شبهة بهيمية المرأة في الإسلام و الرد عليها

**أبو عائشة السوري** · 03-11-13, 12:35 PM

شبهة بهيمية المرأة في الإسلام و الرد عليها

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن نبينا محمداً صلى الله عليه و سلم عبده و رسوله

{ يا أيها الناس اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون}

{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالاً كثيراً و نساءاً و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيباً}

{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولاً سديداً ، يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزاً عظيماً}

و بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم، و شر الأمور محدثاتها، و كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة ، و كل ضلالة في النار

تقول هذه الشبهة التي تبناها دعاة تحرير المرأة:"لقد حوَّلت الشريعة الإسلامية المرأة إلى بهيمة،تأكل، تشرب، تتزوج، تلد، ثم تموت" طيب قبل أن نتناول الرد على هذه الفرية القبيحة ينبغي علينا لفت الأنظار إلى حقيقة مهمة، ما هو الهدف الرئيس لهؤلاء؟ هم يقولون بأنهم يريدون تحديث و تطوير المجتمع العربي بهدف اللحاق بركب حضارة أوربا و أمريكا و الثورات الصناعية، سنصدقهم جدلاً في ما قالوه، طيب ما موقف أوربا من المرأة التي تترك عملها و تلتزم بيتها و تربية أبنائها، يعتبرونه تضحية عظيمة ، وهذه المرأة تستحق عندهم جائزة الأم المثالية!
و ليس هذا و فقط، بل و يؤكد خبراء علم النفس الجنائي الكبار في الغرب أنهم لم يروا مجرماً عاتياً أو زعيماً في المافيا عند تحليل شخصيته إلا و وجدوا أنه فقد حنان الأم و يحاول تعويضه عندما يكبر ، و رب العباد عندما قال للنساء:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} هو أدرى بمصالح عباده لأنه هو الذي قال:{ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً ،وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً} فالمرأة سكن للرجل، و هو مكلف بالسعي خارج المنزل، ولنتدبر قوله تبارك وتعالى لأبي البشرية آدم عليه الصلاة و السلام:{فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى}إبليس قبحه الله عدو لآدم و حواء عليهما الصلاة و السلام، لكن ربنا تبارك و تعالى قال لآدم عليه الصلاة و السلام:{فتشقى} و لم يقل :"فتشقيا" و سنترك للقارئ الكريم فهم هذه اللطيفة القرآنية ، و كذلك عندما قال ربنا تبارك و تعالى :{ فاستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان} و في المقابل نرى الرجل لاتقبل شهادته في كثير من المعاملات مثل الولادة و تقبل شهادة المرأة حصراً، و لم نسمع برجل لا من الشرق و لا من الغرب طالب بحقه في شهادة ولادة المرأة، فالقضية هي مسألة اختصاص ، و ليست من الانتقاص في شيء.

نأتي الآن إلى رد الشبهة ،طيب ما مهمة البشر على الأرض؟ لقد نزل أبو البشرية آدم عليه الصلاة و السلام خليفة في الأرض لإعمارها و إصلاح فسادها، و الإعمار قرين لمحاربة الفساد و الظُّلْمِ و الظُّلَمِ، لأن اليد التي ترتجف ليست قادرة على البناء، طيب من هو أقوى زعيم للفساد منذ نشأة الخليقة إلى أن يرث الله الأرض و من عليها و ما عليها؟ الجواب سنراه من رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم، ففي صحيح مسلم عن أبي الدهماء وأبي قتادة قالوا: كنا نمر على هشام بن عامر نأتي عمران بن حصين فقال ذات يوم إنكم لتجاوزوني إلى رجال ما كانوا بأحضر لرسول الله مني ولا أعلم بحديثه مني سمعت رسول الله يقول:{ ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال}وفي رواية:{أمر أكبر من الدجال} إذاً فكل دجال أفّاك أثيم قبل الدجال أو بعده لا يتجاوزه مهما كبر شأنه و مهما تلوّن و تعدد و اختلفت أساليبه و شركياته و بدعه و ضلالاته و فجوره و عهره و قذارته، لا أمريكا و لا إيران و لا روسيا و لا الصين و لا الصهيونية العالمية ، بل كل هؤلاء و غيرهم عالة على الأعور الدجال، و من أراد التفاصيل فليتفضل غير مأمور إلى هنا

