رصدت "حملة السكينة"، المختصة بمحاورة من يتعاطفون مع التنظيمات الإرهابية على شبكة الانترنت وتصحيح المفاهيم، حملة تحريض وإثارة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك وتويتر ويوتيوب" ضد السعودية وعلمائها من معرفات وشخصيات ورموز من إيران وبعض المدن العراقية. وأشارت "السكينة" إلى أن الحملة كُثِّفت خلال الشهرين الأخيرين وبشكل كبير، عقب الكشف عن شبكة التجسس التي أعلنتها وزارة الداخلية السعودية، المتورطة في دعمها مادياً من عناصر من الاستخبارات الإيرانية.
وأشارت "السكينة" في تحليلها للمضامين التي تم بثها عبر حملة التحريض، التي يقف خلفها إيرانيون، إلى المنطلقات الفكرية والثقافية للحملة، وقالت إن المعرفات التي تضع المضامين تستخدم أكثر من أسلوب لتسويق مضامينها الإعلامية، منها استخدام أسماء "سعودية" للإيحاء بأن صاحب المعرف سعودي، وبالبحث عن المعرف ثبت أنه من إيران، أو من بعض المدن العراقية.
وبيّنت حملة "السكينة" في رصدها وتحليلها استغلالاً كبيراً وإثارة ضجة واسعة حول بعض الأحداث التي تقع في القطيف والعوامية، وخصوصاً مقاطع الفيديو والصور التي تظهر الأحداث من طرف واحد، ومن جانب أحادي، وتُظهر من يقومون بالتخريب وإطلاق النار على أنهم ضحايا ومستضعفون. وأشارت الحملة إلى أن المرتكز الأساسي للحملة هو تحريض الشيعة في الشرقية ضد وطنهم، وتصوير إيران بأنها المدافعة عنهم وعن حقوقهم. وأشارت إلى صفحات على "الفيس بوك" بعنوان "حقيقة وهابية"، موضحة أن الكثيرين ممن يكتبون فيها ينطلقون من الأراضي الإيرانية، وكذلك من يعلقون ويسجلون الإعجاب بما هو مكتوب، ومن ينشرون المضامين على نطاق واسع، وأنها تستغل بشكل كبير وقوع بعض الأحداث في القطيف والعوامية. أيضاً رصدت "السكينة" مدونات تحاول الظهور بأنها لسعوديين، ويحمل أصحابها أسماء سعودية، وهي في الأصل إيرانية ومتخصصة في الهجوم على كبار علماء السعودية ومشايخها، وإثارة الاضطرابات والقلاقل، كما استغلت ما حدث في بريدة من تجمعات لأهالي بعض المعتقلين والموقوفين على ذمة قضايا أمنية.
ورصدت "السكينة" معرفات تنطلق من مدينة "مشهد" الإيرانية، وكذلك حملة على "الفيس بوك" تحمل عنوان "فضائح الوهابية والبعثية"، وهي تحاول أن تربط بشكل غريب بين "الوهابية" وحزب البعث، والقائمون على هذه الصفحات ومن يدخلون عليها من إيران ومدن عراقية.
وقال الشيخ عبد المنعم المشوح، المشرف العام على حملة السكينة، لـ"سبق" إن هذا رصدٌ تحليلي لمنطلق حملات مكثفة على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً "الفيس بوك" و"تويتر". مؤكداً أن الأمر ليس منطلقه الفكر التآمري ولا عقلية المؤامرة، لكنه رصد تحليلي لما يُبث على مواقع التواصل الاجتماعي. وتابع المشوح: إنها الحقيقة التي يجب أن يعلمها الكثيرون، وهي أن هناك من يستغلون بعض الأحداث الفردية والعارضة التي تقع في بعض المدن السعودية وتضخيمها. مؤكداً أن عملية رصد معرفات إيرانية أو تنطلق من إيران، وتتخفى وراء أسماء سعودية، أو تُظهر أنها تنطلق من السعودية، هي الحقيقة التي يجب أن يعلمها الجميع، وهي مرصودة، ولدينا الأدلة والإثباتات التي تكشفها كاملة. ونفى المشوح أن يكون الدافع عقلية المؤامرة، وقال: نحن نرصد واقعاً موجوداً على "الفيس بوك" و"تويتر" و"يوتيوب"، وتهمنا في الأساس الرؤية والمنطلق والخلفية الثقافية والمرتكز الفكري في التحليل والرصد للمضامين كمًّا وكيفًا، ومن أين تنطلق، وتوجهاتها، وكيفية توجيهها في اتجاه يخدم مصالح أخرى. وأردف: لا ننكر الواقع، ولا وجود بعض المشكلات؛ فهذا أمر معروف ومسلَّم به، وموجود في كل مجتمع، ولكن ما يهمنا هو عناصر التحريض والإثارة والتوجيه الفكري والأيديولوجي؛ فالإصلاح لا يمكن أن يقوم على أيدٍ ملوثة من الخارج، أو ممن يتبعها من الداخل.
ودعا المشوح المختصين والباحثين إلى أهمية دراسة الحالة الفكرية لشبكات التواصل الاجتماعي؛ "فحملة السكينة لا تغطي سوى نسبة ضئيلة من مساحة شبكات التواصل الاجتماعي، ونحن بحاجة إلى أبحاث علمية متعمقة، تضع مقاييس للخطر في هذه الشبكات، وتحدد بشكل أقرب للواقع أفضل السبل للتعامل معه".