كنا في السابق نعتقد أن مصاصي الدماء هم مخلوقات من نتاج الأفلام السينمائية والخيال البشري وأنها مجرد أساطير، لكن في هذا الزمن نقول نعم هناك مرضى شربوا الدماء واقترفوا أبشع الجرائم في حق البشرية وكانوا أسوأ من مصاصي الدماء، وضعوا الأنياب بدل الأسنان في أفواههم ليسهل افتراس من هو أضعف منهم ويمزق لحمهم ويقطع شرايينهم، كنا في السابق نتحدث عن همجية العدو الصهيوني المدلل للغرب الذي يقدم الهدايا الدموية الى شعبنا، رأينا ما يجري في فلسطين وما حدث في غزة، ولكن العدو الصهيوني يتوقع منه كل شيء، ولكن عندما ينطبق نفس الحال على المسلمين في إيران، العراق، سوريا، وغيرها من الدول العربية التي يصول فيها من يعتبرون أبناءها ومن يسمون أنفسهم بالمسلمين يقتلون ويغتصبون ويعذبون وينتهكون كل الحقوق الإنسانية، فماذا يمكن أن نقول عنهم وماذا تركوا هم للعدو الصهيوني من وحشية؟ إن نظام السفاح بشار أصبح ينافس إسرائيل فيما يرتكبه من أبشع صنوف القتل والتنكيل، بل هم أشد ظلما وقتلا وأشد ضراوة، أشباه بشر يمارسون ما لم تمارسه أكثر الحيوانات وحشية، الحيوان المفترس لا يقتل إلا إذا كان جائعاً ولا يقتل بناءً على فتوى أو نصوص تاريخية بالية لتفريغ الحقد والانتقام لأحداث تاريخ مضى عليه أكثر من ١٤٠٠ سنة. تجردت القلوب الرحيمة من رحمتها، والأنفس البشرية من إنسانيتها، وتحول البعض لكومات حقد مجردة من آدميتها.
ما معنى بشر؟ هناك كثير من المفردات وصفت هذه الكلمة ولكن وللأسف الشديد اختفت معانيها في عصرنا، أين نحن كبشر من هذا كله؟ عندما نتحدث عن بشر أو عن إنسان بمفهومه العام فإننا نتحدث عن لحم ودم وقلب لبشر يحسون ويدركون ويتعاونون ويتألمون ولكن هل نحن فعلا بشر في هذا الزمن، زمن القتل والدمار والإبادة والنحر، هل نحن فعلا بشر أم نحن من جنس آخر ليس دما وقلبا، لا أعلم كيف أعبر أمام صور المجازر الرهيبة التي يقشعر لها الجسم ويتجمد الدم في العروق، وسقطت بها كل معاني البشر،هذه الأشلاء لو كانت في دول الغرب بل لو كانت لكلب ،أعزكم الله، لقامت القيامة عندهم، الغرب الذي يقدر الروح حتى لو كانت روح حيوان، وفي البقعة العربية أرخص شيء دم المسلم العربي، جثث أطفال ونساء وشيوخ نحروا وقتلوا بدم بارد ونحن لا نملك غير الصمت الخجول والتجاهل والتعامي، قسما بالله أننا أصبحنا نخجل من ضعفنا وعجزنا وصمتنا عما يرتكب في حقنا وحق أخوة لنا في الدين، وما حدث في العراق بالأمس وسوريا اليوم ما هما إلا تداعيات خذلاننا وتهاوننا، والدور علينا قريبا حيث ثروات أوطاننا تنهب أمام أعيننا وطغاة العالم يقودوننا نحو الهاوية ويحتلوننا باسم القضاء على الإرهاب وباسم الديمقراطية الكاذبة ونهايتنا لن تكون أفضل من العراق وسوريا، لقد أصبحنا نعيش في غابة يسكنها الذئاب التي تستمتع بلحم المسلمين، وأصبح نزيف الدم العربي المسلم كشربة الماء، للأسف نرى العالم يساوي بين الضحية والجلاد ولا يصدر عنه أكثر من عبارات الشجب والإدانة والأسف لما يحصل من قتل ومجازر، ما الذي فعلناه أو نفعله كي نحاول وقف مسيرة ذبح الأوطان والأمة؟ أين قوتنا الهائلة المفترضة؟ هذه المجازر التي تحدث للمسلمين وعلى أراضيهم ومن بني جلدتهم وصمة عار على جبين الإنسانية. إنه والله العار والذل والخيبة في جبين كل مسلم.
نحن نعيش واقع مذل ومقزز ومشاهد يندى لها جبين الحيوان قبل الإنسان، أصبحنا كالحجر صامتين خرست ألسنتنا بل أموات بعار الذل والهوان والانكسار والجبن ونتقوقع كالمحار المختبئ والنعام الذي يدفن رأسه بالتراب،هل ما زلنا بشرا حقا أم مجرد قطيع يساق إلى حتفه يوما بعد يوم؟ التاريخ كتب ويكتب ويسجل ولكن لا أحد يعتبر من دروس التاريخ.
كلمة أخيرة: دول الغرب طردوا السفراء السوريين من عواصمهم ردا على المجازر والعرب ما زالوا يصدرون بيانات الإدانة والشجب والاستنكار لجرائم السفاح، أين الكرامة والنخوة أين ضمائركم يا عرب؟