بيت التـاريـخ الإسلامي يرجى التحقق من صحة النقل مع ذكر المصدر |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-09-12, 01:36 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت التـاريـخ الإسلامي
معركة وادي بَرْبَاط 92هـ=711م وفتح الأندلس
وتسمى كذلك معركة شذونة ووادي لكة حين وصلت رسالة الفارِّين المنهزمين إلى لُذريق وقعت عليه وَقْعَ الصاعقة ؛ فجُنَّ جنونُه ، وفي غرورٍ وصلفٍ جمع جيشًا قِوَامه مائةُ ألف من الفرسان ، وجاء بهم من الشمال إلى الجنوب يقصد جيشَ المسلمين ، وكان طارق بن زياد في سبعة آلاف فقط من المسلمين جُلُّهم من الرَّجَّالة ، وعددٍ محدود جدًّا من الخيل ، فلمَّا أبصر أمرَ لُذريق وجد صعوبة بالغة في المواجهة ، سبعة آلاف أمام مائة ألف ؛ فأرسل إلى موسى بن نصير يستنجده ويطلب منه المدد ، فبعث إليه طريف بن مالك على رأس خمسة آلاف آخرين من الرجَّالة -أيضًا - تحملهم السفن . وصل طريف بن مالك إلى طارق بن زياد وأصبح عدد الجيش الإسلامي اثني عشر ألف مقاتل ، وبدأ طارق بن زياد يستعدُّ للمعركة ؛ فكان أول ما صنع أن بحث عن أرض تصلح للقتال ، حتى وجد منطقة تُسمَّى وادي بَرْبَاط ، وتُسَمِّيها بعض المصادر أيضًا وادي لُكَّة وكلك معركة شذونة ، وكان لاختيار طارق بن زياد لهذا المكان أبعاد إستراتيجية وعسكرية مهمة ؛ فقد كان مِن خلفه وعن يمينه جبل شاهق ، وبه حَمَى ظهرَهُ وميمنته ؛ فلا يستطيع أحدٌ أن يلتفَّ حوله ، وكان في ميسرته -أيضًا- بحيرة فهي ناحية آمنة تمامًا ، ثم وضع على المدخل الجنوبي لهذا الوادي أي في ظهره فرقة قوية بقيادة طريف بن مالك ؛ حتى لا يُباغت أحدٌ ظهرَ المسلمين ؛ ومن ثَمَّ يستطيع أن يستدرج قوات النصارى من الناحية الأمامية إلى هذه المنطقة ، ولا يستطيع أحدٌ أن يلتفَّ من حوله. ومن بعيد جاء لُذريق في أبهى زينة ؛ يلبس التاج الذهبي والثياب الموشَّاة بالذهب، وقد جلس على سرير محلًّى بالذهب يجرُّه بغلان ، فهو لم يستطع أن يتخلَّى عن دنياه ؛ حتى وهو في لحظات الحرب والقتال ، وقَدِمَ على رأس مائة ألف من الفرسان ، وجاء معه بحبالٍ محمَّلةٍ على بغالٍ ! ولا تتعجَّب كثيرًا ؛ إذا علمت أنه أتى بهذه الحبال ليُقَيِّد بها أيدي المسلمين وأرجلهم بعد هزيمتهم المحقَّقة -في زعمه- ثم يأخذهم عبيدًا، وهكذا في صلف وغرور ظنَّ أنه حسم المعركة لصالحه ؛ ففي منطقه وبقياسه أنَّ اثني عشر ألفًا يحتاجون إلى الشفقة والرحمة ؛ وهم أمام مائة ألف من أصحاب الأرض. وفي 28 من شهر رمضان سنة 92هـ= 19 من يوليو سنة 711م بوادي بَرْبَاط دارت معركة هي من أشرس المعارك في تاريخ المسلمين ، وإن الناظر العادي إلى طرفي المعركة ليدخُلُ في قلبه الشفقة -حقًّا- على المسلمين ؛ الذين لا يتعدَّى عددهم الاثني عشر ألفًا ، وهم يُواجهون مائة ألف كاملة ، فبمنطق العقل : كيف يُقاتِلُون ؟ هذا فضلاً عن أن ينتصروا. هكذا وفي شهر رمضان بدأت معركة وادي بَرْبَاط -أو وادي لكة أو معركة شذونة- غير المتكافئة ظاهريًّا ، والمحسومة بالمنطق الرباني ، بدأت في شهر الصيام والقرآن ، الشهر الذي ارتبط اسمه بالمعارك والفتوحات والانتصارات ، وعلى مدى ثمانية أيام متصلة دارت رحى الحرب ، وبدأ القتال الضاري الشرس بين المسلمين والنصارى ، أمواج من النصارى تنهمر على المسلمين ، والمسلمون صابرون صامدون؛ {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [الأحزاب: 23]. وعلى هذه الحال ظلَّ الوضع طيلة ثمانية أيَّام متَّصلة انتهت بنصر مؤزَّر للمسلمين ؛ بعد أن عَلِمَ اللهُ صبرهم وصِدْق إيمانهم ، لقد سطر المسلمون بقيادة طارق بن زياد ملحمة من ملاحم الجهاد التي لم تشهدها بلاد المغرب والأندلس من قبلُ؛ ثمانية أيام تتلاطم فيها السيوف وتتساقط فيها أشلاء القتلى والشهداء، لقد قاتل الجيش القوطي قتالاً شديدًا يُعَبِّر عن شدَّة بأس وقوَّة شكيمة؛ ولكن هيهات أن تصمد تلك القوَّة أمام صلابة الإيمان وقوة العقيدة التي يتحلَّى بها الجيش المسلم؛ واثقًا بربه متيقِّنًا النصر! ويصف ابن عذاري جيش المسلمين وهم في هذا الجوِّ المتلاطم في المعركة فيقول: «فخرج إليهم طارق بجميع أصحابه رجَّالة، ليس فيهم راكب إلاَّ القليل ؛ فاقتتلوا قتالاً شديدًا حتى ظنُّوا أنه الفناء» . وفي نفح الطيب يقول المقري: كانت الملاقاة يوم الأحد لليلتين بقيتا من شهر رمضان ، فاتَّصلت الحرب بينهم إلى يوم الأحد لخمس خلون من شوال بعد تتمة ثمانية أيام ، ثم هَزَمَ الله المشركين ؛ فقُتِلَ منهم خلق عظيم ، أقامت عظامهم -بعد ذلك بدهر طويل- ملبسة لتلك الأرض ، وأمَّا لُذريق فقيل: إنه قُتِلَ. وفي رواية: إنه فرَّ إلى الشمال . لكنَّ ذِكْره اختفى إلى الأبد . والحقيقة التي أثبتتها هذه المعركة - وغيرها من المعارك الحاسمة في التاريخ الإسلامي - أن المسلمين لا ينتصرون إلاَّ بقوتهم الإيمانية ؛ إن هذا الفتح يعود إلى قوَّة المسلمين بتمكُّن العقيدة وتغلغل معانيها في نفوسهم ، إن تفوُّق المسلمين مستمدٌّ دومًا من إيمانهم بعقيدتهم ؛ وليس من سوء أحوال الآخرين ، كما أن الإسلام ينبع تفوُّقه وسبقه من ذاتيَّته القوية وعقيدته النقية وتشريعه المكين ؛ لأنه من وحي الله تعالى . تمخَّضَت عن هذه المعركة عدَّة نتائج ؛ كان أهمها : 1- طوت الأندلس صفحة من صفحات الظلم والجهل والاستبداد ، وبدأت صفحة جديدة من صفحات الرقيِّ والتحضُّرِ . 2- غنم المسلمون غنائم عظيمة ؛ كان أهمها الخيول ، فأصبحوا خَيَّالة بعد أن كانوا رجَّالة . 3- بدأ المسلمون المعركة وعددهم اثنا عشر ألفًا ، وانتهت المعركة وعددهم تسعةُ آلاف ؛ فكانت الحصيلة ثلاثة آلاف من الشهداء رَوَوْا بدمائهم الغالية أرض الأندلس ، فأوصلوا هذا الدين إلى الناس ، فجزاهم الله عن الإسلام خيرًا. الموضوع الأصلي: معركة وادي برباط ( في عصر الأمويين ) || الكاتب: أبو الزبير الأركاني || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد luv;m ,h]d fvfh' ( td uwv hgHl,ddk )
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|