الدول الخليجية...والأطماع الخارجية مقال منشور في جريدة أخبار الخليج - البحرين
أصبحت بعض الدول تعيش مأزقاً في تبرير النفاق والمراوغة أمام شعوب العالمالعربي، ففي أحداث غزة أطلقت بعضها الخطب النارية والشعارات الرنانة الثوريةوالجهادية، وعندما أزفت ساعة ترجمة هذه الخطب والشعارات إلى أرض الواقع وجدناهاتنكمش بعد أن حرّم مفتوها على المتطوعين الجهاد في غزة، وهذه هي سياسة تلك الدولالتي تمطر مؤيديها بخطب عنترية، مرة بتهديد إسرائيل ومرة أخرى بالجهاد في غزة وأخرىبتهديد الدول الخليجية وتصعيد الموقف وتأزيم الأوضاع وذلك لتمرير حلمها التوسعي فيالمنطقة، ولا تدخر جهدا لتحقيق أطماعها وأهدافها التوسعية عن طريق محاولات متتابعةلرصد مواطن الضعف العربي لخرق الصفّ العربي وزرع عملاء لها في دول الخليج اعتمادا على الأرضية الطائفية التي تحاول إنعاشهالتفتيت الدول الخليجية ولزعزعة الأمن فيها، وهي لا تتوانى عن القيام بالأعمالالوحشية والتصفية لمعارضيها وإظهار العداء الصارخ وغير الإنساني للأقليات فيبلدانها، إضافة إلى التمييز والتهميش بل عدم الاعتراف بالأقليات ومنعهم من بناءالمساجد ونشر فكر الحقد ضدهم وحرمانهم من الأمن والخدمات العامة ومن كل سلطة حتىباتت مدنهم الأكثر إهمالا وفقرا وافتقارا للخدمات الأساسية، وقتل العلماءوالمعارضين وملاقاتهم أشنع الممارسات والاعتقالات ضدهم، بل إنها قتلت من شعبها أكثرمما قتل أعداؤها، وفي الخارج فإن أطهر بقاع الأرض لم تسلم من شرها قبل عدة أعوام فيموسم الحج.
إن منطقة الخليج تواجه مجموعة من التحديات المحلية والخارجية تمثلتهديدا لأمنها واستقرارها، وتلعب بعض الدول المجاورة لها دورا رئيسيا في هذهالتهديدات، فهي تحتل جزرا عربية وتحاول أن تقوم بدورشرطي الخليج وحولت المنطقة إلىبؤرة ساخنة من النزاعات العرقية والفتن الطائفية وتنتشر بؤرها السرية والمعلنة فيسائر الجسد العربي مثل الورم الخبيث، تريد أن تبتلع الخليج بعد أن نجحت في ابتلاعالعراق، والدور الآن على البحرين لأنها بوابة الدخول إلى باقي الدولالخليجية.
هناك أنظمة تريد سوءا بهذا البلد وتسعى لتخريب الوطن وتدميره بمحاولةإشعال الفتن الطائفية في البلاد. وثمة أسباب تجعل البحرين غير محصنة من الخططالتوسعية للسيطرة والتحكم فيها وفي دول الخليج، منها غفلة أهل السنة حكاماومواطنين، وعدم وجود القدرة العسكرية الرادعة في دول الخليج، إضافة إلى ذلك حوادثالشغب والإخلال بالأمن ومحاولة تدميرهذا الوطن وشن هجوم كاسح على الحكومة واتهامهابالطائفية والعنصرية، واستهداف بعض الوزارات الحساسة، وذلك بعد سلسلة من الأحداثالتخريبية شملت العنف والحرق واستهداف رجال الشرطة ورفع أعلام خارجية وخطط شراءالأراضي بهدف السيطرة على بعض المناطق، وغيرها الكثير. لابد من دق ناقوس الخطر،فالتجارب تؤكد أن نشوب أي حرب في الدول العربية هو في الحقيقة خدمة لدول أخرى لديهاأطماع، ومخطئ من يظن أن التصريحات والاستفتاءات التي تأتينا من الخارج عابرة، بل هيبداية مشروع فتنة مذهبية وتدق ناقوس خطر طائفي قادم ولها دلالات خطيرة جدا على أمنالبلاد وسيادتها.
لقد قرع الخطر أجراسه والمشروع التوسعي ينفذ إلى قلب البحرينليعكس حقيقة الخطر المحدق بها، لكن ربما هناك متسع من الوقت لتلملم الدول العربيةوالخليجية أوراقها وترص صفوفها لمواجهة الخطر القادم من الخارج، أما إذا بقيتالأنظمة العربية بهذا الضعف فحتما ستقع فريسة للأطماع الخارجية، لذا لابد من موقفقوي وجاد حكومة وشعبا لردع كل من تسول له نفسه العبث بسيادة وأمن هذاالوطن.
اللهم احفظ البحرين وحكامها وشعبها ودول الخليج وجميع الدول العربية وردّعنهم كيد أعدائهم.. آمين.