|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
02-03-13, 05:10 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
تـراجــم علمـائـنـا
أولا: اسمُه ونسبُه ومولدُه ونشأتُه: هو الشيخ أبو عبد الله عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر آل سعدي، من قبيلة تميم. وُلد في بلدة " عُنيزة " في القصيم، وذلك بتاريخ 12 محرم عام ألف وثلاثمائة وسبع من الهجرة النبوية، وتُوفيت أمه وله أربع سنين، وتوفي والده وله سبع سنين، فتربى يتيمًا، ولكنه نشأ نشأة حسنة وكان قد استرعى الأنظار منذ حداثة سنه بذكائه ورغبته الشديدة في العلوم. وقد قرأ القرآن بعد وفاة والده ثم حفظه عن ظهر قلب، وأتقنه وعمره إحدى عشرة سنة. ثم اشتغل في التعلم على علماء بلده وعلى مَن قدم بلده من العلماء، فاجتهد وجد؛ حتى نال الحظ الأوفر من كل فن من فنون العلم. ولما بلغ من العمر ثلاثًا وعشرين سنة: جلس للتدريس، فكان يتعلم ويُعلِّم ويقضي جميع أوقاته في ذلك، حتى إنه في عام ألف وثلاثمائة وخمسين؛ صار التدريس ببلده راجعًا إليه، ومعوَّل جميع الطلبة في التعلُّم عليه. ثانيًا: مشائخه: أ- أخذ عن الشيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر -وهو أول مَن قرأ عليه-، وكان المؤلف [يعني السعدي] يصف شيخَه بحفظه للحديث، ويتحدث عن ورعه ومحبته للفقراء ومواساتهم وكثيرًا ما يأتيه الفقير في اليوم الثاتي [ولعلها: الشاتي]؛ يخلع أحد ثوبيه ويُلبسه الفقير مع حاجته إليه، وقلة ذات يده -- (ت 1342هـ). ب- ومِن مشايخه: الشيخ محمد بن عبد الكريم بن إبراهيم الشبل، قرأ عليه في الفقه وعلوم العربية وغيرهما. (ت 1343هـ). ج- الشيخ صالح بن عثمان القاضي -قاضي " عنيزة "- قرأ عليه في التوحيد والتفسير والفقه -أصوله وفروعه- وعلوم العربية، وهو أكثر مَن قرأ عليه المؤلف ولازمه ملازمة تامة حتى توفي -- سنة (1351هـ). د- الشيخ عبد الله بن عايض العويضي الحربي (ت 1322هـ). هـ- الشيخ صعب بن عبد الله بن صعب التويجري (ت 1339هـ). و- الشيخ علي بن محمد بن إبراهيم السناني. ز- الشيخ علي بن ناصر بن محمد أبو وادي، قرأ عليه في الحديث، وأخذ عنه الأمهات الست وغيرها، وأجازه في ذلك. (ت1361هـ). ح- الشيخ محمد بن الشيخ عبد العزيز بن محمد المانع -مدير المعارف في المملكة العربية السعودية سابقًا-، وقد قرأ عليه المؤلف في "عنيزة ". (ت 1385هـ). ط- الشيخ محمد الأمين محمود الشنقيطي -نزيل الحجاز قديمًا، ثم الزبير-. لما قدم " عنيزة " وجلس فيها للتدريس؛ قرأ عليه المؤلف في التفسير والحديث ومصطلح الحديث وعلوم العربية، كالنحو والصرف وغيرهما. (ت 1351هـ). ثالثًا: تلاميذه: والتف إلى حلقاته طلبة كثيرون، من أبرزهم: سليمان بن إبراهيم البسام، وعبد الله بن عبد العزيز بن عقيل، ومحمد الصالح العثيمين، وعبد العزيز المحمد السلمان، وابنه عبد الله بن عبد الرحمن السعدي ... وآخرون لا يحصرهم العد. رابعًا: نماذج مِن صفاته وأخلاقه وما كان عليه من حب التعلُّم والتعليم: كان على جانب