http://www.nour-elislam.net/vb/showthread.php?t=18782

طيب من للأعور الدجال؟ كل من لديه أدنى اطلاع على السنة المطهرة باب الفتن يعلم أن الدجال يقوم له نبي الله عيسى بن مريم عليهما الصلاة و السلام، و ما قصة نشوء عيسى عليه الصلاة و السلام؟ نعرفها جميعاً من القرآن :{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ، ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ، إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} لقد كانت امرأة عمران ا ، و اسمها و الله أعلم حنة بنت قافوذا ،كانت ا طموحة عالية الهمة للإصلاح و المسارعة في رضا الله، فماذا كانت خطوتها الأولى على طريق النجاح إذاً؟ هل قالت:"أريد التقدم لمسابقة من أجل الحصول على وظيفة حكومية أو قطاع خاص أو مشترك"؟هل قالت:"أريد شهادة جامعية"؟ هل قالت:" أريد مناقشة رسالة ماجستير" ؟ ونحن لا نقلل من أهمية العلم و العمل للمرأة ما داما منضبطان بالضوابط التي ذكرها أهل العلم رحمهم الله ، لكن لننظر إلى امرأة عمران ا،إنها تريد أن تنجب، فأنجبت أنثى، و هي لم تقلل من قيمة الأنثى و لم تزدريها لكن الذكر ليس كالأنثى، فكانت النتيجة:{ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}و من ثم أنجبت مريم عليها الصلاة و السلام نبي الله عيسى عليه الصلاة و السلام، و مشيئة الله ألا يؤمن لعيسى عليه الصلاة و السلام في وقتها باستثناء الحواريين و هم قلة كما نعلم، و يرفعه الله ،و سيأتي الزمان الذي سيظهر فيه الأعور الدجال، و لن نطيل المقام بذكر ما سيفعله الدجال ، و سنكتفي بأن نهايته ستكون من بعد فضل الله ، على يد نبي الله عيسى بن مريم عليهما الصلاة و السلام ، و لننظر إلى ما سيحدث بعدها كما أكدت لنا الأحاديث الصحيحة ببركة عيسى عليه الصلاة و السلام،{ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ } يعني ما من أحد من أهل الكتاب ، وقت نزوله إلا يؤمن به قبل موت عيسى ، فيكون الضمير في موته يعود على عيسى ، وقيل : يعود على اليهودي أو النصراني ، أنه قبل موته يؤمن بنزول عيسى ، وبكل حال فالآية تشير إلى ذلك سواء قيل : إنه الضمير يعود إلى الواحد من أهل الكتاب ، أنه يؤمن قبل خروج روحه ، أو معنى أن عيسى إذا نزل آمن به أهل الكتاب ذلك الوقت ، قبل أن يموت عيسى ، فإنه يموت بعد ذلك ، يمكث في الأرض ما شاء الله ،ويحكم بشريعة محمد في الأرض ، ويتبعه المسلمون ويفيض المال في وقته ، وتأمن البلاد ويسلم الناس كلهم ، فإنه لا يقبل من الناس إلا الإسلام أو السيف ، يكسر الصليب ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، يترك الجزية لا يأخذها من أحد ، وتكون العبادة لله وحده في زمانه ، بسبب ما حصل به من الأمارة العظيمة ، والدلالة القاطعة على قرب الساعة ، فالناس يؤمنون في زمانه ، وهو يجاهدهم بالسيف حتى يدخل الناس في دين الله ، فمنهم من يدخل بسب ظهور أدلة الحق ، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم" رواه البخاري ومسلم. ،و الإمام منا هو المهدي عليه الصلاة و السلام،
وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال: "يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويُعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانياً. يعني حججاً" رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وقال عنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: هذا سند صحيح رجاله ثقات. ، ثم يموت نبي الله عيسى عليه الصلاة و السلام ويصلي عليه المسلمون ويدفنونه ، وصدق النبي محمد فيما أخبر، و السلام على نبينا عيسى يوم ولد و يوم يموت و يوم يبعث حياً، و رضي الله عن مريم و عن أمها و أبيها، صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين .

و ما كان من صواب و سداد و توفيق فبفضل من الله وحده لا شريك له، و ما كان من خطأ أو تقصير أو نسيان فمني و من الشيطان، و الله و رسوله صلى الله عليه و سلم منه براء

سبحانك اللهم و بحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك و أتوب إليك