العودة   شبكــة أنصــار آل محمــد > قســم الموسوعة الثقافية > البيــت العـــام

البيــت العـــام للمواضيع التي ليس لها قسم محدد

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-08-13, 03:28 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
تــقــى
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 10625
المشاركات: 259 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سنية ولله الحمد والمنه
بمعدل : 0.06 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 12
نقاط التقييم: 69
تــقــى سيصبح متميزا في وقت قريب

الإتصالات
الحالة:
تــقــى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : البيــت العـــام





_لا يستوي الخبيث والطيب_

الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوًا أحد ، أحمده سبحانه ، خلق الجنة دارًا طيبة وجعلها للطيبين ، وخلق النار دارًا خبيثة وجعلها للخبيثين . فالحمد لله على حكمته ، وعلى عدله ، والحمد لله على فضله وبِرِّه وإحسانه بأوليائه ، فهو المحمود على كل حال ، وهو المحمود الذي بنعمته تتم الصالحات .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله ، نشهد أنه بلَّغ الرسالة ، وأدَّى الأمانة ، ونصح الأمة وتركنا بعده على بيضاء نقية لا يزيغ عنها إلا هالك ، تركنا وقد أوضح لنا كل خير ، وقد نهانا عن أصول الشر ، فله – عليه الصلاة والسلام – منا الدعاء والصلاة عليه أول النهار وآخره . اللهم صلِّ عليه كَفَاء ما أرشد ، وعلَّم وجاهد ، اللهم صلِّ وسلم عليه ما تتابع الليل والنهار ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد كلما صلى عليه المصلون ، وغفل عن الصلاة عليه الغافلون .

أما بعد :
فيا أيها المؤمنون ، اتقوا الله حق التقوى ، واعلموا – رحمني الله وإياكم – أن الله – جل وعلا – طيِّب لا يقبل إلا طيبًا ، طيِّب يُحب الطيبين ، طيِّب خلق الجنة وجعلها دارًا طيبة وجعلها مأوى للطيبين ، طيب – جل وعلا – يحب الطيب من الأقوال ، ويحب الطيب من الأفعال ، ويحب الطيب من الكسب ، ويحب الطيب من التصرفات . ويكره – جل وعلا – الخبيث من الأشخاص ، ومن الأحوال ، ومن الأقوال ، والأعمال والأموال .

قال عليه الصلاة والسلام : « أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا »[1]، وقال جل وعلا : ﴿ يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [ المؤمنون : 51 ] وقال – جل وعلا – أيضا في سورة المائدة : ﴿ قُل لاَّ يَسْتَوِي الخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [ المائدة : 100 ] .

في هذه الآيات يُبيِّن الله – جل وعلا – أن الخبيث لا يستوي مع الطيب ، وأنه سبحانه يُحِب الطيب ويحب الطيبين ، وأمر رسله – صلوات الله عليهم – أن يعملوا صالحًا ، وأن يأكلوا من الطيبات . فالخبيث ولو علا مناره ، ولو ظهر فإنه لا يساوي الطيب ، ولا يوزن بالطيب ، ولو كان الطيب قليلاً مستخفيًا ، فإن الطيب يُحبه من بَرَأ السموات والأرض ، وإن الخبيث يكرهه من برأ السموات والأرض .
فقد قال لنا جل وعلا : ﴿ قُل لاَّ يَسْتَوِي الخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ﴾ الخبيث ولو كثر فإنه لا يساوي الطيب . ويكون الخبث في أشياء : يكون في الأقوال ، ويكون في الأعمال ، ويكون أيضا في اعتقادات القلوب ، ويكون الخبث أيضا في المكاسب ، ويكون الخبث في التصرفات .

الاعتقاد الطيب والاعتقاد الخبيث :
وفي مقابل ذلك تكون العقائد طيبة ، وتكون الأقوال طيبة ، وتكون الأعمال طيبة ، وتكون المكاسب طيبة ، فإنه لو أَعْجَب المعجبين كَثْرَةُ الاعتقاد الخبيث ، وظهور بعض أهله ، فإنه لا يساوي الاعتقاد الطيب ، وطِيب رِفْعة أهله ؛ لأن الله – جل وعلا – معهم .

وقد قال عليه الصلاة والسلام : « لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِى أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ »[2] .

