(الموسوعة العقدية )
الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل السادس : أهوال يوم القيامة .
المبحث الثاني : صفة أهوال يوم القيامة .
المطلب الثاني : دك الأرض ونسف الجبال .
____________________________________
[دك الأرض ونسف الجبال ]
يخبرنا ربنا تبارك وتعالى أن أرضنا الثابتة وما عليها من جبال صم راسية تحمل في يوم القيامة عندما ينفخ في الصور فتدك دكة واحدة.
كما قال تبارك وتعالى :
[فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ(13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14)فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ]. [الحاقة ]، وقوله تعالى : [ كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ]. [ الفجر (21) ]
وعند ذلك تتحول هذه الجبال الصلبة القاسية إلى رمل ناعم، كما قال تعالى:
[يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلاً ]. [المزمل (14) ]
أي: تصبح ككثبان الرمل بعد أن كانت حجارة صماء .
والرمل المهيل : هو الذي إذا أخذت منه شيئا تبعك ما بعده .
يقال: أهلت الرمل أهيله هيلاً ، إذا حركت أسفله حتى انهال من أعلاهـ .
وأخبر في موضع آخر أن الجبال تصبح كالعهن وهو الصوف كما قال تعالى: [ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ]. [ المعارج (9) ]وفي نص آخر : مثلها بالصوف المنفوش : [وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ]. [ القارعة (5) ]
ثمإن الله تبارك وتعالى يزيل هذه الجبال وعبر القرآن عن إزالتها مرة بتسييرها ومرة بنسفها [وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ].[ التكوير (3) ] وقوله [وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ].[ المرسلات (10) ]
ثم بين الحق حال الأرض بعد تسيير الجبال ونسفها[ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً]. [ الكهف (47) ]
أي: ظاهرة لا ارتفاع فيها ولا انخفاض ، كما قال تعالى :
[وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا ].[ طه (105 - 107) ]
--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---
والله أعلم