لقد سطر التاريخ عن عمر وهو الخليفة الحاكم، الاَمر الناهي، أنه كان يفترش الحصى، وينام على الثرى، تحت سقيفة من سعف النخل ويرتدي الثوب المرقع، ويأكل طعام أهل البؤس، جاء رسول كسرى إلى عمر لينظر أحواله، ويكشف أخباره، فلما دخل المدينة المنورة، قال: أين ملككم، قالوا؟: مالنا من ملك، بل لنا أمير قد خرج إلى ظاهر لمدينة، فخرج رسول كسرى في ه، فراَه نائماً في الشمس، على الأرض فوق الرمل الحار، وقد جعل دُرَّتَه كالوسادة،والعرق يسقط من جبهته،إلى أن بلل الأرض، ليس حوله حراسة ولا حماية، فما إن راَه على هذه الحال، حتى وقع الخشوع في قلبه، وقال معجباً، حائراً، مندهشاً، كمن فقد صوابه: رجل يكون جميع الملوك لا يقر لهم قرار، من هيبته، وتكون هذه حاله!!
رَحمِكَ الله يَ إبن الخَطآبْ !!
يا الله اي عز كنا فيه عندما كان هّم الحكام الوحيد خدمة الدين والشعب و اي ذل اصبحنا فيه ~