كبير من الأخلاق الفاضلة، متواضعًا للصغير والكبير والغني والفقير، وكان يقضي بعض وقته في الاجتماع بمن يرغب حضوره، فيكون مجلسهم ناديًا علميًّا حيث إنه يحرص أن يحتوي على البحوث العلمية والاجتماعية، ويحصل لأهل المجلس فوائد عظمى من هذه البحوث النافعة التي يشغل وقتهم فيها، فتنقلب مجالسهم العادية عبادة ومجالس علمية ويتكلم مع كل فرد بما يناسبه، ويبحث معه في الموضوعات النافعة له دنيا وأخرى، وكثيرًا ما يحل المشكلات برضاء الطرفين عن طريق الصلح العادل. وكان ذا شفقة على الفقراء والمساكين والغرباء، مادًّا يد المساعدة لهم بحسب قدرته، ويستعطف لهم المحسنين ممن يُعرف عنهم حب الخير في المناسبات، وكان على جانب كبير من الأدب والعفة والنزاهة والحزم في كل أعماله. وكان من أحسن الناس تعليمًا وأبلغهم تفهيمًا، مرتِّبًا لأوقات التعليم، ويعمل المناظرات بين تلاميذه المحصِّلين؛ لشحذ أفكارهم، ويجعل الجعل لمَن يحفظ بعض المتون، وكل مَن يحفظ؛ أُعطي الجعل، ولا يُحرم منه أحد. ويتشاور مع تلاميذه في اختيار الأنفع من كتب الدراسة، ويرجِّح ما عليه رغبة أكثرهم، ومع التساوي؛ يكون هو الحكم. ولا يمل التلاميذ من طول وقت الدراسة إذا طال؛ لأنهم يتلذذون من مجالسته، ولذا حَصَل له من التلاميذ المُحصِّلين عدد كثير، رحمة واسعة. خامسًا: مكانته العلمية: كان ذا معرفة تامة في الفقه -أصوله وفروعه-، وفي أول أمره متمسكًا بالمذهب الحنبلي؛ تبعًا لمشائخه، وحفِظ المتون من ذلك، وكان له مصنف في أول أمره في الفقه؛ نظَم رجزًا نحو أربعمائة بيت وشرحه شرحًا مختصرًا، ولكنه لم يرغب ظهوره؛ لأنه على ما يعتقده أولا. وكان أعظم اشتغاله وانتفاعه بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وحصل له خير كثير بسببهما في علم الأصول والتوحيد والتفسير والفقه وغيرها من العلوم النافعة. وبسبب استنارته بكتب الشيخين المذكورين؛ صار لا يتقيَّد بالمذهب الحنبلي، بل يرجِّح ما ترجَّح عنده بالدليل الشرعي، ولا يطعن في علماء المذاهب ولا ينتقصهم ويقلل من شأنهم بل يحترمهم ويقدرهم وينزلهم منزلتهم اللائقة بهم. وله اليد الطولى في التفسير؛ إذ قرأ عدة تفاسير وبرع فيه، وألَّف تفسيرًا جليلا في عدة مجلدات، فسَّره بالبديهة من غير أن يكون عنده وقت لتصنيف كتاب تفسير ولا غيره. ودائمًا يقرأ -هو والتلاميذ- في القرآن الكريم، ثم يفسِّره ارتجالا، ويستطرد ويبيِّن من معاني القرآن وفوائده، ويستنبط منه الفوائد البديعة والمعاني الجليلة، حتى إن سامعه يودُّ أن لا يسكت لفصاحته وجزالة لفظه وتوسعه في سياق الأدلة والقصص. ومن اجتمع به وقرأ عليه وبحث معه؛ عرف مكانته في المعلومات، وكذلك من قرأ مصنفاته وفتاويه. سادسًا: مصنفاته: يعد الشيخ ابن سعدي -- من البارعين والبارزين في التعليم والتدريس؛ ولذلك فقد شغل جل وقته فيهما ومن أجلهما. ومع هذا: فإنه لم يغفل جانب التأليف والتدوين، مع حرصه على الكتابة بخطه، وقد خلَّف الكثير من المصنفات في فنون شتى؛ كالتفسير والحديث والعقيدة