة لها للتوسع على حساب الأمة العربية، ان اتفاقات أمريكا وإسرائيل وإيران ومودتهم لبعضهم معروفة منذ زمن طويل ولكن أصبحت جلية لكل من كان يتعامى عن هذه الحقيقة. إن الدرس الأكبر المستخلص من تجارب الشعوب العربية أن أمريكا والغرب لا أصدقاء لهم ولا عهود ولا مواثيق بل هم يريدون مصالحهم فقط. ومواقفهم ومواقف المنظمات الحقوقية الغربية في بداية أزمة البحرين لم يحكمها الحرص على الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان والإصلاح كما يدّعون، فما يجرى في إيران من قمع وقتل وتنكيل بالمعارضين والأقلية فيها كان يتم تحت سمع أمريكا وبصر المنظمات الحقوقية التي لم تستنكر أو تدنْ هذه المجازر أو حتى المجازر التي تحدث في فلسطين، ومن مشاهد الأسى المدمية ما آلت إليه أحوال العراق وأفغانستان اللذين ذهبا لقمة سائغة للأطماع الإيرانية والقصف الأمريكي، ولكن العطف الأمريكي وتنديدات منظمات حقوق الإنسان توزع بالتقسيط وتصرف عند اللزوم بحسب المصالح والأطماع، وأغلب الجمعيات الحقوقية ترزح اليوم تحت ظل إيران وأتباعها الذين سيطروا تماماً على تلك الجمعيات، فوثقوا روابطهم مع العديد من مؤسسات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية، واستخدموا براعتهم في الكذب ونفوذهم في تضليل الرأي العام. قد تكون إسرائيل عدو العرب والمسلمين، ولكن من يدعي الإسلام ويعيش بيننا ويحيك المؤامرات ضدنا قد يكون أخطر بكثير من أي عدو آخر، والمتتبع لهذه الحقائق، وهي غيض من فيض، يدرك مدى الحقد الإيراني وعدائه للخليج والأقنعة المزيفة التي يتستر خلفها أمام العالم أجمع.
دول الخليج أمام تحدٍّ هو الأخطر في تاريخها، يجب أن تصحو الحكومات الخليجية من سباتها، فالخطر المحدق بدول الخليج من إيران كبير وعظيم يجب عدم الاستهانة به، ولا بد من النضال ضد الخطط التوسعية والمطامع الإيرانية المتلاقية كلياً مع المطامع الأمريكية والصهيونية والقضاء عليها، ولا مسوّغ لدى العرب لحسن الظن بها بعد كل ما فعلته، وهي لا تقل خطراً على دول الخليج من الطامعين فيها، كما أن التأييد الإيراني المستمر لنظام الأسد الذي يقتل شعبه يعزز مبدأ الكيل بمكيالين لقادة إيران.
هناك تحالف شرير معادٍ للخليج وينفذ مخططاً خبيثاً لاجتثاث الوجود الخليجي، والأمر المفروغ منه أن المستقبل سوف يكون غامضاً وقاتلاً لنا إن لم ننتبه لهذه الأنشطة الشيطانية. كيف نعاهدهم وهذا أثر فأسهم، وما سيأتي لن يكون أقل شراً مما مضى. لقد آن الأوان لوضع حدّ ونهاية لمدرسة الفوتوشوب التي يديرها رموز النظام الإيراني، لم يعد يجدي نفعاً الحوار أو إقامة علاقات دبلوماسية أو تجارية أو سياحية معها، لأن شعاراتهم ودعواهم غير صادقة وتجافي الحقيقة فهم قد كشروا عن أنيابهم في البحرين، وهم يعملون على قدم وساق لقيام إمبراطورية فارسية تشمل العراق التي تم ابتلاعها ودول الخليج العربي وبعضا من أجزاء العالم العربي، إن عدم اتخاذ موقف جادّ مع إيران والدبلوماسية الشديدة التي يمارسها سياسيونا إزاء انتهاكها لسيادة بلدنا هو الذي جعلها تتمادى في غيّها وتكثف من نشاطاتها العدائية ضدنا، إن لم تنظر دول الخليج فيما وراء الأمور وتفهم الأمور برؤية صائبة، فإن الجولة ستكون عليهم، ومصيرهم سيكون كمصير العراق والعواقب سوف تكون وخيمة. يجب أن يكون الرد عنيفاً ومؤلماً وأكثر صرامة، يجب الانتقال من التعامل الناعم إلى الخشن معها والرد الحاسم وبصلابة أمام مطامعها، وقد حان الوقت لإنشاء قوة عسكرية خليجية رادعة، لا بد من امتلاك القوة وتطوير القوات الدفاعية. كما أن تطهير دول الخليج من العناصر الإيرانية وعناصر الأحزاب التي تتبعها أصبح ضرورة ملحة. أدعو الله عز وجل أن يحفظ لنا ديننا ووطننا وعقولنا من سوء نيات هذه الجارة الجائرة وندعوه سبحانه أن ينزع فتيل الحروب والعداوات في منطقة الخليج وسائر البلاد العربية.