بيت موسوعة طالب العلم كـل مايخص طالب العلم ومنها الفتــاوى |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
29-03-13, 10:30 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت موسوعة طالب العلم
أولاً: اعتصامُ أهلها بكتاب الله وسنة نبيه --، وإيمانهم بجميع ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، واعتقادهم الكامل بأن ما في الكتاب والسنة لا يجوز ترك شيء منه، بل الواجب على كل مسلم الإيمانُ والتصديقُ بكل ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، فآمنوا بجميع النصوص المشتملة على الإخبار عن الله وأسمائه وصفاته، وأنبيائه، واليوم الآخر، والقدر، ونحو ذلك، آمنوا بها إيماناً مُجملاً ومفصلاً؛ إيماناً مُجملاً بكل ما أخبر الله تبارك وتعالى به من أمور الإيمان، وإيماناً مفصلاً بكل ما بلغهم علمه من ذلك في كتاب الله وسنة نبيه -- { إنّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [الحجرات:15]، هذا شأنهم مع جميع نصوص الكتاب والسنة، سلموا بالجميع، وآمنوا بالجميع، وشأنهم كما قال بعض السلف: "من الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغُ، وعلينا التسليم"، ومن كان معتصماً بكتاب الله وسنة نبيه --، معولاً عليهما، معتمداً عليهما، فإنه بإذن الله تبارك وتعالى سيكون حليفه الثابت والسلامة والاستقامة والبعد عن الانحراف. ثانياً: اعتقادهم أي السلف – رحمهم الله – أن الكتاب والسنة مشتملان على المعتقد الحق لا نقص فيهما بأي وجه من الوجوه، فإن المعتقد الحق بينٌ تمام البيان، وواضحٌ كامل الوضوح في كتاب الله وسُنة نبيه --، كما قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} أي: عقيدة وعبادة وسلوكاً، {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة: 3]. فلمّا آمن أهل السنة إيماناً كاملاً، واقتنعوا اقتناعاً تاماً بأن دينهم اعتقاداً وعبادةً وسلوكاً بُين في القرآن والسنة غاية البيان، التزموا تمام الالتزام، وعولوا كامل التعويل على ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، ولم يحتاجوا أن يرجعوا في هذا الباب إلى غير ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه، فثبتوا تمام الثبات على كتاب الله وسنة نبيه --، فتحقق لهم بذلك السلامةُ التامةُ الكاملة. ثالثاً: من أسباب ثبات العقيدة في نفوس أهلها؛ أن أهل السنة بناء على ما سبق فقد استقر في نفوسهم أنهم في حال وقوع أي نزاع أو خلاف أو نحو ذلك لا يُعولون على شيء، ولا يرجعون إلى شيء إلا إلى كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-وهم يعلمون علم اليقين أن النزاع والخلاف ونحو ذلك لا يتم حله ورفعُ الإشكال فيه إلا بالاعتماد على كتاب الله وسنة نبيه --، كما قال الله تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59]. رابعاً: سلامة فطرتهم، والفطرة نعمةٌ من الله عز وجل، ومنةٌ منه تبارك وتعالى على عباده، وهو جل وعلا تفضل على عباده ومن عليهم بأن خلقهم جميعهم على الفطرة، كما قال رسول الله --: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يُهودانه أو يُنصرانه أو يُمجسانه " [صحيح البخاري (1385)].، فخلقهم على الفطرة، وأهل السنة بقيت فطرتهم سالمةً لم تتغير، حفظها الله لهم من التغير والتبدل والانحراف، وبقية الناس تلوثت فطرهم، ولحقها من الانحراف ما لحقها، بين مُقل ومستكثر. ولهذا فإن من أسباب الثبات أن يجتهد الإنسان في المحافظة على سلامة فطرته {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، وسلامة الفطرة مرتبطةٌ بسلامة المصدر، فإذا كان صاحبُ الفطرة السليمة مستنداً ومعتمداً على كتاب ربه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، فإن فطرته لا تتبدل، وإن سلم فطرته للأهواء المردية والشبهات المفسدة والآراء المنحرفة والتكلُّفات البعيدة ونحو