والفقه وأصوله واللغة والنظم والمناظرات وغيرها وقد وجدت القبول والحرص عليها من قبل العلماء وطلاب العلم؛ وذلك لما تميزت به من الأصالة والقوة العلمية والمنهجية السليمة، والصدور عن الأدلة من الكتاب والسنة وما أُثر عن السلف الصالح وعلماء الأمة ووضوح العبارة وسهولتها، ومعالجتها للقضايا والنوازل الحادثة والمستجدة وفق قواعد الشريعة وأصولها ومقاصدها. ويمكن حصر مؤلفاته في الآتي: أ- القرآن وعلومه: . " تيسير الكريم الرحمن في تفسير [كلام] المنان ". . " تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن ". . " القواعد الحِسان لتفسيرِ القرآن ". . " المواهب الربانيَّة من الآيات القرآنية ". . " فوائد مستنبطة من قصة يوسف [عليه الصلاة والسلام] ". . " الدلائل القرآنية في أن العلوم النافعة العصرية داخلة في الدين الإسلامي ". ب- الحديث: . " بهجة قلوب الأبرار، وقرة عيون الأخيار؛ من شرح جوامع الأخبار". ج- العقيدة والآداب والمواعظ: . " طريق الوصول إلى العلم المأمول؛ بمعرفة القواعد والضوابط والأصول ". . " القول السديد في مقاصد التوحيد ". . " الرياض الناضرة، والحدائق النيرة الزاهرة؛ من العقائد والفنون المتنوعة الفاخرة ". . " الأدلة القواطع والبراهين في إبطال أصول الملحِدين ". . " تنزيه الدين وحملته ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله ". . " الدُّرة المختصرة في محاسن دين الإسلام ". . " الحق الواضح المبين في شرح توحيد الأنبياء والمرسلين ". . " التوضيح والبيان لشجرة الإيمان ". . " توضيح الكافية الشافية ". . " الدُّرة البهيَّة شرح القصيدة التائية في حل المشكلة القدرية ". . " سؤال وجواب في أهم المهمات ". . " انتصار الحق، محاورة دينينة اجتماعية ". . " الدين الصحيح يحل جميع المشاكل ". . " فتح الرب المجيد في أصول عقائد التوحيد ". . " مجموعة الفوائد، واقتناص الأوابد ". . " التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه ( الواسطيَّة ) من المباحث المنيفة". . " الوسائل المفيدة للحياة السعيدة ". . " منظومة في السير إلى الله والدار الآخرة ". . " رسالة عن يأجوج ومأجوج ". د. الفقه وأصوله: . " المختارات الجلية من المسائل الفقهية ". . " المناظرات الفقهية ". . " الفتاوى السعدية ". . " إرشاد أولي البصائر والألباب؛ لنيل الفقه بأقرب الطرق وأيسر الأسباب؛ بطريق مرتب على السؤال والجواب ". . " حكم شرب الدخان ". . " الجهاد في سبيل الله ". . " وجوه التعاون بين المسلمين، وموضوع الجهاد الدينيِّ، وبيان كليَّات مِن براهين الدين ". . " الجمع بين الإنصاف ونظم ابن عبد القوي ". . " منظومة في أحكام الفقه ". . " القواعد والأصول الجامعة والفروق والتقاسيم البديعة النافعة ". . " رسالة في القواعد الفقهية ". . " منظومة في القواعد الفقهية مع شرحها ". . " رسالة لطيفة جامعة في أصول الفقه المهمة ". . " حاشية على الفقه "، وهي استدراك على جميع الكتب المعتمدة في المذهب الحنبلي. هـ- الخطب: . " الخُطَب المِنبرية على المناسبات ". . " مجموع الخُطب في المواضيع النافعة ". . " الفواكه الشهيَّة في الخُطَب المنبرية ". و- اللغة العربية: . " التعلييق وكشف النقاب على نظم قواعد الإعراب ". وله فوائد منثورة وفتاوى كثيرة على أسئلة شتى ترِد إليه من بلده وغيرها ويجيب عليها، وله تعليقات شتى على كثير مما يمر عليه من الكتب. وكانت الكتابة سهلة يسيرة عليه جدًّا، حتى إنه كتب من الفتاوى وغيرها شيئًا كثيرًا. ومما كتب نظم ابن عبد القوي المشهور، وأراد أن يشرحه شرحًا مستقلا؛ فرآه شاقًّا عليه؛ فجمع بينه وبين " الإنصاف " بخط يده؛ ليساعد على فهمه؛ فكان كالشرح له. سابعًا: غرضه من التصنيف: وكان غاية قصده من التصنيف: هو نشر العلم والدعوة إلى الحق؛ ولهذا يؤلِّف ويكتب ويطبع ما يقدر عليه مِن مؤلفاته، لا لينال منها عرضًا زائلا، أو يستفيد منها عرض الدنيا بل يوزعها مجانًا؛ ليعم النفع بها. فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا. ثامنًا: وفاتـه: أصيب الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في آخر حياته بمرض (ضغط الدم)، وهو مرض خطير من أكثر أسبابه الإجهاد والتعب، وقد ضرب ابن سعدي في ذلك سهمًا وافرًا حيث كان كثير التفكير وإجهاد النفس في المسائل المعضلة، والمشكلات المعقدة والقضايا المتعددة؛ يفكر في هذه المسائل ويكتب جواب تلك، ويبحث عن دليل ثالثة، ويناقش مع تلاميذه جوانب رابعة وهكذا لا يهدأ له بال، ولا يرتاح له خاطر، بل حياته كلها حياة تعلُّم وتعليم. ومَن كانت هذه حاله في اهتمامه بأمور المسلمين، وانصرافه عن الاهتمام بحاله وصحته؛ لا بُد أن ينتابه ما ينتاب غيره، ولكن همم الرجال على قدر عقولهم. ولذا أصيب الشيخ قبل وفاته بخمس سنوات بهذا المرض -ضغط الدم-، وكان لا بد لعلاجه من السفر خارج " عُنيزة "؛ فاهتم الملك سعود -- بأمره، وأرسل له طائرة خاصة نقلته إلى بيروت؛ فعولِج بها وبقي هناك قرابة الشهر حتى شفاه الله -وذلك عام 1372هـ-. وبعد رجوعه إلى بلدِهِ " عنيزة "؛ عاود التدريس والإفتاء والتعليم والإمامة والخطابة، وزاول نشاطه العلمي السابق تمامًا، رغم نهي الأطباء له عن الإجهاد، وتأكيدهم عليه أن يعطي جسمه قسطًا من الراحة. ولذا أخذ مرض (ضغط الدم) يعاوده بين الحين والآخر. وفي سنة 1376هـ: عاوده المرض، لكنه أحس بالثقل، واستمر معه فترة وجيزة. وفي ليلة الأربعاء 22/6/1376هـ، بعد أن صلى العشاء في الجامع الكبير في " عنيزة "، وبعد أن أملى الدرس المعتاد على جماعة المسجد؛ أحس بثقل وضعف حركة. فأشار إلى أحد تلاميذه بأن يمسك بيده ويذهب به إلى بيته؛ ففعل، لكنه أغمي عليه حال وصوله البيت! ثم أفاق، وحمد الله، وأثنى عليه، وتلكم مع أهله ومَن حضرهم بكلام حسن طيَّب به قلوبهم، وقال لهم: إني طيِّب؛ فلا تنزعجوا من أجلي. ثم سكت وعاد إليه الإغماء؛ فلم يتكلم بعدها حتى توفاه الله. وفي صباح الأربعاء 22/6/1376هـ: دعوا له الطبيب؛ فقرر أن فيه نزيفًا في المخ، وأشعرهم أنه على خطر، وحثهم على تدارك الأمر وفِعل الأسباب. فأبرقوا لسمو ولي العهد فيصل بن عبد العزيز؛ فأصدر أمره بإسعافه بكل ما يلزم. فأقلعت طائرة خاصة من مطار الرياض إلى مطار " عنيزة "، وعلى متن الطائرة طبيب خاص بالمخ لإسعافه بما يحتاجه. لكن قَدَر الله نافذ، ولا رادَّ لقضائه سبحانه. ولكنْ إذا تَمَّ المَدَى نَفَذَ القَضَا .. ومَا لامرئٍ عما قضى اللهُ مهربُ فلما وصلت الطائرة مطار " عنيزة "؛ حال دون نزولِها السحاب الكثيف والأمطار الغزيرة التي لم تشهدها بلدان نجد مِن قبل، حيث استمرت الأمطار ما يزيد على أربعين يومًا لم ير الناس فيها الشمس! ولذا لم تستطع النزول في مطار " عنيزة "؛ فرجعت حيث أتت!! ثم عادت الطائرة صباح الخميس لعلها تتمكن من الهبوط، لكنها تلقت المكالمة وهي في الجو بنبأ وفاته! فرجعت إلى الرياض. وكانت وفاته قبيل فجر الخميس الموافق 23/6/1376هـ عن تسع وستين سنة قضاها في العلم والتعليم والتوجيه والتدريس والإمامة والخطابة والتأليف والإفتاء. وقد أخرت الصلاة عليه إلى صلاة الظهر لعل أحد أبنائه يدركه؛ فلم يتمكن منهم أحد نظرًا لبعد المسافة، ووجود الأجواء غير الطبيعية من الأمطار والسيول. وقد صلى عليه خليفته عبد العزيز بن محمد البسام في الجامع الكبير في حشد كبير لم تشهد له " عنيزة " مثيلا من قبل، حيث اجتمع أهلها ومن جاورها من القرى والهجر والبوادي ومن علم بخبر وفاته وشيع جثمانه إلى مقابر " الشهوانية " شمال " عنيزة "، ودفن هناك، وصلي عليه في مناطق كثيرة صلاة الغائب. وقد تركت وفاته فراغًا كبيرًا؛ حيث كان المعلِّم والمرشِد والمفتي والموجِّه والناصح والمشير؛ يستفيد منه الصغير والكبير والرجال والنساء. كانت له صدَقات جارية على أُسَرٍ فقيرة لم يُعلم عنها إلا بعد وفاته، ولقد دخلت أحاديثه كل بيت؛ فقَلَّ أن يوجد بيت في " عنيزة " إلا ولابن سعدي آثار عليه من قريب أو بعيد ولا يزال ذِكره على الألسن، ومحبته في القلوب، وأحاديثه وإرشاداته وفتاويه هي حديث المجالس وأنس المحافل. وصدق الشاعر: فلو كان يُفدَى بالنفوسِ وما غَلا .. لَطِبْنا نفوسًا بالذي كان يطلبُ تاسعًا: ثناء العلماء عليه: كان ابن سعدي -- لا يحب الثناء من الآخرين عليه؛ ولذا كان ثناء طلابه ومحبيه عليه بعد وفاته؛ وذلك لِما عرفوه مِن كريم خصاله، وجميل فعاله، وعظيم سجاياه. وحُق لرجل جمع بين العلم والورع والزهد والصدق والإخلاص والحرص على نفع الناس أن يثني عليه العلماء والفضلاء. ولستُ -هنا- بصدد حصر مَن أثنوا عليه، وذكروه ببعض ما يستحق، لكنني أذكر طرفًا من أقوالهم ليستدل بها على الباقي. 1- قال عنه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز --: " ... كان -- كثير الفقه والعناية بمعرفة الراجح من المسائل الخلافية بالدليل، وكان عظيم العناية بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم وكان يرجِّح ما قام عليه الدليل، وكان قليل الكلام إلا فيما تترتب عليه فائدة. جالستُه غير مرة في مكة والرياض، وكان كلامه قليلا إلا في مسائل العلم، وكان متواضِعًا، حسن الخلق، ومن قرأ كتبه؛ عرف فضله وعلمه وعنايته بالدليل. ف رحمة واسعة ". 