بيت موسوعة طالب العلم كـل مايخص طالب العلم ومنها الفتــاوى |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
19-12-12, 11:09 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت موسوعة طالب العلم
بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة: إن الحمـــد للــه نحمــده ونستعينــه ، ونستغفــره ونتـــوب إليه ، ونعوذ بالله مــن شــرور أنفسنا وسيئــات أعمالنــا،مــن يهدي الله فهــو المهتـدي، ومــن يضلل فلا هادي لــه، وأشهــد أن لا إلــه إلا الله، وحــده لا شريك لــه، القائل في كتابه الكريم: {وأن هــذا صــراطي مـستقيما فاتبعــوه ولا تتبعـوا السبل فتفرق بكم عن سبيــله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون } [الأنعام : 153] وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالــة ، وأدى الأمــانة ونصــح الأمــة ، وحــذرها من البدع والتشبــه بالكفــار فقال :<< إياكم ومحدثات الأمــور ، فإن شر الأمور محدثاتها، وإن كل محدثة بــدعة وكل بدعــة ضلالة >> [1] وقال:<< لتتبعن سنن مــن كان قبلكم شبرا بشبـر وذراعا بــذراع حتى لو دخــلوا جحــر ضب لدخلتمــوه. قالـوا يا رسول الله، اليهود والنصـارى ؟ قال: فمــن ؟ >>[2] وصلى الله عليه وعلى آلــه وأصحابه،ومن اهتـدى بهديه واقتفى أثـره إلى يوم الدين. إن مسـألــة الأعياد، والاحتفالات المبتدعة، مــن أشـد وأخطــر ما تساهــل فيه المسلمـون،بعـد القرون الفاضلـة، فقد سـارع كثيــر منهم إلى التشبه بالأمـم الأخـرى، في أعيادها ، واحتفالاتهــا؛فأحدث بعضهم بدعة الاحتفال بالمولد النبوي، والاحتفال بليلــة الإسراء والمعراج والنصف من شعبان، ورأس العام الميلادي والهجري، وهــذه الأعياد الوطنيــة والقوميــة، وغيرها.. التي تزداد يوما بعد يوم بين المسلمين، حتى كادت السنة أن تكون كلها أعيادا، مما ابتليت به الأمــة الإســلامية مما لم ينزل الله به من سلطــــان. ولقد هالني ما رأيت وقرأت من المنكرات، وقول الزور والبهتان على الله، والانتكاسات التي كانت سببا في هذا الانحطاط الذي تعيشه الأمة، حتى أصبح البون شاسعا، والمسافـة بعيدة جــدا بين ما أراده الإسلام للمسلمين أن يكونوا عليه، وما أرادوه هـم لأنفسهم، لذا أجريت القلم لأبين بعض الحقائق التي غشنا فيها بعض الأغرار من المتعالميـن وقلبوا وجـه الحق فيها، ومن أهمهـا وأخطرها هذه المسألة: << الاحتفال بأعياد الجاهلية والتشبه بأهلها من أهل الكتاب >> التي تكلم فيها الكثير في هذه الأيام من المثقفين وسالت أقلامهم بالجهل بمناسبة حلول رأس السنة وكتب فيها الكثير ممـن يهرفون بما لا يعرفون، ويقولون ما لا يعلمون. لقد حز في نفسي كثيرا أن يصدر مثل هذا الخلط في فهم النصوص وتحريفها من بعض ممن ينتسب إلى العلم –زعموا- وللأسف الشديد، وهذا من أكبر الدوافع التي حفزتني أن أكتب في الموضوع وأجليــه، على قلة البضاعة وضعف الهمة، وضيق الوقت، وقد طلب إلي بعض إخواني ذلك ،فوافق ما كنت عزمت عليه ، والله أسال الإعانة فيما توفيت من الإبانة، إنه بالإجابة جــدير وهو على كل شيء قدير، كما أسأله سبحانه أن ينفع به كاتبه وقارئه وأن يجعله ذخرا لي يوم الورود على الحـوض يوم يقول النبي :<< ألا سحقا لمن بدل ألا سحقا لمن بدل >> وفي رواية:<< لمن أحدث >> (3 ). تمهيد: لقد بين لنا الشارع أنه لم يشـرّع للمسلمين إلا عيدين هما:عيد الأضحى ، وعيد الفطر، وأن الرسول نهى عن اتخاذ الأعياد ســواء كانت أعيادا جـديدة ، أو أعيادا قديمة تُحيى ، وسواء كانت أعيادا أُحدثت في الإسلام ، أو أعيادا لأهل الكتاب ،كما بين لنا أن مسـألة الأعياد من المسـائل الشرعية التعبدية ، التي لا يجوز الابتداع فيها ، ولا الزيادة ، ولا النقـص ، وعليه فلا يجـوز إحـداث أعياد غير ما شرعه الله ورسوله. وقد بين علماؤنا قديما وحديثا أن كل اجتماع عام يحدثه الناس، ويعتادونه في زمان معين، أو مكان معين، أو هما معا، فإنه عيدٌ، كما أن كل أثرٍ من الآثار القديمة أو الجديدة يحييه النّاس، ويرتادونه، فإنه يكون عيدا، وذلك كآثار الجاهلية، وأوثانها. فقد كان للنّاس قبل الإســلام أعياد زمانية ؛ ومكانية كثيرة، وكلها حرمها الإسلام وآماتها، وشرع للمسلميـن عيدين فقط. فقد دلت السنة على ذلك بوضوح وصراحة، كما دل عليه فعل المسلمين في صدر الإسلام، وإجماعهم، وما أثر عنهم من النهي عن ذلك، والتحذير منه أكثر من أن يحصى.فإذا عرفنا ذلك، وعرفنا أن ما شاع بين المسلمين من أعياد واحتفالات لم يكن يفعله الرسول ، ولا أمر به ، ولا دعا إليه، بل نهى عنه ، ولم يكن الصحابة ولا التابعون خلال القرون الفاضلة المفضلة يفعلون ذلك ، بل كانـوا ينهون ويحذرون من الوقـوع فيه ، فهذا يكفي للحكم على هذه الأعياد والاحتفالات المحدثة والجاهلية، بأنهـا دسيسة من دسائس المبطلين ، وغفلة وجهل من أكثر المسلمين ، مهما بررها النّاس ورضوها والتمسوا لها الفتاوى ؛ والتأويلات التي لا تستند إلى كتاب الله ولا إلى سنة رسولــه فأي عيد ، أو احتفال ليس له في كتاب الله وسنة رسولــه أصل ،أو مستند ولم يعهد في عصر الصحابة ، والقرون الفاضلــة ، فإنما قام على الباطل ، وما بني على باطل فهو باطل ، والخير كل الخير في إتباع من سلف ، والشر كل الشـر في إتباع من خلف ، فكيف إذا انضم إليه المنكرات التي تقام في هذه الأعياد والاحتفالات ، وكيف إذا اجتمع فيها التشبه بالكفار والحذو حذوهم من كل وجه فحينئذ يقال لمن فعلــه أو أحلــه بعد ذلك :هاتـوا برهانكم إن كنتم صادقين، ولن يجــدوا إلا قول من سبقوهم :{ إنا وجـدنا آباءنا على أمـة،وإنا على آثارهــم مهتـدون } [ الزخــرف : 22 ]. وبالرغم من أن عصرنا هذا، من أسوأ عصور المسلمين تقليدا للكفار وإتباعا لهم، وأكثرها انحرافا بسبب الوهن الذي أصابنا، والانفتاح المادي الذي طغى علينا وهناك سبب ثالث وهو هؤلاء الأئمة المضلون الذين تخوف النبي على أمته منهم، إلا أننا نجـد طائفة من أهل العلم والعدل لا تزال تصدع بالحق - بحمد الله- وتحذر المسلمين من الوقوع في الشرك والبدع والخرافات ، والشعوذة، وتحذرهم من تقليد الكفار والاغترار بما عندهم ، وإقتداء بهم وجريا على منهاجهم لعلي أن أكون من أتباعهم أو أحشر في زمرتهم، أخذت قلمي لأرقم لك أخي حكم هذه المسألة عند المحققين من أهل العلم الربانيين ،ولكن بعد أن أُعرف بمعنى الاحتفال بالمواليد واتخاذها عيدا وموسما وشعيرة تعبدية ،وبعدها أُعرف بالعيد، وأبين الأعياد التي شرعها الله لنا ، وأذكر شيئا من الآثار التي فيها النهي عن التشبه بالكفار في أعيادهم، ثم أنقل بعض فتاوى علماء السنة أتباع السلف الصالح في المسألة . تعريف كلمة الاحتفال بالمولد: كلمة احتفال تعطى في اللغـة معنى الاهتمام والكثرة والاجتماع ، يقال : فلان لم يحفل أو لم يحتفل بكذا ، أي لم يبال ولم يهتم به ، ويقال العروس تكتحل وتحتفل ، أي تتزين وتحتشد للزينــة ، ويقال شاة حافل أي كثيرة اللبن ، والجمع حًـفل وبقرة محفلة ، أي جمع لبنها في ضرعها ولم يحلب أياما لترويج بيعها ، والمحفل مجتمع النّاس.