ابراهـــم وابراهيم في رسم المصحف

[أعتز بديني]

ابراهـــم وابراهيم في رسم المصحف

بسم الله الرحمن الرحيم

اخي المسلم انك اذا تصفحت المصحف الشريف تجد ان لذكر ( ابراهيم ) رسمين : أحدهما بدون ياء بين الهاء والميم هكذا ( إِبۡرَاهِـۧم ) والاخر باثبات الياء بين الهاء والميم هكذا ( إِبۡرَاهِـيـم ) ما السبب :


ربما يستغل بعض اعداء الاسلام مثل هذه المواقف للطعن بصحة كتابة المصحف الشريف لاختلاف الرسم فيه ، او قد يشكك البعض من اصحاب القلوب المريضة فيبتغون من وراء ذلك الطعن في صحابة رسول الله لانهم هم الذين نقلوا الينا القران .


ولابد للمسلم ان يعرف او يتعرف على كيفية رسم المصحف الشريف الذين اعتمد عليه صحابة النبي ليكون المصحف على هذه الصورة .

لقد بعث الله تعالى نبيه محمداً النبي الامي الى امة امية لا تعرف القراءة ولا الكتابة الا ما شاء الله ، وكان جبريل يعرض القران على رسول الله وكان رسول الله صلى الله عليم وسلم يعرضه على بعض اصحابه ، وبعد وفاة النبي محمد صلى الله عليم وسلم ، جُمع القرآن في مصحف واحد بعد أن كان متفرقاً بأمر من الخليفة الأول أبو بكر الصديق وفقاً لاقتراح من الصحابي عمر بن الخطاب . وبعد وفاة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ، ظلت تلك النسخة محفوظة لدى أم المؤمنينحفصة بنت عمر ا ، إلى أن رأى الخليفة الثالث عثمان ، اختلاف المسلمين في القراءات لاختلاف لهجاتهم ، فسأل حفصة بأن تسمح له باستخدام المصحف الذي بحوزتها والمكتوب بلهجة قريش لتكون اللهجة القياسية والمصدر الاساسي لكتابة المصحف ، وأمر عثمان بنسخ عدة نسخ من المصحف لتوحيد النص ، وأمر بإعدام ما يخالف ذلك المصحف ، وأمر بتوزيع تلك النسخ على الأمصار واحتفظ لنفسه بنسخة منه . تعرف هذه النسخ إلى الآن بالمصحف العثماني . لذا فيعتقد معظم الباحثون أن النسخ الحالية للقرآن تحتوي على نفس النص المنسوخ من النسخة الأصلية التي جمعها أبو بكر .

ثم هنالك ملاحظة مهمة الا وهي : ان عثمان بن عفان انما حرق النسخ المخالفة للعرضة الاخيرة للمصحف التي عرضها جبريل على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام . لان بعض الصحابة كان لديه بعض النسخ التي لم توافق العرضة الاخيرة بل كانت توافق العرضات التي قبلها ، ولا شك بان العرضة الاخيرة هي الحاكمة على ما سبقها من العرضات لقول الله تعالى ( ما ننسخ من آية او ننسها نأتِ بخير منها او مثلها ... ) فصارت كتابة المصحف على عهد سيدنا عثمان هي الموافقة للعرضة الاخيرة . اي ان كتباة المصحف هي بتوقيف من النبي وليس اجتهادا من الصحابة .


هنا يجد المسلم بعض الاختلافات بين بعض الكلمات فيتسائل : هل هو خطأ متعمد أو غير متعمد أو هنالك سبب آخر ؟

قبل كل شيء نقول ان هذا القران الكريم هو كلام الله تعالى وقد تكفل الله تعالى بحفظه فلا زيادة فيه ولا نقصان ولا تغيير ولا تحريف .
وانما هذه الكلمات المختلفة احيانا هي من المصحف وهكذا نزلت ، ولان المصحف نزل على اكثر من رواية ، فعمل سيدنا عثمان ومن معه من الصحابة الكرام ليكتبوا نسخة المصحف والتي تتوافق معها جميع القراءات .

وكانت كتابة المصحف وقتها من غير حركات ولا ولا تنقيط للحروف ثم بعد ذلك تطورت كتابة المصحف .