فالاعتقاد الطيِّب في الله – جل وعلا – بأنه – سبحانه – هو الواحد الأحد في ربوبيته ، وهو المستحق أن تتوجه القلوب إليه بالرغبة والرهبة ، وأن تتوجه الألسنة إليه بالدعاء والاستغاثة وبطلب ما عنده . وأن يكون اعتقاد المرء بالله أنه – جل وعلا – ذو الأسماء الحسنى الكاملة ، وذو الصفات العلا ، ويتعبد الله – جل وعلا – بأسمائه وصفاته ، بالتذلل له بأسمائه وصفاته ، ومعرفته جل وعلا .

فإن من كانت هذه حاله ، طابت عقيدته وطاب قلبه ، ولا يصدر عن الطيب إلا طيبًا ؛ لأن تصرفاته إذًا ستكون لله ؛ ولأن قوله سيكون لله ؛ ولأن محبته ستكون محبة عبادة لله جل وعلا ؛ لأنه سبحانه طيب لا يقبل إلا طيبا .

وكذلك أيها المؤمنون ، الخبيث من الاعتقادات ، فإنه خبيث ، ومأوى أهله إن لم يتوبوا إلى الله – جل وعلا – الدارُ الخبيثة ، إما أبدًا ، وإما حِينًا بحسب حالهم من الكفر والبدعة . فإن الله – جل وعلا – جعل من اعتقد فيه غير الحق ، خبيثا خَبُث قلبه ، ولو كَثُرت جموعهم ، فإنهم خبثاء ؛ لأنهم ليسوا على الحق .

فمن اعتقد في أسماء الله ، وفي صفاته ، أنها كأسماء وصفات المخلوق فقد خُبث اعتقاده ، ومن عطَّل الرحمن – جل وعلا – عن أن يكون له الأسماء الحسنى على ما دل عليه ظاهرها ، فقد خبث اعتقاده ، وكذلك من عطَّله عن الاتصاف بصفاته ، وتأوَّل ما ورد في ذلك وأخرجه عن ظاهره فقد خَبُث اعتقاده ، ويكون مُبتدِعًا بذلك ؛ لأنه خالف ما أمر به النبي يستوي الخبيث والطيب ، وما وَصَف به ربَّه ، بل ترك ما وَصَف به الجبارُ – جل وعلا – نفسه العالية .

كذلك من توجَّه لغير الله بالعبادة ، بأن يتوجه إلى ولي صالح ، أو توجه إلى نبي فسأله أشياء ودعاه ، والنبي يستوي الخبيث والطيب يقول : « إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ »[3] ، والله – جل وعلا – يقول : ﴿ وَأَنَّ المَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ [ الجن : 18 ] .

فمن دعا غير الله ، فنعلم أنه خبيث خَبُث اعتقاده ، حيث جعل لله شريكًا في الدعاء والمسألة ، والله سبحانه واحد ، والذي يجيب الدعاء هو الواحد الأحد فمن توجه لغير الله بأي نوع من أنواع العبادة والدعاء والسؤال فإنه مشرك ، خبث اعتقاده ، وخبث حينئذ قوله ، وخبث حينئذ عمله .

وكذلك من لم يتوكل على الله سبحانه ، بل جعل الأسباب هي التي تحكم العباد ، وأنه إذا عمل عملاً فإنه بجده ونشاطه سيحصل له كسبه ، وسيحصل له نجاحه ، وسواء كان ذلك في الأفراد أو في المجتمعات ، فإن هذا اعتقاد خبيث ؛ لأن الله – جل وعلا – هو ولي النعمة ، وهو الذي على كل شيء قدير : ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا ﴾ [ الكهف : 45 ] .

والله – سبحانه وتعالى – يحب المتوكلين عليه ، وعلَّمنا – جل وعلا – أن الأسباب لا تنفع إلا بإذنه ، فحينئذ صاحب الاعتقاد الخبيث يتكل على الأسباب ، وصاحب الاعتقاد الطيب الذي طاب اعتقاده في الله يأخذ بالأسباب ، ثم يفوِّض أمر الانتفاع بالأسباب إلى الواحد الأحد الذي بيده ملكوت كل شيء .