[4]. والاهتمام الفردي أو الجماعي بأمـر من الأمــور من طبيعة البشـر، يدفع إليه جلب خير أو دفـع شـر، والمحتفل به قد يكون أمرا واقعا حاضرا أو ماضيا، أو منتظر وقوعـه، فمن الاحتفال بالواقـع الحاضر، الفرح بالمولــود عند ولادته أو ختانه، وبالزواج عند العقد أو الزفاف. ومن الاحتفال بالماضي، تذكر أحداث وقعت في أماكن أو أوقات محددة، تستعيدها الذاكرة لتجدد فرحها وسرورها أو لتأخـذ العبرة والموعظـة منها. وكلمة المولد: جمع مواليد، وموالد وهو:اليوم الذي يزداد فيـه المولود.[5] وأن كلمة مولد مدلولها لا يختلف بين إقليم إسلامي وآخر، إلا أنها لا تطرد بنفس اللفظ في كل البلاد الإسلامية،إذ أهل بلاد المغرب الأقصى (مراكش) يسمونها بالمواسم فيقال:موسم مولاي إدريس مثلا، وأهل المغرب الأوسط ( الجزائر ) يسمونها بالزِِرد جمع زردة ، فيقال زردة (سيدي بالحملاوي )-مثلا- وأهل مصر والشرق الأوسط عامة يسمونها الموالد، فيقولون مولد السيدة زينب، ومولد السيد البدوي-مثلا- وسماها أهل المغرب بالمواسم لأنهم يفعلونها موسميا أي في العام مرة، وسماها أهل الجزائر بالزردة باعتبار ما يقع فيها من ازدراد الأطعمة التي تطبخ على الذبائح التي تذبح للولي، أو عليه بحسب نيات المتقربين. وسماها من سماها بالحضرة إما لحضور روح النبي والولي فيها، ولو بالعناية والبركة، كما يقوله المتصوفة ، أو لحضور المحتفلين لها وقيامهم عليها. هـذا بالنسبة إلى مجرد التسمية أما بالنسبة إلى ما يجري فيها من أعمال فإنها تختلف كيفا وكما بحسب وعي أهل الإقليــم، وفقرهم، وغناهم، والقاسم المشترك بينهم فيها ما يلي: 1 - ذبح النذور والقرابين لمن يقام له الموسم، أو الزردة، أو المولد، أو الحضرة، والاستغاثة بهم ،وطلب المدد ... 2 - اختلاط الرجال الأجانب والنساء الأجنبيات، [ بمعنى غير المحارم ]. 3 - الشطح والرقص ؛بما يسمى الوجد أو التغبير ، وضرب الدفوف والغناء بالمزامير المختلفة، والموسيقى وغير ذلك من آلات اللهو والباطل. 4 - إقامة الأسواق للبيع والشراء، وخاصة الأمور التي يقام بها المولد أو الموسم أو الزردة. 5 - دعاء الولي أو السيد والاستغاثة به، وطلب الشفاعة والولد والشفاء منه، وهذا شرك والعياذ بالله. 6- قد يحصل فيها من الفجور وشرب الخمور، ولكن لا يطرد هـذا في كل البلاد، ولا في كل الموالد. 7 - مساعدةُ الحكام والملوك على إقامة هذه المواسم بنوع من التسهيلات، بالترخيص لها ؛ والإنفاق عليها، وتعطيل العمل ودفع أجور العمال لذلك اليوم [6]. 8- مضاهاة أهل الكتاب والتشبه بهم في كل شيء ... 9- السفر إلى بلاد الكفار، وشد الرحال من أجل مشاركتهم في احتفالاتهم في أعيادهم. تعريف العيـد: هو كل يوم فيه جمـع، واشتقاقه من عاد يعود، كأنهـم عادوا إليه، وقيل: اشتقاقه من العادة لأنهــم اعتادوه، والجمع أعياد، وعيّد المسلمون: شهدوا عيدهم [7]. والعيد: اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد عائد، إما بعود السنة، أو بعود الأسبوع، أو الشهر، ونحو ذلك [8]. قال ابن القيم رحمه الله : العيد : ما يعتاد مجيئه وقصده ، من زمان ، ومكان مأخوذ من المعودة والاعتياد [9] فإذا كان اسما للمكان، فهو المكان الذي يقصد فيه الاجتماع والإنتياب بالعبادة وبغيرها، كما أن المسجد الحرام، ومنى، ومزدلفة، وعرفة، والمشاعر، جعلها الله تعالى عيدا للحنفاء، ومثابة للناس، كما جعل أيام العيد منها عيدا.