ذلك انحرفت فطرته. خامساً: صحة عقولهم؛ فأهل السنة والجماعة أحسنُ الناس عقولاً، وأسلمهم رأياً وفكراً ومنهجاً، لهم عقولٌ راجحة، ليس فيها غلوٌ أو جفاء كما هو الشأن في غيرهم من أهل الأهواء والبدع، فأهل السنة ليس عندهم في العقول غلوٌ كما يُرى واضحاً في أرباب الكلام والمتفلسفة ومن لف لفهم، وسار على منهجهم مِمن يُنحي الكتاب والسنة جانباً، ويعتمد تمام الاعتماد على عقله وفكره ورأيه، فما رآه صحيحاً بعقله اعتمده، وما رآه بخلاف ذلك تركه، وإن كان قاله الله أو قاله رسول الله --؛ لأن المعول عنده والعبرة على ما توصلت إليه العقول والآراء. سادساً: من أسباب ثبات عقيدتهم في نفوسهم وسلامتها؛ أن نفوس أهل السنة اطمأنت بهذه العقيدة غاية الطمأنينة، يشعر كل واحد منهم براحةٍ في قلبه، وطمأنينةٍ في نفسه، وأُنسٍ وسعادةٍ، بل وفرحٍ ولذةٍ بهذا المعتقد الحق الذي أنعم الله تبارك وتعالى عليه به، وهذا أمرٌ لا يجده أيُ صاحب هوى، وهيهات أن يجده، والله تبارك وتعالى يقول: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد:28]. سابعاً: من أسباب ثباتهم على الاعتقاد الحق: ارتباطهم بفهم السلف الصالح؛ الصحابة ومن اتبعهم بإحسان، فهم مع الأمور المتقدمة يُعولون في فهم النصوص ومعرفة دلالتها على ما جاء عن الصحابة ومن اتبعهم بإحسانلأن الأفهام قد يجنحُ بعضها وقد ينحرف، لكن من أخذ الدين غضاً طرياً من النبي عليه الصلاة والسلام مباشرة مع زكاء في القلب، وصحة في العقل، وحُسن رغبة وصدق، من كان هذا شأنه كان حقيقاً بالعلم والسلامة والحكمة ولهذا يرتبط أهل السنة والجماعة غاية الارتباط بفهم الصحابة للنصوص والأدلة. ثامناً: من أسباب ثباتهم على الحق واستقامتهم عليه: توسطهم رحمهم الله واعتدالهم، كما قال الله -تبارك وتعالى-: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً﴾ [البقرة:143] أي: شهوداً عدولاً، فكانوا وسطاً لا غُلو ولا جفاء، ولا إفراط ولا تفريط، ولا زيادة ولا نقصان، وتوسطهم هو لزومهم للحق واستقامتهم وثباتهم عليه، ومجنابتهم للطرق المنحرفة، سواء ما كان منها مائلاً إلى الغلو أو إلى الجفاء، فتوسطوا في الحق واستقاموا عليه، وثبتوا عليه بتثبيت الله تبارك وتعالى لهم، فكان هذا سبباً عظيماً من أسباب ثباتهم، وخيار الأمور أوسطها، لا تفريطها ولا إفراطها، وكلما كان الإنسان متوسطاً معتدلاً كان أحرى بالحق وأولى به. تاسعاً: من أسباب ثباتهم على الحق وسلامتهم من الانحراف والتغير: عدم تقديمهم لعقولهم وأذواقهم على ما جاء في الكتاب والسنة عاشراً: حسن صلتهم بالله وشِدة ارتباطهم به واعتمادهم عليه، وهذا أمرٌ أشرتُ إليه في التقديم والتمهيد؛ لأنّ التوفيق بيده سبحانه وتعالى، فحسُنت صلتهم بالله، وقوي اعتمادهم عليه، يسألونه ويستعينون به، ويدعونه، ويطلبون منه الثبات، متبعين في ذلك نهج نبيهم صلوات الله وسلامه عليه. وكان من دعائه --: " اللهم إني أسألُك الهُدى والسداد "، ويقول في دعائه: " اللهم إني أسألك الهُدى والتُقى والعفافَ والغنى "، ويقول في دعائه: " اللهم آتِ نفوسنا تقواها، زكها أنت خيرُ من زكاها، أنت وليها ومولاها "، ويقول في دعائه: " اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمةُ أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، واجعل الموت راحةً لي من كل شر "، ويقول في دعائه: " اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم "، ويقول في دعائه: " اللهم لك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وعليك توكلتُ، وإليك أنبتُ، وبك خاصمتُ، اللهم إني أعُوذُ بعزتك، لا إله إلا أنت أن تُضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون "، ويقول في دعائه: ((اللهم يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك))، ويقول في دعائه: ((اللهم اهدنا فيمن هديت))، ويقول في دعائه: ((اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداةً مهتدين)) [وهذه الأدعية كلها عند مسلم في صحيحه، إلا الثلاثة الأخيرة، فالأول والثاني عند أحمد (6/301)، (1/200)، والثالث عند النسائي (رقم: 1305)]. وأتباعه صلوات الله وسلامه عليه يلزمون نهجه، ويرتبطون بالله تبارك وتعالى كل وقت وحين، يسألونه الثبات والسداد والإعانة والتوفيق، لهذا وفقهم الله وأعانهم وسددهم، وحفظهم وكلأهم برعايته وعنايته، وحفظه -سبحانه وتعالى- والتوفيق بيده وحده. حادي عشر: يقينهم التام بهذا المعتقد الذي استقاموا عليه، وبعدُهم عن تعريضه للخصومة والجدل، وهذا جانبٌ غايةٌ في الأهمية للثبات على المعتقد الحق؛ أن يكون صاحبه مقتنعاً به. قال عمر بن عبد العزيز: "من جعل دينه غرضاً للخصومات أكثر التنقل"[الإبانة لابن بطة (2/505).]. وقال إسحاق بن عيسى الطباع: " كان مالك بن أنس يعيبُ الجدال في الدين ويقول: كلما جاءنا رجلٌ أجدل من رجل أردنا أن نرد ما جاء به جبريل إلى النبي -- " [الإبانة (2/507).]. ثاني عشر: اعتقادهم – أي السلف – أن مسائل الاعتقاد من الإيمان بالله وأسمائه وصفاته، واليوم الآخر، ونحو ذلك من الأمور التي جاءت بها الرُسل واتفقت كلمتهم عليها، جميعها أمورٌ ثوابت، لا يدخلها نسخٌ أو تبديلأو نحو ذلك؛ لأن العقيدة ليست مما يدخلها النسخ، ولهذا فإن كلمة الأنبياء متفقةٌ عليها من أولهم إلى آخرهم، كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: " الأنبياءُ إخوةٌ من علات، وأمهاتهم شتى، ودينهم واحد " [صحيح مسلم (4/1837)]. ثالث عشر: وضوحُ عقيدتهم – أي أهل السنة – ويُسرُها وبُعدُها عن الغموض، بينما العقائد الأخرى تراها يكتنفُها أنواعٌ من الغموض وعدم الوضوح، وكثير من الشبهات. أما عقيدة أهل السنة والجماعة فهي واضحةٌ وضوح الشمس في رابعة النهار، وهي تكتسب وضوحها من وضوح منبعها ومصدرها. رابع عشر: في ثبات أهل العقيدة وسلامتهم من الانحراف، اعتبارهم واتعاظهم بحال أهل الأهواء، وقديماً قيل: "السعيد من اتعظ بغيره"، فأهل الأهواء الذي تركوا الكتاب والسنة، أورثهم هذا التركُ تذبذباً وانحرافاً، وتنقلاً واضطراباً، وبُعداً عن الاستقرار والثبات، ولا تجدُ لصاحب هوى ثابتاً واستقراراً، وإنما هم دائماً وأبداً في تنقل. خامس عشر: من أسباب ثباتهم على الاعتقاد الحق: اتفاقُ كلمتهم وعدمُ تفرقهم، أما أهل الأهواء فقد فرقوا دينهم، وكانوا شيعاً، كل حزب بما لديهم فرحون، قال قتادة: " لو كان أمر الخوارج هدى لاجتمع، ولكنه كان ضلالاً فتفرق " (2)، ومثل هذا فقل في سائر أهل البدع، أما أهل السنة فكلمتهم متفقة، وأمرهم مجتمع، وليس عندهم تفرقٌ أو اختلاف في دين الله، فهم على جادة سوية وصراطٍ مستقيم، يتعاهدون ذلك، ويتواصون به، ويصبرون عليه. أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يُلحقني وإياكم بالصالحين من عباده، وأن يمن علينا وعليكم بلزوم السنة واتباع أثر سلف الأمة، وأن يُجنبنا الأهواء والبدع، وأن يمنحنا صحة في الاعتقاد، وسلامةً في الإيمان، واستقامة في السلوك، وحُسناً في الآداب والأخلاق، وأن يُوفقنا جميعاً بتوفيقه، وأن يهدينا جميعاً سواء السبيل، وأن يجعلنا هداةً مهتدين، من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسوله ونبيه محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين. من كتاب ثبات عقيدة السلف و سلامتها من التغيرات للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله المصدر الموضوع الأصلي: ثبات عقيدة السلف و سلامتها من التغيرات || الكاتب: عزتي بديني || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد efhj urd]m hgsgt , sghljih lk hgjydvhj التعديل الأخير تم بواسطة الشـــامـــــخ ; 16-04-18 الساعة 06:53 AM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 2 : | |
الشـــامـــــخ, عزتي بديني |
|
|