القول الطيب والقول الخبيث
أيها المؤمنون ، كذلك تنقسم الأقوال إلى : خبيث وطيب . فالذي خبثت أقواله ، ولو كثرت فإنه مكروه عند لله – جل وعلا – مُبغَّض لديه . وكذلك يكرهه عباد الله المؤمنون ؛ لأنه إذا نطق نطق بغير الحق ، وإذا تكلم كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا تكلم تكلم بالنميمة ، أو تكلم بالغِيبة ، فلسانه ينطق بأنواع من الخبث لا يرعى ولا يذكر مقامه بين يدي الله جل وعلا ، بل يتساهل في الأقوال ولا يهمه أن يكون لسانه خبيثًا .
فهذا من الخبثاء الذين إن لم يغفر الله لهم ، أو لم يتوبوا فإنهم معرضون لعذاب الله جل وعلا ، ولتطهيرهم في الدار الآخرة حتى يكونوا طيبين .
وهذا أمر صعب شديد ، فهل يستوي هذا الذي خَبُث لسانه ، مع ذاك الذي طاب لسانه ، فإذا تكلم تكلَّم بذكر الله ، أو إذا نطق نطق بالعلم والحق ، وإذا تكلَّم صدق ، وإذا وعد وفَّى ، وإذا تكلم فإنه يحمي نفسه ، ويحمي عِرْض المؤمنين من أن يُنَالوا بسوء ، هذا الذي طاب قوله ، وهذا هو الذي يحبه الله جل وعلا : ﴿ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ﴾ [ الإسراء : 53 ]،
وثبت عنه – عليه الصلاة والسلام – أنه قال لمعاذ : « ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ »[4].

فلا يستوي من طاب لسانه وقوله ومن خبث لسانه وقوله ، فترى خبيث اللسان واقعًا بلسانه في أنواع من المحرمات فصار خبيثا ، يتعرض للمحرمات بلسانه ، وربما وقع من جرَّاء كلامه في أنواع من الفساد ، وأنواع من صد الناس عن الحق ، وأنواع من إبعاد الناس عن طريق الله جل وعلا ، وأنواع ما يقال في أي مجال من المجالات ﴿ لاَّ يَسْتَوِي الخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الخَبِيثِ﴾ .

وإذا تكلم أهل الحق بكلام طيب فإنه ولو كان ميدانه في الأرض قليلاً فإنه الطيب ، الذي يُحبه الله جل وعلا ، ولا يستوي والخبيث وإن كثر أهل الخبيث ﴿ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الخَبِيثِ﴾ ؛ لأن الخبيث خبيث وإن العاقبة للطيبين .

العمل الطيب والعمل الخبيث :
كذلك أيها المؤمنون في الأعمال ، لا تستوي الأعمال الطيبة والأعمال الخبيثة ، فإن الأعمال الطيبة الصادرة من أهل الإيمان ، أفرادًا كانوا أو مجتمعات طيبة يحبها الله جل وعلا .

فترى أهل الإيمان يسعون في الطيبات بأعمالهم ، فجوارحهم في طاعة الله ، في صلاة أو في سَعْي إلى مرضاة الله ، أو يتحركون في صلة أرحام ، أو في أمر بمعروف ، أو نهي عن المنكر ، أو في كسب معاش يؤجرون عليه ، أو في نحو ذلك من الأعمال الطيبة ، فإنهم يعملون بالطيب ، ويتقربون إلى الله جل وعلا : ﴿ يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾ [ المؤمنون : 51 ] .

والعمل الطيِّب هو العمل الصالح ، في أي ميدان من ميادين الحياة ، في التكافل الاجتماعي ، في السعي في حاجة المسكين الضعيف والأرملة ، وفي الأعمال الخيرة العامة للأمة ، هذه كلها أعمال طيبة يُحبها الله جل وعلا .

وفي مقابل ذلك الأعمال الخبيثة ، التي لا تصدر إلا عن قلب خبيث ، كالذين يسعون في إشاعة الفاحشة ، كالذين إذا تكلموا تكلموا في تفريق المؤمنين ، كالذين إذا عَمِلوا عملوا في تفريق المؤمنين والوقيعة بينهم ، ولم يتقوا الله في إصلاح ذات البين ، وفي جَمْع الكلمة ، وكالذين يسعون بأعمالهم في أنواع المحرمات ، فإن هؤلاء وإن كَثُرت أعمالهم وظنها الناس حسنة ، فإنها خبيثة ، ولا يستوي الخبيث والطيب ولو كثر الخبيث ، كما قال لنا جل وعلا : ﴿ قُل لاَّ يَسْتَوِي الخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ .


الكسب الطيب والكسب الخبيث :
كذلك أيها المؤمنون في أنواع المكاسب ، لا يستوي الكسب الطيب والكسب الخبيث ، فدِرْهَمٌ من حلال خير وأكثر بركة وأعظم فائدة وأنجى بين يدي الله من مئات الألوف أو من الملايين من كسب خبيث محرم ، من رِبًّا أو من رِشْوة أو من غش أو من خيانة ، أو من أنواع المكاسب المحرمة .