ومن ضمن تلك الكلمات المختلفة بالقران هي ( ابراهــم وابراهيم ) حين نجد انها كتبت في سورة البقرة بدون ياء هكذا ( إِبۡرَاهِـۧم ) وفي غير سورة البقرة باثبات الياء هكذا ( ابراهيــم ) والسبب هو :

لقد كان اسم الخليل ابراهيم على مدى تسع وتسعين سنة هو (أبراهام) , ولقد ظل اسمه هكذا إلي أن تجاوز إسماعيل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام الرابعة عشرة من عمره بقليل , عندئذ تغير اسمه من (أبراهام) إلى (إبراهيم) , فإبراهيم البقرة تكتب أبراهام وتنطق إبراهيم لأن مصحف الإمام على قراءة واحدة لأن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كانوا إذا ما قرءوا سورة البقرة قرءوا أبراهام وفي غيرها كانوا يقرءون إبراهيم وهذا من الأسباب التي جعلت الإمام يأمر بجمع القرآن على قراءة واحدة .

وعليه فدلالة الرسم هنا دلالة تاريخية وليست دلالة معنوية أو لغوية , وهذا الأمر لم يغب عن الصحابة الأجلاء فهم علماء الأمة الأعلام برسم المصحف ودلالته والرسم توقيفي وسورة البقرة نزلت منجمة على مدي تسع سنين , فإبراهيم هو أبراهام مثل ما كان حفيده يعقوب حيث كان اسمه يعقوب وتغير إلى إسرائيل حيث يقول سبحانه وتعالى في سورة البقرة 133 :

[ أَمۡ كُنتُمۡ شُہَدَآءَ إِذۡ حَضَرَ يَعۡقُوبَ ٱلۡمَوۡتُ إِذۡ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعۡبُدُونَ مِنۢ بَعۡدِى قَالُواْ نَعۡبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ ءَابَآٮِٕكَ إِبۡرَٲهِـۧمَ وَإِسۡمَـٰعِيلَ وَإِسۡحَـٰقَ إِلَـٰهً۬ا وَٲحِدً۬ا وَنَحۡنُ لَهُ ۥ مُسۡلِمُونَ (١٣٣) ].

ويقول جل علاه في سورة آل عمران 93 :
[۞ كُلُّ ٱلطَّعَامِ ڪَانَ حِلاًّ۬ لِّبَنِىٓ إِسۡرَٲٓءِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسۡرَٲٓءِيلُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ مِن قَبۡلِ أَن تُنَزَّلَ ٱلتَّوۡرَٮٰةُ‌ۗ قُلۡ فَأۡتُواْ بِٱلتَّوۡرَٮٰةِ فَٱتۡلُوهَآ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِينَ (٩٣) ].

ومن المعلوم أن عيسى قد بشر برسول يأتي من بعده اسمه أحمد كما هو وارد في سورة الصف 6 :[وَإِذۡ قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ يَـٰبَنِىٓ إِسۡرَٲٓءِيلَ إِنِّى رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُم مُّصَدِّقً۬ا لِّمَا بَيۡنَ يَدَىَّ مِنَ ٱلتَّوۡرَٮٰةِ وَمُبَشِّرَۢا بِرَسُولٍ۬ يَأۡتِى مِنۢ بَعۡدِى ٱسۡمُهُ ۥۤ أَحۡمَدُ‌ۖ فَلَمَّا جَآءَهُم بِٱلۡبَيِّنَـٰتِ قَالُواْ هَـٰذَا سِحۡرٌ۬ مُّبِينٌ۬ (٦) ].

وفي الفتح 29 :[مُّحَمَّدٌ۬ رَّسُولُ ٱللَّهِ‌ۚ ].


وعليه فإن (إبراهيم) عليه الصلاة والسلام هو هو (أبراهام) والذي هو (أبرام) أو (إبرام) في العهد القديم.

الموضوع الأصلي: ابراهـــم وابراهيم في رسم المصحف || الكاتب: أعتز بديني || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد

www.ansaaar.com

كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار

المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد

---

hfvhiJJJl ,hfvhidl td vsl hglwpt