2- وقال عنه الشيخ عبد الرزاق عفيفي --: " ... فإن من قرأ مصنفاته -ابن سعدي- وتتبع مؤلفاته وخالطه وسبَر حالَه أيام حياته؛ عرف منه الدأب في خدمة العلم -اطلاعًا وتعليمًا-، ووقف منه على حُسن السيرة، وسماحة الخلُق واستقامة الحال، وإنصاف إخوانه وطلابه من نفسه، وطلب السلامة فيما يجر إلى شرٍّ أو يفضي إلى نزاع أو شقاق. ف رحمة واسعة ". وقال لي بعض تلامذة الشيخ عبد الرزاق -- أنه كان يقول: "إن أقرب علماء الدعوة اسلفية في العصر الحديث شبهًا بشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم -رحمهما الله- في العلم والفقه والإدراك والتحليل والتفصيل والاستنباط والاستدلال: الشيخ ابن سعدي -- ". وقال: " ... عرفتُ فيه العالِم السلفي الذي فهم الإسلام الفهم الصادق وعرف فيه دعوته القوية الصادقة إلى الأخذ بكل أسباب الحياة العزيزة القوية الكريمة النقية... ". 3- وقال عنه شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين --: " ... إن الرجل قل أن يوجد مثله في عصره، في عبادته وعلمه وأخلاقه. حيث كان يعامل كلا من الصغير والكبير بحسب ما يليق بحاله، ويتفقد الفقراء؛ فيوصل إليهم ما يسد حاجتهم بنفسه وكان صبورًا على ما يلم به من أذى الناس، وكان يحب العُذر ممن حصلت منه هفوة؛ حيث يوجِّهها توجيهًا يحصل به عذر مَن هفا... ". وكنتُ دائمًا أسمعُ ثناء شيخنا على شيخه ابن سعدي -رحمهما الله- في ديانته وإخلاصه، وعلميته المتميزة، وفقهه، وصبره واحتسابه مع ذكره لآرائه والتعويل عليها، وتأثره به في حياته وأخلاقه، بل وحتى في بعض حركاته. وقال لنا شيخنا محمد العثيمين -- في إحدى الدروس: كان خطي في الكتابة في بداية حياتي يختلف عن خطي الحالي؛ وما ذاك إلا لأنني ذهبتُ أقلد خط شيخي؛ فصار كما ترونه الآن! هذا إضافة إلى ما يكنه شيخنا -- من محبة كبيرة للشيخ ابن سعدي --. 4- وقال عنه الشيخ محمد حامد الفقي --: " ... عرفتُ الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي من أكثر من عشرين سنة. فعرفت فيه العالِم السلفي المدقِّق المحقق الذي يبحث عن الدليل الصادق، وينقب عن البرهان الوثيق؛ فيمشي وراءه لا يلوي على شيء ". [1] نقلت الترجمة من مقدمة تحقيق كتاب " القواعد الفقهية " للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي --، والذي قام بتحقيقه: د. سليمان أبا الخيل (بتصرف يسير). المصدر الموضوع الأصلي: ترجمةُ الشيخِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ ناصِرٍ السّعديِّ رحمه الله || الكاتب: هم يحسدوني || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد jv[lmE hgadoA uf]A hgv~QplkA fkA khwAvS hgs~u]d~A vpli hggi
التعديل الأخير تم بواسطة الشـــامـــــخ ; 24-04-18 الساعة 12:23 AM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 4 : | |
السليماني, الشـــامـــــخ, خواطر موحدة, هم يحسدوني |
|
|