العودة   شبكــة أنصــار آل محمــد > قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج > بيت موسوعة طالب العلم

بيت موسوعة طالب العلم كـل مايخص طالب العلم ومنها الفتــاوى

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-02-14, 01:15 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
جارة المصطفى
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية جارة المصطفى


البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 1225
المشاركات: 5,141 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: المذهب السني
بمعدل : 1.03 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 27
نقاط التقييم: 326
جارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمر

الإتصالات
الحالة:
جارة المصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، آثار الفِتن تأليف الشيخ الرزاق، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد :
فهذا موضوع نحتاج إلى مذاكرته والوقوف على طرف من جوانبه: وذلك من باب الحيطة، لأن معرفة آثار الشيء وعواقبه وأضراره يعطي العبد شيئا من الحصانة منه والحذر من الوقوع فيه، وقد قيل قديما: ( كيف يتقي من لا يدري ما يتقي؟! )
الذي لا يعرف الفتن، ولا يعرف آثارها وعواقبها وعوائدها: ربما دخل في شيء منها وتلطخ بها وأضرت بحياته، ثم بعد ذلك يلحقه من الندم ما يلحقه.
ومعرفة آثار الفتن نافع للعبد نفعا كبيرا، ومفيد له فائدة عظيمة، لأنه من باب النظر في العواقب ومآلات الأمور، وهذا يعد من حصافة العبد أي أنه قبل أن يقدم على أمر من الأمور: ينظر في عواقبه وآثاره.
ولهذا جاء في سيرة الإمام أحمد رحمه الله أن نفرا من علماء بغداد جاؤوا إليه رحمه الله في بيته، فقالوا: يا أبا عبد الله هذا الأمر قد تفاقم وفشا - يعنون إظهاره لخلق القرآن وغير ذلك - فقال لهم أبو عبد الله : فما تريدون ؟ قالوا: أن نشاورك في أنّا لسنا نرضى بإمارته ولا سلطانه! فناظرهم أبو عبد الله ساعة وقال لهم: ( عليكم بالنكرة بقلوبكم ولا تخلعوا يدا من طاعة ولا تشقوا عصا المسلمين ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم، انظروا في عاقبة أمركم واصبروا حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر ) (1).
فهذه دعوة منه رحمه الله للنظر في آثار الفتن وعواقبها، وأيِّ شيء سيعود على أهلها منها.
وأخذ يحدثهم في ذلك، ثم إنهم خرجوا من عنده ولم يتلقوا كلامه بالقبول، بل لازالوا على رأيهم مصرين، ودعوا إلى مسلكهم ابن أخي الإمام أحمد رحمه الله، دعوه إلى المسلك نفسه : فنهاه والده، وقال: احذر أن تصاحبهم: فإن الإمام احمد لم ينههم إلا عن شر، فاعتذر ثم كانت نهاية قصتهم أن خرجوا على السلطان، فكانت العاقبة التي حذرهم منها الإمام أحمد رحمه الله: قًتِل من قًتِل، وسُجن من سُجن، دون أن يقدِّموا شيئاً في باب الإصلاح.
فالشاهد أن النظر في عواقب الأمور ومآلات الأشياء وعدم التعجل والتسرع من أنفع ما يكون للعبد.
ولهذا جاء عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود آثار الفِتن تأليف الشيخ الرزاق أنه قال: ( إنها ستكون أمور متشابهات: فعلكم بالتُّؤَدَة، فإنك أن تكون تابعا في الخير خيرً من أن تكون رأساً في الشر ) (2).
فأوصى بالتؤدة وهي الأناة وعدم التعجل.
وروى الإمام البخاري رحمه الله في كتابه ( الأدب المفرد ) عن علي بن أبي طالب آثار الفِتن تأليف الشيخ الرزاق أنه قال : ( لا تكونوا عُجُلاً مَذَايِيعَ بُذُرًا: فإن من ورائكم بلاءً مبرِّحاً أو مُكْلِحاً، وأمور مُتَماحِلَةً رُدُحاً ) (3)، أي ثقيلة وشديدة.
فأوصى بأمور ثلاثة: قال :
( لا تكونوا عجلا مذاييع بذرا ): فنهى عن العجلة، وهي التسرع بل ينبغي على الانسان أن يتأنى ويتروى وينظر في العواقب والآثار، ثم بعد ذلك يقدم بعد رويَّة وأناة.
قال: ( لا تكونوا عجلا مذاييع ) : أيضا هذا أمر يُحَذَّر منه غاية التحذير، عندما تلتهب الفتن وتشتد لا ينبغي للإنسان أن يكون ساعيا في اشتدادها واشتعالها بكلامه ومقاله: بأن يكون مذياعًا للفتنة مذياعا للشر ومذكيًا لناه.
وذكر الأمر الثالث : قال : ( بذرا ) أي بذرة الفتن والسُّعاة في نشرها، والنبي آثار الفِتن تأليف الشيخ الرزاق حذر الأمة وأخبر أن الفتن توجد وستكون، وحذرهم من السعي فيها، كما في حديث أبي هريرة آثار الفِتن تأليف الشيخ الرزاق قال - عليه الصلاة والسلام: ( ستكون فتن القاعد فيها خير من الماشي، والماشي خير من الساعي ) (4)، أي ان المرء كلما كان بعيدا عن تحريك الفتنة وإشعالها وإيقادها وإضرامها كان خيرا له وأصلح، يبتعد عنها، ويسأل الله - تبارك وتعالى - أن يعيذه ويعيذ المسلمين من شرها، لا أن يكون أداةً في اشتعالها وانتشارها.
وقد جاء ( صحيح مسلم ) (5) من حديث زيد بن ثابت، عن نبينا - عليه الصلاة والسلام - أنه قال : ( تعوذوا بالله من الفتن من ظهر منها وما بطن )، فقالوا الصحابة آثار الفِتن تأليف الشيخ الرزاق : ( نعوذ بالله من الفتن ما ظهر وما بطن ).
فالفتن يُتعوذ منها ويطلب من الله - تبارك وتعالى - أن يعيذ المسلمين منها، وأن يحميَهم من غوائلها وآثارها وأخطارها وأضرارها.
ويكثُر في الدعوات المأثورة : التعوذ بالله من سوء الفتن، والتعوذ بالله من مضلات الفتن.
وهذا أمر ينبغي أن يكون المسلم على عناية به، وأن يحافظ عليه: لأن الحافظ هو الله - تبارك وتعالى -، والمعيذ هو الله، فيلجأُ العبد إلى الله - تبارك وتعالى - لجوءاً صادقاً، يسأل ربَّه - جل وعلا - أن يعيذه، وأن يقيه وأن يحميه والمسلمين من الفتن، هذا الذي يجب على كلِّ مسلم.
وباب فقه آثار الفتن يفيد الإنسان: لأن النظر في العواقب - عواقب الفتن - ومعرفةَ مآلاتها قبل تَقَحُّمهَا ودخولها يفيد الإنسان حصانةً منها وحذراً من الوقوع فيها، وكما قيل : ( السعيد من اتعظ بغيره )، فينظر ويتأمل وتروى ويتفقه في الآثار ويسأل أهلَ العلم، وأهل الذكر قبل أن يقتحَّم فتنةً، ربما كان فيها رأسا، وربما كان فيها فاتحاً لباب شرٍّ عليه وعلى غيره.
وقد جاء في الحديث (سنن ابن ماجة) و (السنة) لابن أبي عاصم من حديث أنس بن مالك آثار الفِتن تأليف الشيخ الرزاق أن النبي آثار الفِتن تأليف الشيخ الرزاق قال: ( إن من الناس ناسا مفاتح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتح للشر مغاليق للشر فطوبى لمن جعل الله مفتاح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفتاح الشر على يديه) (6).
يجب على المسلم أن يربأ أن يكون مفتاحا للشر ورأسا فيه وداعية من دعاته، يورِّط نفسه ويورط غيره ويقحِّمهم في وَرْطات لا يَحمد لا هو لا هم عواقبَها، لا في الدنيا ولا في الآخرة.
فالشاهد أن باب فقهِ عواقب الفتن وآثارها وما ينجم عنها من أضرار وأخطار: يفيد المسلم فائدةً كبيرةً.
وآثار الفتن كثيرة وعديدة، ويطول عدُّها والكلامُ عليها. لكنني أشير في هذه الرسالة إلى جملة من آثار وشيء من الأخبار، راجيا من الله - تبارك وتعالى - أن يكون في ذلك خير ونفع لنا أجمعين .

