2 أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن عبدالله بن سنان قال: قلت لابي عبدالله : جعلت فداك إني لارى بعض أصحابنا يعتريه النزق والحدة والطيش(1) فأغتم لذلك غما شديدا وأرى من خالفنا فأراه حسن السمت(2) قال: لا تقل حسن السمت فإن السمت سمت الطريق ولكن قل حسن السيماء، فان الله عزوجل يقول: " سيماهم في وجوههم من أثر السجود(3) " قال: قلت: فأراه حسن السيماء وله وقار فأغتم لذلك، قال: لا تغتم لما رأيت من نزق أصحابك ولما رأيت من حسن سيماء من خالفك، إن الله تبارك وتعالى لما أراد أن يخلق آدم خلق تلك الطينتين، ثم فرقهما فرقتين، فقال لاصحاب اليمين كونوا خلقا بإذني، فكانوا خلقا بمنزلة الذر يسعى، وقال لاهل الشمال: كونوا خلقا بإذني، فكانوا خلقا بمنزلة الذر، يدرج، ثم رفع لهم نارا فقال: ادخلوها باذني، فكان أول من دخلها محمد صلى الله عليه وآله ثم اتبعه اولو العزم من الرسل وأو صياؤهم وأتباعهم، ثم قال لاصحاب الشمال: ادخلوها بإذني، فقالوا: ربنا خلقتنا لتحرقنا؟ فعصوا، فقال لاصحاب اليمين اخرجوا بإذني من النار، لم تكلم النار منهم كلما(4)، ولم تؤثر فيهم أثرا، فلما رآهم أصحاب الشمال، قالوا: ربنا نرى أصحابنا قد سلموا فأقلنا ومرنا بالدخول، قال: قد أقلتكم فاد خلوها، فلما دنوا وأصابهم الوهج(5) رجعوا فقالوا: يا ربنا لاصبر لنا على الاحتراق فعصوا، فأمرهم بالدخول ثلاثا، كل ذلك يعصون ويرجعون وأمرا ولئك ثلاثا، كل ذلك يطيعون ويخرجون، فقال لهم: كونوا طينا بإذني فخلق منه آدم، قال: فمن كان من هؤلاء لايكون من هؤلاء ومن كان من هؤلاء لايكون من هؤلاء وما رأيت من نزق أصحابك وخلقهم فمما أصابهم من لطخ أصحاب الشمال وما رأيت من حسن سيماء من خالفكم ووقارهم فمما أصابهم من لطخ أصحاب اليمين.