فالذي نبت جسمه من حرام أو من سحت فالنار أولى به [5] ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : « الرَّجُل يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ، يَا رَبِّ ، يَا رَبِّ ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟ »[6] .

وقد جاء في بعض الآثار الإلهية أن موسى – يستوي الخبيث والطيب – قال لربه جل وعلا : « يَا رَبِّ دَعَاكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فَلَمْ تَسْتَجِبْ لَهُمْ » فقال الله – جل وعلا – لموسى : « يَا مُوسَى لَقَدْ مَدُّوا إِلَيَّ أَيْدِيًا سَفَكُوا بِهَا الدَّمَ الْحَرَامَ ، وَأَكَلُوا بِهَا الْحَرَامَ ، وَعَمِلُوا بِهَا الْحَرَامَ ، فَأَنَّى أَسْتَجِيبُ لَهُمْ » .

فهذا يُبيِّن لك أن الله – جل وعلا – لا يستجيب إلا للطيبين ، وأن تَخَلُّصَ العبد من الخبث في أقواله وأعماله ومكاسبه فرض ، وأن على العباد أن يسعوا إلى أن تكون أجسامهم وأجسام أولادهم وأهليهم طيبة ، حتى إذا دعوا أُجِيب لهم ، وحتى إذا سألوا الله – جل وعلا – أعطاهم .

أسأل الله الكريم من فضله وكرمه ، وأسأله سبحانه أن يهيئ لنا من أمرنا رشدًا ، وأن يجعلنا من عباده الذين إذا قالوا طابت أقوالهم ، وإذا عملوا طابت أعمالهم ، وإذا كسبوا طابت مكاسبهم . اللهم نسألك أن تجعلنا من الذين رضيت عنهم ، فجعلتهم طيبين ، وآويتهم إلى الدار الطيبة يا أكرم الأكرمين . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ﴿ يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ [ المؤمنون : 51 ] .

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ، ولسائر المؤمنين من كل ذنب فاستغفروه حقا ، وتوبوا إليه صدقًا إنه هو الغفور الرحيم .



الخطبة الثانية



الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله ، هو الداعي إلى رضوان الله صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد :
فإن أحسن الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هَدْي محمد بن عبد الله ، وشر الأمور محدثاتها ،وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ، وعليكم بلزوم التقوى في سرِّكم وعلانيتكم ، فعظِّموا الله واتقوه ، فإنه سبحانه عليم بأحوالكم ، ناظِر إليكم ، ثم يجازيكم على أعمالكم ، إن خيرًا فخير ، وإن شرًا فشر . اللهم إنا أسألك أن تجعلنا ممن راقبك واتقاك حق تقاتك يا أكرم الأكرمين .

عباد الله إن الله جل وعلا ، أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه ، وثنَّى بملائكته ، ليدلكم على عِظَم أمره ، فقال جل وعلا : ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [ الأحزاب : 56 ] . اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر ، وارض اللهم عن الأربعة الخلفـاءالأئمة الحنفاء الذين قضوا بالحق ، وكانوا به يعدلون ، وعن سائر الصَّحْب والآل ، ومن تَبِعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بعفوك ورحمتك يا أرحم الراحمين .

اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، واحمِ حَوْزة الدين ، وانصر عبادك الموحدين ، اللهم انصر عبادك الذين يقاتلون في سبيلك ، اللهم انصر عبادك الذين يقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا يا أرحم الراحمين ، اللهم قَوِّهم ، اللهم قَوِّهم وأمددهم بمدد من عندك ، وكن لهم ، وكن على أعدائهم يا أرحم الراحمين .

اللهم آمنا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا ، وولاة أمورنا ، ودُلَّهم اللهم على الرشاد ، وباعد بينهم وبين سُبُل أهل البغي والفساد ، يا أرحم الراحمين . اللهم واجعلنا وإياهم من المتعاونين على البر والتقوى يا أكرم الأكرمين .

اللهم إنا نسألك أن ترفع عن هذه الديار ، وعن جميع ديار المسلمين الربا والزنا وأسبابهما ، وأن تدفع عنا الزلازل ، والمحن ، يا أكرم الأكرمين ، يا من يُجير ولا يُجَار عليه ، نسألك أن تجيرنا من الخزي في الدنيا ، ومن العذاب والخزي في الآخرة ، فأجب اللهم واغفر جَمًّا .

عباد الرحمن إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، فاذكروا الله بألسنتكم وبأعمالكم يذكركم ، واشكروه على النعم يزدكم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .



