قال الله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَٱنبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاء إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلخَـٰئِنِينَ} [الأنفال:58].
قال الطبري: "يقول تعالى ذكره: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ} ـ يا محمد ـ من عدو لك بينك وبينه عهد وعقد أن ينكث عهدَه وينقض عقدَه ويغدر بك، وذلك هو الخيانة والغدر، {فَٱنبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاء} يقول: فناجزهم بالحرب وأعلمهم قبل حربك إياهم أنك قد فسختَ العهد بينك وبينهم، بما كان منهم من ظهور آثار الغدر والخيانة منهم، حتى تصير أنت وهم على سواء في العلم بأنك لهم محارب، فيأخذوا للحرب آلتها، وتبرأ من الغدر، {إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلخَـٰئِنِينَ} الغادرين بمن كان منه في أمان وعهد بينه وبينه أن يغدر به فيحاربه قبل إعلامه إياه أنه له حرب، وأنه قد فاسخه العقد"
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((أَدِّ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ، وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ))
قال المناوي: "أي: لا تعامله بمعاملته ولا تقابل خيانته بخيانتك فتكون مثله، وليس منها ما يأخذه من مال من جحده حقه، إذ لا تعدي فيه. أو المراد: إذا خانك صاحبك فلا تقابله بجزاء خيانته وإن كان حسنا، بل قابله بالأحسن الذي هو العفو وادفع بالتي هي أحسن"