بيت الـلـغـة العــربـيـة هنا لغة العقيدة، وسياج الشريعة، وهوية كل مسلم |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-12-12, 03:34 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت الـلـغـة العــربـيـة
بسم الله الرحمن الرحيم سنرحل إلى الخلف، إلى السنين الغابرة، سنيّ الطفولة، واهًا لها!، حيث كانت (ن) في مراحلها الدراسية الأولى، الابتدائية وما بعدها، كان مستواها العام بين ما وصفوه بـــ الممتاز والجيد جدا، غير أن هناك مادة هي أسهل ما يكون على العرب، وأول ما ينبغي أن يجيده أطفال العرب في بداهة الأمر!، إنها مادة التعبير.(واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي) تدخل المعلمة المختصة! في هذه المادة وتمسك الطبشورة وتخط على السبورة عنوان الدرس: بر الوالدين، ثم ترقم في جانبها الأفكار الرئيسة لهذا الدرس: فضل بر الوالدين الحث على بر الوالدين التحذير من العقوق ... إلخ ثم تقبع المعلمة على ذاك الكرسي الخشبي وتضع يدها على خدها، وتقول: هيا يا طالبات عليكنّ أن تكتبن تعبيرا جيدا عن هذا الموضوع!، ولابد أن أراه الحصة القادمة، والويل لمن لا تعبّر!. وكل حصة تعبير يتكرر المشهد الروتيني الذي لا يحمل أي قيمة تربوية، أو قيمة علمية، إلا ما ندر. كلنا لا نتجاوز العشر سنوات، أقلامنا عيية أن تخطّ جملة مفيدة فضلا عن موضوع؛ إذ عقولنا فارغة من أي معلومة عما يُطلب الكتابة عنه؛ لم يدلنا معلمونا على كيفية إنماء الذخيرة اللغوية، لم يرشدونا إلى كتاب حول الموضوع، لم يضعوا أقدامنا على الطريق الصحيح في التعبير، لم يبينوا لنا الخطوة الأولى في التعبير، فضلا عن تفاصيله!، المهم أن تأتي الطالبة في الحصة القادمة وقد كتبت التعبير، بلا تأخير!. لم تكن (ن) كغيرها تعرف أي شيء عن مبادئ التعبير، كيف تبدأ؟ من أين تبدأ؟ وما الهدف من هذه المادة أصلا؟ وإعياء القلم أخ لإعياء اللسان، غير أن الأول يزول بالتغذية اللغوية التي كان ينبغي أن يقوم بها ذووا الاختصاص. أعذني إلهي من حصر وعيّ / ومن نفس أعالجها علاجا [1] تذهب (ن) للبيت تعصر أفكارها، عفوا!، لم يكن لديها أفكار حتى تُعصَر!، تفتح الدفتر وتنظر للورقة البيضاء، وتمسك قلم الرصاص، وأول ما تكتبه هو عنوان الدرس فهو أسهل شيء لديها، ثم تأتي المعركة مع أفكار الدرس، كيف سأفعل الآن؟ وأنّى لي بالحروف الملآ بالمعاني؟ فلديّ في لغتي 28 حرفا فقط فكيف سأستخرج منها كل تلك الأفكار؟ يا إلهي أغثني!. لم يكن لدى (ن) من يرشدها، أو على الأقل من يقوم بالكتابة عنها كما يفعل أغلب الطلاب!، وليس في البيت مكان يسمى مكتبة! بل ولا كتبا!، إلا الكتب الدراسية، تفكر (ن) مليا علّها تجد مخرجا، نعم! إنه الكتاب الوحيد الذي سيسعفني لا غيره، وتفتح القرآن الكريم وتنظر في الآيات التي عن الوالدين ثم تبدأ بسم الله ... كان يتوجّب على الطالبة أن لا يقل التعبير عن أربع صفحات، ماذا ستفعل الآن (ن)؟! لقد فكّرت كيف تملأ الصفحات بما هو آت: بسم الله الرحمن الرحيم، يقول الله عز وجل سبحانه وتعالى في كتابه الكريم العظيم: (... وبالوالدين إحسانا) الكريم في كتابه الكريم....!!![2] ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "أمك ثم أمك...." صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام...!!! وهكذا كانت تملأ دفتر التعبير بتكرار الجمل، وتكرار الآيات والأحاديث ، وكانت تمط الحرف مطّــــــــــــــــــــا، وتكبر الخط، وتكتب سطرا بعد سطر، لعل وعسى أن يكون الناتج شيئا اسمه التعبير!، فترضى المعلمة ونسلم من التعيير!. أرجوك أيها القارئ لا تضحك على تلك الطفلة فمثلها الآلف، وربما أنت أحدهم. وعِيُّ الفِعال كعيِّ المقال / وفي الصمت عِيٌّ كعِيّ الكَلِمْ[3] وحين يأتي موعد الحصة الجديدة تقوم (ن) بوضع دفترها في آخر القائمة حتى لا تطاله يد المعلمة بسرعة، وتقوم بتغيير مكانها في حجرة الدراسة فتجلس في آخرها، أو تتمارض، فتضع رأسها على المنضدة موهمة من حولها أنها نائمة لشدة المرض! وقلبها الصغير يخفق بين جنبيها، وعيناها ترقبان المعلمة، وتدعو: (يا رب ما يجي دوري) كل هذا حتى لا تختارها المعلمة لقراءة تعبيرها؛ إذ ماذا عساها أن تقرأ؟! ثم تقوم بعض الطالبات بقراءة ما كُتِب لهنّ على أنهنّ مَنْ كتبنه!. وإلى هنا تكفي الإشارات، للمعلمين والمعلمات، وللآباء والأمهات. تكبر (ن) ويمنّ الكريم عليها بحب قراءة نتاج العقول (الكتب) وصارت تقتني الكتاب تلو الكتاب، حتى صار لديها مكتبة طيبة، وبدأ القلمُ العييُّ يُفصِح، والتعبيرُ الفهيُّ يَمْلُح، حتى غدت (ن) ← كن داعيا، فكان حقا على هذا القلم أن يسجد لله شكرا، وأن يدعو إليه سرا وجهرا، (الرَّحْمَنُ 1 عَلَّمَ القُرْآنَ 2 خَلَقَ الإِنسَانَ 3 عَلَّمَهُ البَيَانَ 4) أكتب هذه الأحرف وأنا أزدلف لاختباراتي، بعد بضع أيام، تذكرت وأنا أعالج المذاكرة نعمةَ الله (وَأمّا بِنعْمةِ ربِّك فَحدّثْ) نعم حدثوا بنعم الله عليكم، حتى تنكسر القلوب بين يدي باريها، ولا تسند الفضل إلا لموليه، ومن عجيب تدبير الله أن يكون تخصصي هو في اللغة العربية التي هي سرّ وروح التعبير، والتعبير أحد مناهجها، فلله كم من عِيٍّ يُسْفر عن إفصاح، وكم من منحة مطوية في محنة، وكم من يسر يسبقه عسر، وهذا من فضل ربي. وللحق لقد كان لمنتديات قناة وصال فضل في احتضان حروفي، فشكرا وصال. كتبته/ كن داعيا [1] - النمر بن تولب. [2] - بغض النظر عن مشروعية قول . [3] - بشار بن برد. الموضوع الأصلي: من العيّ إلى الإفصاح، هذا من فضل ربي || الكاتب: تألق || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد lk hgud~ Ygn hgYtwhpK i`h tqg vfd
التعديل الأخير تم بواسطة تألق ; 08-06-13 الساعة 03:48 PM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1 : | |
تألق |
|
|