09-10-13, 04:05 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بـاب الحــــج
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى في محكم كتابه: { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ.. } ( البقرة:196 ). نزلت هذه الآية - كما ذكر المفسرون - في الحديْبيَّة سنة ست للهجرة، حين صدَّ المشركون المسلمين عن بيت الله الحرام، ولم يكن الحج قد فُرض بعد، فالمقصود من الكلام في الآية العمرة، وذُكِر الحج تبشيراً للمؤمنين بأنهم سيتمكنون من الحج فيما بعد، وهذا من معجزات القرآن . وقد بسط المفسرون القول في المقصود من الآية بما لا مطمح للخوض فيه في مقالنا، وحسبنا - في هذا المقام - أن نقف عند خلاصة ما ذكروه فنقول: اتفق أهل التفسير على أن الشروع في الحج والعمرة ملزم؛ بمعنى أنه إذا شرع الحاج أو المعتمر في أعمال أحد النسكين فيتعين عليه إتمامه. ثم افترق المفسرون في المقصود بقوله تعالى: { وأتموا } على أقوال حاصلها: الأول: أن المقصود بإتمام الحج والعمرة، إتمامهما بعد الشروع فيهما، والدخول في أعمالهما، وهذا قول ابن عباس . الثاني: أن المقصود بذلك أن يحرم الحاج أو المتعمر من بيته، لا يريد إلا الحج والعمرة دون غيرهما من الأعمال الدنيوية، وهذا قول علي وبعض الصحابة وقول سعيد بن جبير وغيره من التابعين. الثالث: أن معنى إتمامهما ، إنشاؤهما جميعاً من الميقات، وهو قول مكحول. الرابع: إتمامهما يكون بإفراد كل واحد منهما عن الآخر، فعن عمر في قوله الله: { وأتموا الحج } قال: " من تمامهما أن تُفرد كل واحدٍ منهما عن الآخر، وأن تعتمر في غير أشهر الحج " رواه عبد الرزاق. وقد صوَّب الإمام الطبري في "تفسيره" من هذه الأقوال قول من قال: المراد بالإتمام إتمام أعمال الحج والعمرة بعد الدخول فيهما، والقيام بهما على الوجه الذي شُرعا عليه . واختلف أهل العلم في حكم العمرة، هل هي واجبة أم سنة؛ فذهب الحنفية والمالكية إلى أنها سنة، وهذا هو مذهب جابر بن عبد الله وابن مسعود من الصحابة، والنخعي من التابعين. ولم ير أصحاب هذا القول حجة في الآية على القول بوجوب الحج أو العمرة، بل رأوا أن دلالتها قاصرة على وجوب إتمامهما لمن أحرم بهما، وقالوا: إن دليل وجوب الحج وحكم العمرة ليس مستفادًا من هذه الآية، وإنما من أدلة أخرى، كقوله تعالى: { ولله على الناس حج البيت } ( آل عمران:97 ) وقال مالك: العمرة سنة، ولا نعلم أحداً أرخص في تركها. وذهب الشافعية والحنابلة إلى القول بوجوب العمرة كالحج، وهو قول عمر وابن عمر وبعض الصحابة ، وقول عطاء ومجاهد والحسن من التابعين، وحملوا الأمر بالإتمام في قوله تعالى: { وأتموا } على معنى وجوب فعل هذين النسكين . ثم في قوله تعالى: { لله } بعد الأمر بالإتمام ما يشير إلى أن المقصود من أداء هذين النسكين، وجه الله فحسب، وأنه لا ينبغي لمن يقوم بهما أن يقصد غير ذلك من متاع الدنيا. وبناء على ما تقرر يكون معنى قوله تعالى: { وأتموا الحج والعمرة } أي: أتموا أيها المؤمنون الحج والعمرة لله بعد شروعكم ودخولكم فيهما، و إيجابكم هذين النسكين على أنفسكم، على الوجه الذي أمر الله به . وما نفهمه من هذه الآية ويعنينا منها أمرين: الأول: أهمية إتمام الأعمال بعد الدخول والشروع فيها، يؤيد هذا قوله تعالى: { ولا تبطلوا أعمالكم } ويُستأنس لذلك بقول عائشة: ( وكان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه ) رواه مسلم . الثاني: وهو الأهم، إخلاص النية لله في أعمال العبد، وإخلاص الأعمال أحد ركني صحة الأعمال وقبولها عند الله سبحانه، وفي الأثر عن عمر أنه كان يدعو فيقول: ( اللهم اجعل عملي كله صالحًا، واجعله لوجهك خالصاً، ولا تجعل لأحد فيه شيئاً ) . نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في الأقوال والأفعال، وأن يوفقنا لصواب العمل وصالحه، والحمد لله رب العالمين . الموضوع الأصلي: { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ.. } || الكاتب: تــقــى || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد V ,QHQjAl~E,h hgXpQ[~Q ,QhgXuElXvQmQ gAg~QiA>> C
|
||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|