وكان للمشركين أعياد زمانية ومكانية ، فلما جاء الإسلام أبطلها ، وعوض الحنفاء منها عيد الفطـر، وعيد النحـر، كما عوضهم عن أعياد المشركين المكانية بدار الكعبة ، والمشاعـر[10]. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : فالعيد : يجمع أمورا : منها يوم عائد كيوم الفطر ويوم الجمعة ومنها: اجتماع فيه.ومنها أعمال تتبع ذلك: من العبادات والعادات،وقد يختص العيد بمكان بعينه ، وقد يكون مطلقا، وكل من هذه الأمور قد يسمى عيدا. فالزمان: كقوله ليوم الجمعة:<< إن هذا يوم جعله الله للمسلمين عيدا >> والاجتماع والأعمال : كقول ابن عباس :<< شهدت العيد مع رسول الله >> والمكان : كقوله :<< لا تتخذوا قبري عيدا >> . وقد يكون لفظ: العيد اسما لمجموع اليوم والعمل فيه، وهو الغالب كقول النبي :<< دعهما يا أبا بكر فإن لكل قوم عيدا وإن هذا عيدنا .[11] ونستخلص من هذا: أن كلمة أعياد تطلق على ما يعود ويتكـرر، ويغلب أن تكون على مستوى الجماعة أيا كانت هـذه الجماعة، أسرة أو أهل قرية أو إقليم أو دولـة. والمناسبات التي تقام لها هذه الأعياد قد تكون ماضية تتجدد- وما أكثرها - وقد تكون واقعة متجـددة بنفسها يحتفل بها كلما وقعت، فالأولى كذكرى تأسيس دولة أو وقـوع معركة، والثانية كالمهرجانات التي توزع فيها الهدايا على النوابغ في ميدان العلم، أو الإنتاج المثمر المتميز في أي ميدان آخــر. وهذه المناسبات التي يحتفل بها ويقام لها أعياد قد تكون دنيوية محضة، وقد تكون دينية أو عليها مسحـة دينية، والإســلام بالنسبة لما هو دنيوي لا يمنع منه إلا ما كانت النية فيه غير طيبة، وما كانت مظاهره خارجـة عن حـدود الشرع، مما ينتج عن النية السيئة، أما ما هو ديني فقد يكون منصوصا على الاحتفال به، وقد يكون غير منصوص عليه، فما كان منصوصا فهو مشروع بشرط أن يؤدى على الوجــه الذي شرع، ولا يخرج عن حـدود الدين العامة ، أما ما لم يكن منصوصا عليه فللنّـاس فيه موقفان ، فموقف جمهور علماء السلـف قديما وحديثا المنـع لأنـه بدعـة وذهب بعض فقهاء الخلف إلى الجواز لعدم النص على منعـه ، وقد عرفت أن القول بالتنصيص على كل مسألة يجعلنا ندخل كثيرا من البدع في الدين لأن الشارع لم ينص عليها بعينها ، والله سبحانه وتعالى لم يفرط في شيء من أمور الدين مما يحتاج إليه عباده. قال سبحانه:{ ما فرطنا في الكتاب من شيء } فكلمة << شيء >> نكرة ؛والنكرة في سياق النفي أو النهي أو الاستثناء تعم كل شيء؛ صغيرا كان أو كبيرا. الأعياد التي شرعها الله لهذه الأمة عوضا عن أعياد الجاهلية:
عن أنس بن مالك قال: قدم رسول الله المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما. فقال:<< ما هذان اليومان ؟>> قالوا:كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله :<< إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الأضحى ويوم الفطــر>> [12]، وقد سمى النبي الجمعة: عيدا في غير موضع، ونهى عن إفراده بالصوم. لما فيه من معنى العيد، ففي سنـن ابن ماجـة ومسند أحمد من حديث أبي لبابة بن المنذر قال: قال رسول الله : <<... وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ، ويوم الفطر >>[13]. الموضوع الأصلي: جواب الحيارى عن حكم الاحتفال والتهنئة بأعياد الكفار والنصارى || الكاتب: عقيدتي نجاتي || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد [,hf hgpdhvn uk p;l hghpjthg ,hgjikzm fHudh] hg;thv ,hgkwhvn
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1 : | |
الشـــامـــــخ |
|
|