هنا كلامٌ أيضا للإمام ابن تيميّة وأنا عنونت له بأنّه يُقْرَأ كلام شيخ الإسلام ففيه كفاية، أيضا في الثاني والعشرين أربعمائة وخمسة قال -رحمه الله- : "فأمّا صفة الصلاة ومن شعائرها مسألة البسملة" هنا حقيقة كلام شيخ الإسلام يتضمّن توجيهًا نفيسًا ومهمًّا، ويتضمّن عرضًا دقيقًا للمسألة؛ قال -رحمه الله- :"ومن شعائرها –أي الصلاة- البسملة فإنّ النّاس اضطربوا فيها نفيًا وإثباتًا -لذلك صارت من معضلات الفقه- في كونها آية من القرآن وفي قراءتها وصُنِّفت من الطّرفين مصنّفات يظهر في بعض كلامها نوع جهلٍ وظلم مع أنّ الخطب فيها يسير، وأمّا التّعصّب لهذه المسائل ونحوها" التعصب ولذلك بنى بعضهم البطلان بطلان الصلاة، وعدم صحّة الصّلاة نعوذ بالله من هذا التعصّب- قال -رحمه الله-: "وأمّا التّعصّب لهذه المسائل ونحوها" ونحو هذا الكلام سبحان الله أقول بنحوه إن لم تكن العبارة هي العبارة فالعبارة متقاربة تماما من كلّ وجهٍ قاله وسطّره الحافظ الزّيلعي -رحمه الله- لمّا تكلّم عن هذه المسألة في النّصب وأشار وأفاض وغلّظ الإمام ابن رجب -رحمه الله- في هذا أيضا في فتح الباري، يقول: "وأمّا التعصّب لهذه المسائل ونحوها فمن شعائر الفرقة والاختلاف الذين نُهِينا عنهما إذ الدّاعي لذلك هو ترجيح الشّعائر المفرّقة بين الأمّة وإلاّ فهذه المسائل من أخفّ مسائل الخلاف جدًّا " هي مثالها قريب منها مسألة الاستفتاح، أدعية الاستفتاح في الصلاة حصل فيها خلافٌ كثير؛ ولكنّ الخلاف فيها خلاف تنوّع لا خلاف تضاد، قال: "وإلاّ فهذه المسائل من أخفّ مسائل الخلاف جدًّا لولا ما يدعو إليه الشّيطان من إظهار شعار الفرقة" عرفتم هنا التّوجيه، انتهى توجيه الإمام ابن تيمية -رحمه الله- عرّفك بأنّ هذه المسألة أخفّ من أن تكون بهذا التّقسيم، والتّناحر، والتّنافر، وأنّ هذا من نفخ الشّيطان، ونشر الفرقة بين المؤمنين، وما كان للنّاس أن يفعلوا هذا لولا التعصّب الذّميم الممقوت.