بيت موسوعة طالب العلم كـل مايخص طالب العلم ومنها الفتــاوى |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-11-12, 05:44 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت موسوعة طالب العلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التقوى سبب كل خير قال العلامة ابن باز - رحمه الله - : "... فأنت يا عبد الله إذا قرأت كتاب ربك من أوله إلى آخره تجد التقوى رأس كل خير، ومفتاح كل خير، وسبب كل خير في الدنيا والآخرة وإنما تأتي المصائب والبلايا والمحن والعقوبات بسبب الإهمال أو الإخلال بالتقوى وإضاعتها، أو إضاعة جزء منها فالتقوى هي سبب السعادة والنجاة، وتفريج الكروب، والعز والنصر في الدنيا والآخرة ولنذكر في هذا آيات من كتاب الله ترشد إلى ما ذكرنا، من ذلك قوله جل وعلا: ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) قال بعض السلف: (هذه الآية أجمع آية في كتاب الله)، أو قال: (من أجمع آية في كتاب الله) ... والإنسان محتاج إلى العلم والبصيرة والهدى، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالتقوى، كما قال عز وجل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا) والفرقان كما قال أهل العلم: هو النور الذي يفصل به بين الحق والباطل، وبين الهدى والضلال. ولا يخفى على من تأمل أن الاجتهاد في طلب العلم والتفقه في الدين من جملة التقوى وبذلك يحصل النور والهدى، وهما الفرقان. فالتقوى كلمة جامعة حقيقتها الإيمان والعمل الصالح؛ كما قال الله جل وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ) وكما قال عز وجل: ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ... فالتقوى حقيقتها إيمان صادق بالله ورسوله، وبما أخبرت به الرسل عما كان وعما يكون ثم عمل صالح وهو مقتضى الإيمان وموجبه ... فالإنسان قد تضيق أمامه الدروب، وتسد في وجهه الأبواب في بعض حاجاته فالتقوى هي المفتاح لهذه المضائق وهي سبب التيسير لها، كما قال عز وجل: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) ... كما أن الناس في أشد الحاجة إلى تكفير السيئات وحط الخطايا، وغفران الذنوب وسبيل هذا هو التقوى، كما قال عز وجل: ( إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ) وقال عز وجل: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ) ومن أعظم الأجر الفوز بالجنة والنجاة من النار وهكذا المسلمون في أشد الحاجة إلى النصر على أعدائهم، والسلامة من مكايد الأعداء ولا سبيل إلى هذا إلا بالتقوى، كما قال عز وجل: ( وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) فالمسلمون إذا صبروا في طاعة الله وفي جهاد أعدائه واتقوا ربهم في ذلك بإعداد العدة المستطاعة البدنية والمالية والزراعية والسلاحية وغير ذلك نصروا على عدوهم؛ لأن هذا كله من تقوى الله... وكل ذلك داخل في قوله سبحانه: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) ولا يتم ذلك إلا بالصبر. والصبر من أعظم شعب التقوى، وعطفها عليه في قوله سبحانه: ( وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا) من عطف العام على الخاص ، فلابد من صبر في جهاد الأعداء ... والإيمان بأنه الناصر، وأن النصر من عنده لا بكثرة الجنود ولا بكثرة العدة، ولا بغير ذلك من أنواع الأسباب وإنما النصر من عنده سبحانه، وإنما جعل الأسباب لتطمين القلوب وتبشيرها بأسباب النصر، كما قال جل وعلا: ( وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) وقال سبحانه: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) وقال عز وجل: ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ) وهذه الأعمال من شعب التقوى، وبهذا يعلم معنى قوله سبحانه: ( وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا)... فعلمت يا أخي أنك في أشد الحاجة إلى أن تتقي ربك ومتى اتقيته سبحانه حق التقوى فزت بكل خير، ونجوت من كل شر وليس المعنى أنك لا تبتلى ، بل قد تبتلى وتمتحن وقد أبتلي الرسل وهم أفضل الخلق وأفضل المتقين حتى يتبين للناس صبرهم وشكرهم، وليقتدي بهم في ذلك فبالابتلاء يتبين صبر العبد وشكره، ونجاته وقوته في دين الله عز وجل، كما قال سبحانه: ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) وقال تعالى: ( وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) فلا بد من الامتحان والفتنة كما تقدم، وكما قال جل وعلا: ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) وقال سبحانه: ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) وقال سبحانه: ( وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) فالاختبار لابد منه، فالرسل وهم خير الناس امتحنوا بأعداء الله... فكيف يطمع أحد بعد ذلك أن يسلم أو يقول متى كنت متقياً أو مؤمناً فلا يصيبني شيء ليس الأمر كذلك بل لابد من الامتحان، ومن صبر حمد العاقبة، كما قال الله جل وعلا: ( فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) ( وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) فالعاقبة الحميدة لأهل التقوى، متى صبروا واحتسبوا وأخلصوا لله وجاهدوا أعداءه وجاهدوا هذه النفوس فالعاقبة لهم في الدنيا والآخرة، كما قال عز وجل: ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) فأنت يا عبد الله في أشد الحاجة إلى تقوى ربك ولزومها والاستقامة عليها ولو جرى ما جرى من الامتحان ولو أصابك ما أصابك من الأذى أو الاستهزاء من أعداء الله، أو من الفسقة والمجرمين فلا تبالي واذكر الرسل عليهم الصلاة والسلام، واذكر أتباعهم بإحسان، فقد أوذوا واستهزئ بهم، وسخر بهم ولكنهم صبروا فكانت لهم العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة. فأنت يا أخي كذلك اصبر وصابر فإن قلت: ما هي التقوى؟ فقد سبق لك شيء من بيانها وقد تنوعت عبارات العلماء في التقوى، وروي عن عمر بن عبد العزيز أمير المؤمنين ورحمه أنه قال: (ليس تقوى الله بقيام الليل وصيام النهار والتخليط فيما بين ذلك ولكن التقوى أداء فرائض الله وترك محارمه، فمن رزق بعد ذلك خيراً فهو خير إلى خير) ... وقال طلق بن حبيب التابعي المشهور رحمه الله: (تقوى الله أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تدع معاصي الله على نور من الله تخاف عقاب الله)... وتعلم أيضاً أن هذا الدين الإسلامي قد جمع الخير كله فمن استقام عليه وحافظ عليه وأدى حقه وجاهد نفسه بذلك فهو متقٍ لله وهو موعود بالجنة والكرامة وهو موعود بتفريج الكروب وتيسير الأمور وهو الموعود بغفران الذنوب وحط الخطايا وهو الموعود بالنصر على الأعداء والسلامة من مكائدهم ..." المصدر موعظة في تقوى الله عز وجل . ********************************* ********************************* كيف يكون تحقيق تقوى الله في طلب الرزق والتوكل على الله ؟ ********************************* ********************************* إستدلال الشيخ بحديث الرجل الذي أقرض أخاه في الله ألف دينار ثم أدَّاها الله عنه على تقوى الله . الموضوع الأصلي: ( موعظة في تقوى الله عز وجل ) الشيخ :ابن باز / الألباني {رحمهما الله || الكاتب: أم عبد الرحمان الجزااائرية || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد ( l,u/m td jr,n hggi u. ,[g ) hgado :hfk fh. L hgHgfhkd Vvplilh
التعديل الأخير تم بواسطة الشـــامـــــخ ; 16-04-18 الساعة 01:25 AM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1 : | |
الشـــامـــــخ |
|
|