الفرق بين جهاد الطلب وجهاد الدفع .. رااائع

[أعتز بديني]

الفرق بين جهاد الطلب وجهاد الدفع .. رااائع

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد :
ان من اعظم الابواب التي يدخل منه بعض المسلمين اليوم هو الخلط بين مفاهيم واحكام ونصوص جهاد الطلب وجهاد الدفع .. وهذه فتنة عظيمة وفهم سقيم وخلل واضح .. حتى استخدمها الكثير في التلبيس على المسلمين وصدهم عن الجهاد في سبيل الله تعالى بحجج واهية وفهم سقيم للنصوص وخلط بين مفهوم الجهادَين ، فيُنزلون أحكام جهاد الطلب على أحكام جهاد الدفع ويثبطون المسلمين عنه ..
لذلك تلبس هذا الموضوع على كثير من الشباب هدانا الله واياهم الى الخير والهداية والصلاح ..
حتى ظن البعض أنه لا جهاد اليوم على الاطلاق الا عند ظهور المهدي ، وأن من جاهد الكفار اليوم فهو من الخوارج لأنه خالف الاسلام . وهذا لا شك أنه من الضلال ..
لهذا السبب كان بودي أن أضع جدولاً للفرق بين الجهادَين حتى لا يختلط على المسلمين الأمر .. وكانت هذه الفكرة قديمة .. لكن عجزي هو الذي منعني .. وأستغفر الله من ذلك ..

الـــــــجـــــــــدول :
تعريفهما :
جهاد الطلب : هو أن تطلب الكفار في عقر دارهم ، بمعنى أن المسلمين يقاتلون الكفار ليس لإجبارهم على الدخول في الدين الله وإنما من أجل أن تفتح الأبواب أمام الدعوة، وليسمع الناس دين الله -عز وجل- فيخير المسلمون الكفار اما الاسلام واما الجزية واما القتال .
جهاد الدفع : هو قتال العدو الصائل اذا دخل بلاد المسلمين أو همّ بدخولها .

حكمهما :
جهاد الطلب : فرض كفاية - على رأي الجمهور - إذا فعله البعض سقط عن الباقين ، وقال بعضهم أنه فرض عين
جهاد الدفع : فرض عين بإتفاق العلماء ، حتى يخرج العدو من بلاد المسلمين أو يُصدَّ عنها

وقتهما :
جهاد الطلب : يستحب مرة أو أكثر كل عام
جهاد الدفع : هو حين يدخل العدو بلاد الإسلام أو همّ بالدخول

حكم فاعلهما :
جهاد الطلب : يثاب فاعله إن أخلص النية وتابع فيه هدي النبي .
جهاد الدفع : يثاب فاعله إن أخلص النية وتابع فيه هدي النبي .

حكم تاركهما :
جهاد الطلب : لا يعاقب على تركه إذا حصلت الكفاية بغيره ، إلا أنّ من لم يغزو أو يحدث نفسه بالغزو يموت على شعبة من النفاق. ومن حضر الصف فلا يجوز له التولي إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة
جهاد الدفع : يأثم على تركه أشد الإثم لكونه ترَك بلاد ونساء وذراري المسلمين غنيمة للكفار.

حكم البعيد عن ساحة القتال (أبعد من مسافة قصر)
جهاد الطلب : الجهاد في حقه فرض كفاية يُؤجر عليه أو يُستحب له إتيانه. فإذا احتاج المسلمون له وهو يستطيع الوصول إليهم صار في حقه فرض عين.
جهاد الدفع : إذا لم تكن بالحاضرين كفاية صار الجهاد في حق البعيد فرض عين الأقرب فالأقرب حتى يعم الفرض الأرض كلها إلى أن يخرج الكفار من بلاد الإسلام ويُصَدّوا عنها.

الدعوة للإسلام
جهاد الطلب : دعى العدو إلى الإسلام إذا لم يبلغه من قَبل ، وإن بلغته الدعوة فيستحب (ولا تجب) دعوته ، ويُخيَّر بين الإسلام أو الجزية أو القتال ، ويمهل ثلاثة أيام.
جهاد الدفع : لا يُدعى العدو ، بل يقاتل بدون دعوة لأنه معتدي .

حكم الفرار فيهما :
جهاد الطلب : يجوز إن كان العدو أكثر من الضعف ، ولا يجوز بغير عذر شرعي ، والفرار من السبع الموبقات.
جهاد الدفع : لا يجوز ، بل يجب القتال حتى تسلم بلاد الإسلام ويصد العدو عن نساء وذراري المسلمين.

شروطهما :
جهاد الطلب : الإسلام ، والبلوغ ، والعقل ، والحرية ، والذكورية ، والسلامة من الضرر ، ووجود النفقة
جهاد الدفع : لا شروط له ، قال ابن تيمية : فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه، فلا يشترط له شرط ، بل يدفع بحسب الإمكان.

جهاد المرأة فيهما :
جهاد الطلب : قيل محرّم ، وقيل جائز بشروط : كأن لا تكون شابة ، وأن لا يُخاف عليها من الأسر وغيرها من الشروط .ولا شك أنه ليس بواجب.
جهاد الدفع : جائز مع وجود محرم فيما كان أبعد من مسافة القصر ، وقد يكون واجبا إن احتيج إليها ولم يكن في الرجال كفاية ، ولا تحتاج لإذن زوجها إذا كان واجبا عليها فيما دون مسافة القصر إن كانت قادرة على القتال.

إذن الوالدين فيهما :
جهاد الطلب : واجب ، إلا أن يكونا غير مسلمين ، وفيه تفصيل
جهاد الدفع : غير معتبر ، ما لم يخف هلاك أحدهما أو كلاهما

إذن ولي الأمر فيهما :
جهاد الطلب : ينبغي ان يكون باذن ولي الامر .
جهاد الدفع : غير معتبر ، وقد يُعد نفاقاً

إذن الزوج فيهما :
جهاد الطلب : شرط
جهاد الدفع : لا يُشترط فيما دون مسافة القصر

وإليك بعض ما قاله العلماء في هذا الشأن :
قال سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله تعالى عن جهاد الدفع :
جهاد الدفع إذا دهم المشركون المسلمين في ديارهم، ونزلوا بهم لم تكن هناك حاجة للاستئذان، هنا دفاع ضروري، إذا استأذنوا الإمام في الجهاد الطلبي، أما الدفاع لو انتظروا لهلكوا « مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ، أَوْ دُونَ دَمِهِ، أَوْ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ »( رواه احمد وابو داود والترمذي وهو صحيح ) فإن أمكن فالحمد لله فإذا بلغ الأمر أشده فلا يمكن، نسأل الله العفو والعافية.
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين فواجب إجماعاً فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان وقد نص على ذلك العلماء أصحابنا وغيرهم فيجب التفريق بين دفع الصائل الظالم الكافر وبين طلبه في بلاده .
وأما أولئك الذين تخلفوا عن جهاد الدفع بحجج واهية وبفهم سقيم قال فيهم ابن القيم رحمه الله تعالى في اعلام الموقعين :
وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ودينه يترك وسنة رسول الله يرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان شيطان أخرس كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين وخيارهم المتحزن المتلمظ ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله بذل وتبذل وجد واجتهد واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون وهو موت القلوب فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل .

هذه أهم بعض الفروق بين جهاد الطلب وجهاد الدفع ، أخلصتها هنا دون ذكر المصادر والمراجع لتكون اسهل على القارئ وحرزاً وسداً للمسلمين من تلبيس الجهلة من المخذلين والمرجفين والمثبطين بدعوى ( كما يزعمون ) أن من يجاهد اليوم هم الخوارج ، فضحكوا على عقولهم وعقول الكثير من المسلمين ..
ومن أراد الاستزادة من هذا الموضوع عليه أن يراجع كتب أهل العلم في فقه الجهاد ففيها الخير ان شاء الله .
فما كان صواباً فمن الله وحده ، وما كان من خطأٍ أو سهوٍ أو تقصيرٍ فمني ومن الشيطان والله ورسوله منهما برءاء .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

الموضوع الأصلي: الفرق بين جهاد الطلب وجهاد الدفع .. رااائع || الكاتب: أعتز بديني || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد

www.ansaaar.com

كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار

المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد

---

hgtvr fdk [ih] hg'gf ,[ih] hg]tu >> vhhhzu