[1] مسلم ( 2/703 ، رقم 1015 ) .
[2] أخرجه البخاري ( 6/2667 ، رقم 6881 ) ، ومسلم ( 3/1523 ، رقم 1921 ) .
[3] أخرجه أحمد ( 1/293 ، رقم 2669 ) ، والترمذي ( 4/667 ، رقم 2516 ) وقال : حسن صحيح . وصححه الألباني في ظلال الجنة 315 .
[4] أخرجه : أحمد ( 5/231 ، رقم 22069 ) ، والترمذى ( 5/11 ، رقم 2616 ) ، وقال : حسن صحيح . وابن ماجه ( 2/1314 ، رقم 3973 ) .
[5] في الباب حديث أخرجه الحاكم ( 4/141 ، رقم 7164 ) والبيهقى فى شعب الإيمان ( 5/56 ، رقم 5759 ، 5760 ) . وأبو نعيم ( 1/31 ) وابن قانع ( 2/61 ) ، وابن جرير ( 6/241 ) . وأخرج الحاكم في المستدرك : « إِنَّ اللَّهَ أَبَى عَلَيَّ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ لَحْمًا نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ » . أخرجه الحاكم ( 4/141 ، رقم 7162 ) وقال : صحيح الإسناد . والخطيب ( 12/109 ) .
[6] أخرجه مسلم : ( 2/703 ، رقم 1015 ) .

المصدر : موقع الشيخ صالح آل الشيخ


كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





gh dsj,d hgofde ,hg'df










عرض البوم صور تــقــى   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 07:37 PM

أقسام المنتدى

قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج | بيت الكتاب والسنة | قســم موسوعة الصوتيات والمرئيات والبرامج | بيت الشكـاوي والإقتراحــات | بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة | قســم الموسوعـة الحواريـة | بيت الحــوار العقـائــدي | بيت الطـب البـديـل وطـب العـائلـة | بيت الأسـرة السعيــدة | قســم الدعم الخاص لقناة وصــال | بيت شبهات وردود | بيت التـاريـخ الإسلامي | بيت المهتدون إلى الإسلام ومنهج الحق | قســم موسوعة الأسرة المسلمـــة | وحــدة الرصــد والمتـابعــة | بيت الصوتيـات والمرئيـات العــام | بيت الصــــور | بيت الأرشيــف والمواضيــع المكــررة | بيت الترحيب بالأعضاء الجدد والمناسبات | بيت الجـوال والحـاسـب والبـرامـج المعـربـة | بيت المكتبـة الإسلاميـة | بيت الأحبـة فــي اللــه الطاقــم الإشـرافــي | بيت موسوعة طالب العلم | قســم الموسوعة الثقافية | البيــت العـــام | قســم دليل وتوثيق | بيت وثائق وبراهين | بيت القصـص والعبـــــــر | بيت الإدارة | بيت الصوتيـات والمرئيـات الخــاص | بيت المعتقد الإسماعيلي الباطني | بيت مختارات من غرف البالتوك لأهل السنة والجماعة | بيت الأحبـة فــي اللــه المراقبيـــــــن | بيت أهل السنه في إيران وفضح النشاط الصفوي | بيت المحــذوفــات | بيت ســؤال وجــواب | بيت أحداث العالم الإسلامي والحوار السياسـي | بيت فـرق وأديـان | باب علــم الحــديـث وشرحــه | بيت الحـــوار الحــــــــّر | وصــال للتواصل | بيت الشعـــر وأصنافـــه | باب أبـداعـات أعضـاء أنصـار الشعـريـة | باب المطبــخ | بيت الداعيـــات | بيت لمســــــــــــات | بيت الفـلاش وعـالـم التصميــم | قســم التـواصـي والتـواصـل | قســم الطــاقــــــــم الإداري | العضويات | بـاب الحــــج | بيـت المــواســم | بـاب التعليمـي | أخبــار قناة وصــال المعتمدة | بيت فـريـق الإنتـاج الإعـلامـي | بيت الـلـغـة العــربـيـة | مطبخ عمل شامل يخص سورية الحبيبة | باب تصاميم من إبداع أعضاء أنصـار آل محمد | بـاب البـرودكــاسـت | بيت تفسير وتعبير الرؤى والأحلام | ســؤال وجــواب بمــا يخــص شبهات الحديث وأهله | كلية اللغة العربية | باب نصح الإسماعيلية | باب غرفـة أبنـاء عائشـة أنصـار آل محمـد | بـيــت المـؤسـســيـــن | بـاب السيـرة النبـويـة | بـاب شهـــر رمضــان | تـراجــم علمـائـنـا |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant