09-07-13, 04:40 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بـاب شهـــر رمضــان
الإحسان في استقبـال رمضـان حسن السبيكي يقول الله تعالى :{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } (البقرة 185). ومن أطيب النفحات الربانية وأشرف مواسم الخير ذات القدر العظيم والفضل العميم ، هذا الضيف الكريم المقبل علينا بكل خير ، شهر رمضان ، الذي يقترن فضله بفضل القرآن العظيم في قوله تعالى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } وكفى بذلك بيانا وتوكيدا لفضل هذا الشهر المبارك . شهر يقول عنه رسول الله مرغبا في حسن الاستعداد له واستقباله واغتنام نفحاته ، بما يليق بربانيته وفضيلته أتاكم رمضان ، شهر مبارك ، فرض الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب الجحيم ، وتغل مردة الشياطين ، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرمه ) (رواه أحمد) . ومن العجيب أن يكون الضيف هو صاحب الاكرام الأعظم لمضيفه. فطوبى لمن أدرك رمضان ورزق صيامه وقيامه وحظي بجوائزه ونال ثوابه العظيم ، ويا حسرة على من أضاع فرصته ، فذلك هو الخسران المبين . وان لشهر رمضان في قلوب المسلمين هيبة وتعظيما ،وذلك من ثمرة الايمان .فاذا وجدت من لا يقدر رمضان ولا يهتم له ولا يحسن استقباله بالتعظيم والتوقير ، فانما ذلك لضعف ايمانه وغفلته وجهله بحكمة تشريع الصيام ونبل مقاصده الدينية والدنيوية والأخروية ، والا فان أهل الايمان واليقين، يتشوقون الى رمضان طول العام، فاذا اقترب استبشروا وشمروا عن ساعد الحزم والعزم راجين من الله تعالى ان يبلغهم اياه ويوفقهم فيه لما يحب ويرضى من الطاعات و القربات وفعل الخيرات، عسى أن ينالوا جوائزه الربانية العظيمة الموعودة . وفي ذلك اقتداء برسول الله وصحابته في كبير اهتمامهم وعظيم هممهم في استقبال الشهر المبارك بكل شوق وعزم واستعداد. بل كان من سلفنا الصالح من يسألون الله تعالى ستة أشهر ان يبلغهم رمضان، فاذا وفقهم لصيامه، كانوا يسألونه ستة أشهر أخرى أن يتقبله منهم ويثيبهم عليه. وما كان يشغلهم شيئ من شهوات الطعام و لا الملاهي التي يعيش عليها الغافلون ليالي رمضان اليوم، بل كانوا يستجيبون لنداء الله تعالى راضين مستبشرين وهو يخاطب المؤمنين بفريضة هي من أركان الاسلام الخمسة التي لا يتم ولا يستقيم بدونها : { يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]. لكن الناس ليسوا سواء أمام رمضان، فهم اليوم على ثلاثة أصناف: صنف أهل الايمان والالتزام، وهم على صلة العبودية والعبادة الدائمة بربهم في سائر الايام ، فاذا جاءهم رمضان ازدادوا به عزيمة في الطاعات وفعل الخيرات، يقضون أيامه بالصيام وأعمال البر والاحسان، ويحيون لياليه بالذكر والقيام .. وصنف المسلمين بغير التزام، وهم المتقاعسون عن العبادات والقربات، قد لايصلون ولا يصومون في سائر الايام، لكنهم يقبلون على الله خلال شهر رمضان بالصلاة والصيام وغيرهما، ثم يتراجعون بانتهائه الى سالف عاداتهم ،فيعطون لله شهرا واحدا، ولأهوائهم أحد عشر شهرا. ونحن نرجو لهم من الله تعالى توبة نصوحا وصلة دائمة بربهم... وصنف الجاحدين المعرضين الذين لا يعرفون لله وقارا ولا ركوعا ولا سجودا ، يحقدون على الاسلام وأهل الايمان، و ينعتونهم بنعوت التخلف والظلامية والارهاب، وهؤلاء لايعنيهم رمضان الا باعتباره شهر تضييق على حياتهم اللاهية الفاجرة. ومع مقدم رمضان الفضيل، مصحوبا بالقدر العظيم والفضل العميم، يجدر بالمؤمنين الراجين عفو الله تعالى ورحمته ورضوانه، أن يحسنوا الاعداد له والاستقبال، بما يليق بربانيته وقدره، ويتناسب مع شديد الافتقار الى مواهبه الربانية. فهل يليق بالمؤمنين اعتباره كغيره من الشهور، يأتي ويمضي بغير عناية ولا حفاوة ؟. أم يعقل استقباله بالتنافس في إعداد الموائد الفاخرة اسرافا وتبذيرا، واعداد البرامج الترفيهية المناقضة لحكمته ومقاصده وفضيلته، كالسهرات الغنائية والافلام والمسلسلات العابثة اللاهية الملهية، ومجالس المقاهي التي تقتل الليالي الفاضلة في اللغو وموبقات الغيبة والنميمة والتندر بأعراض الناس واسرارهم، أو السهر على لعب الورق وادمان المواقع الالكترونية المنكرة ؟ أو اعتبار رمضان موسماً للكسل والخمول، والنوم والبطالة، وغير ذلك مما يصرف الاهتمام والهمم لغير اغتنام الشهر الفضيل ونيل ثوابه العظيم ؟؟. بل يجدر بنا احسان الاعداد والاستقبال لرمضان بكل جدية وعناية وحفاوة تدل على تقدير قدره وتعظيم شعائر الله فيه والاجتهاد في نيل ثوابه وجوائزه، وتمثل دروسه الايمانية التربوية قلبا وعقلا وسلوكا، اذ هو مدرسة ربانية ودورة تدريبية تكوينية في رحاب الايمان والتقوى والاستقامة. وهو شهر الطمأنينة ومحاسبة النفس، وإيقاظ الضمير، والتخلص من النزعات الذاتية، والملذات الآنية، والعادات الدنية. وهو منهل لتغذية النفوس بمزيد من طاقات الهمة والحزم والعزم في الطاعات والقربات وفعل الخيرات. فما أحوجنا إلى كل ذلك في زمن ضعف فيه الإيمان وفسد الكثير من القيم والأخلاق وقست القلوب وزاد القلق وكثرت الهواجس وضعف اليقين بما عند الله وما أعده لعباده. فكيف نستقبل رمضان الابرك ونحسن له الاعداد والاستعداد :؟ ـ نستقبل رمضان، أولا، بما يستقبل به المؤمنون الصادقون شعائر دين الله راضين مستبشرين بما شرع، مقبلين عليه سمعا وطاعة، غير ضجرين ولا متأففين،كما هو مقتضى العبودية الخالصة لله تعالى، استجابة لندائه سبحانه:﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ } (الانفال 24). فمن ذا الذي لا يستبشر بمقدم شهر التقوى والايمان والرحمة الغفران، الا أن يكون شقيا محروما ؟. ـ ونستقبل رمضان الكريم، ثانيا، بالتوبة النصوح من كل ما أسرفنا فيه على أنفسنا من المعاصي والمنكرات وسيء العادات، فان الصيام لا يقبل ممن لا يعرف لله وقارا ولا خشية ومهابة ورجاء، ولا ينقطع عن المناكر والكبائر. فالله تعالى يقول :{ انما يَتقبٌل اللهُ من المتقين } ورسول الله يحذر من نقائض الصيام والقيام التي لا ينال الصائم القائم معها أجرا ولا ثوابا، فقال: ( رب قائم حظه من قيامه السهر، ورب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ) (أحمد). فشهر رمضان موسم التزكية، بالتخلية من أذران الآثام وسيئ الاخلاق، والحليه بفضائل الايمان والتقوى وكريم الخصال { لعلكم تتقون }. ـ ونستقبل رمضان ثالثا باخلاص النية لله تعالى عزما على صيامه ابتغاء وجهه الكريم وارضاء له سبحانه وتعالى بصالح الاعمال ، (فانما الأعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى ) . فانما يكون القبول وعظم الجزاء على قدر الصدق والاخلاص دون شرك ولا رياء { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً } (الكهف:110). وهنا يجدر بالمسلم ان يراقب نيته ويحدد هدفه من رمضان حتى لا تزيغ به النفس وأهواؤها عن مقاصد الموسم الرباني وفضله . فليس الصوم تلبية للعادات ولا للتوصيات الطبية ولا لمشاركة الناس في أجوائه ولا لشيء غير ذلك سوى الاقبال على الله تعالى بالسمع والطاعة والخشية والرجاء ( ايمانا واحتسابا ). ـ ونستعد لرمضان ونستقبله بالتفقه في أحكام الصيام ومقاصده وفضائله ، من الاركان والشروط والسنن والآداب والمندوبات والمستحبات والمكروهات، لمعرفة ما يصح به وما يفسده أو يبطله، وذلك واجب، لأن الله لا يعبد بجهل.{ فاسألوا أهلَ الذكر ان كنتم لا تعلمون } . فمن الناس من يفسد عليهم الجهل صيامهم من حيث لا يشعرون، فيتساهلون في منكرات اللغو والرفث والغيبة والنميمة والفحش والزور والظلم وأكل أموال الناس بالباطل، ولا يتقونها ، ولا يعلمون أو يفقهون قول النبي الكريم: (.. والصومُ جُنَّةٌ فإِذا كان يومُ صومِ أحدِكم فَلاَ يرفُثْ ولا يفسق ولا يصْخَبْ، فإِنْ سابَّهُ أَحدٌ أو قَاتله فَليقُلْ إِني صائِمٌ..) (الشيخان). وقوله: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ). (أخرجه أحمد). وفي مقابل ذلك يشدد آخرون على أنفسهم باتقاء ما لا يفسد الصيام ، كالغبار والقطرة في العين أو الأذن والعلاجات الجسمانية الخارجية والحقنة والحناء وقص الاظافر وغيرها، ولو تفقهوا لما جلبوا على أنفسهم المشقة والتشديد والحرج خلافا ليسر الدين وسماحته. ـ كما ينبغي استقبال رمضان بالتفقه في فضائل الصيام ومختلف اعمال الطاعات والقربات المسنونة في رمضان ، كنوافل القيام والذكر وتلاوة القرأن والكرم والاحسان ، فذلك مما يحرك الهمم والعزائم طمعا ورجاء في فضل الله العظيم ووعده الحسن وهو سبحانه الذي خص الصوم بجزاء استأثر به دون سائر اعمال الطاعات ، لما يمتاز به من الاخلاص ، كما في الحديث القدسي ( قَالَ اللَّهُ تعالى: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ..) (متفق عليه).وحسبنا من الفضل العظيم والثواب العميم ما في هذه الأحاديث النبوية من البشارات الواعدة للصائمين القائمين خلال رمضان : (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) و ( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) و (مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ ) وكلها احاديث في صحيح الشيخين . ـ ويحسن بنا أيضا ان نستقبل هذا الشهر الكريم على ثقة ويقين بأن المستقبل للإسلام وأن سعادة البشرية كلها في الدنيا والأخرة هي بهذا الدين ما دمنا به متمسكين وبشريعته عاملين ، متحلين بصبغته الربانية شعورا وسلوكاً وأخلاقاً ومعاملة وحكماً { صبغةَ الله ، ومن أحسن من الله صبغة }.. حتى تتحقق القدوة الكاملة ويعلم الناس علم اليقين أننا خير أمة أخرجت للناس كما قال تعالى { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ) [آل عمران : 110). تلك مجموعة من التوصيات فيما يجدر بالمسلم الراغب في اغتنام فضل رمضان وثوابه ، أن يتحلى به استبشارا بامر الله تعالى الذي فرض صيامه ، واحتفاء بفضيلة هذا الشهر المبارك القادم علينا بكل خير للدنيا والاخرة ، وهو شهر الصيام والقيام والقرآن والذكر والاحسان . فطوبى لمن أحسن له الاستعداد والاعداد والاستقبال ، بما يرضي المولى تعالى، ويقوى صلته به خوفا ورجاء ، عبودية وعبادة ، يبتغي منه الرضا والرضوان والرحمة والغفران . ويا شقاء من ضيع فرصة رمضان وحرم نفسه من نفحاته الربانية، وفوت عليها فرصة التوبة والانابة واعتنام أجره وثوابه العظيم ، مشدودا بجهله وجهالته وغفلته الى أهواء نفسه اللاهية في دنيا فانية . { هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا انما هو اله واحد وليذكر أولو الألباب } الخطبــة الثانيـــة يقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } يونس57ـ 58 كذلك فضل الله تعالى بهذا الدين كله على الأمة الاسلامية ، آتاها به كل خير لدنياها وآخرتها . واذا كان القرآن الكريم منة عظمى من الله تعالى بكونه موعظة وشفاء للصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ، فان كل تشريعاته تحمل كذلك تلك المنن والمقاصد النبيلة، في العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات . وما تنص عليه الآيتان الكريمتان في فضل القرآن الكريم ، ينطبق أيضا على مقاصد شهر رمضان وفضائله ، وهو لاشك موعظة وشفاء وهدى ورحمة ، لمن أقبل عليه ايمانا واحتسابا . ذلك فضل الله العظيم الذي يحسن ويجدر بالمؤمنين أن يفرحوا به ويستبشروا ، وهم مقبلون على رحاب الجنان مفتحة الأبواب لمن يرجو الجزاء والثواب والعتق من النار{ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ }، وكيف لا يفرحون وهم يرجون ما وعد به النبي الكريم من فضائل رمضان فقال إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ ) (رواه الشيخان) . فهل يليق بالمؤمنين العقلاء أن يضيعوا هذا المغنم العظيم . ففي الحديث النبوي ، أن رسول الله صعد المنبر يوما وهو يردد " آميـن " فلما استفسره الصحابة قال أتاني جبريل فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت : آمين، ومن ذكرتَ عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين ) (الطبرانب والبيهقي وغيرهما). يقول الحسن البصري :" ان الله تعالى جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته الى مرضاته، فسبق قوم ففازوا ، وتخلف قوم فخابوا . فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ، ويخسر فيه المبطلون ". فأين المشتاقون إلى الجنان وأين المشمرون لها بعزائم الطاعات والقربات ، متأسين برسول الله وصحابته والتابعين الذين كانوا عند عهد الله تعالى بالايمان والتقوى وصالح الأعمال ، وكان الله لهم عند وعده بالرضا والرضوان والتمكين والعزة . وقد كان شهر رمضان لديهم قرين الحماس الشديد بالمنافسة في الطاعات، مسابقين ومسارعين الى نعيم الجنات، تلبية لنداء الرب الكريم : { سَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ } (آل عمران:133ـ 136) فاللهم بلغنا رمضان وسلمنا الى رمضان وسلم رمضان لنا وتسلمه منا خالصا متقبلا يا أرحم الراحمين . الموضوع الأصلي: الإحسان في استقبـال رمضـان || الكاتب: جارة المصطفى || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد hgYpshk td hsjrfJhg vlqJhk
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1 : | |
الشـــامـــــخ |
|
|