_______________
1. رواه أبو بكر الخلاَّل في (السُّنَّة) رقم (90).

2. أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنَّف)) (38343)، والبيهقي في ((الشُّعب)) (9886).
3. ((الأدب المفرد)) (327)، قال الألباني: صحيح.
4. البخاري (3406)، ومسلم (2886).
5. برقم (2867).
6. ((سنن ابن ماجة)) (237)، وابن أبي عاصم في ((السُّنَّة)) (297)، والطَّيالسي في ((مسنده)) (2082)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (69 ) ، وحسنه الألباني في ((الصحيحة)) (1332).


كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





Nehv hgtAjk - jHgdt hgado uf] hgv.hr hgf]v dEkwp frvhxjih Flj[]]D










توقيع : جارة المصطفى

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور جارة المصطفى   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1 :
الشـــامـــــخ

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 01:43 AM

أقسام المنتدى

قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج | بيت الكتاب والسنة | قســم موسوعة الصوتيات والمرئيات والبرامج | بيت الشكـاوي والإقتراحــات | بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة | قســم الموسوعـة الحواريـة | بيت الحــوار العقـائــدي | بيت الطـب البـديـل وطـب العـائلـة | بيت الأسـرة السعيــدة | قســم الدعم الخاص لقناة وصــال | بيت شبهات وردود | بيت التـاريـخ الإسلامي | بيت المهتدون إلى الإسلام ومنهج الحق | قســم موسوعة الأسرة المسلمـــة | وحــدة الرصــد والمتـابعــة | بيت الصوتيـات والمرئيـات العــام | بيت الصــــور | بيت الأرشيــف والمواضيــع المكــررة | بيت الترحيب بالأعضاء الجدد والمناسبات | بيت الجـوال والحـاسـب والبـرامـج المعـربـة | بيت المكتبـة الإسلاميـة | بيت الأحبـة فــي اللــه الطاقــم الإشـرافــي | بيت موسوعة طالب العلم | قســم الموسوعة الثقافية | البيــت العـــام | قســم دليل وتوثيق | بيت وثائق وبراهين | بيت القصـص والعبـــــــر | بيت الإدارة | بيت الصوتيـات والمرئيـات الخــاص | بيت المعتقد الإسماعيلي الباطني | بيت مختارات من غرف البالتوك لأهل السنة والجماعة | بيت الأحبـة فــي اللــه المراقبيـــــــن | بيت أهل السنه في إيران وفضح النشاط الصفوي | بيت المحــذوفــات | بيت ســؤال وجــواب | بيت أحداث العالم الإسلامي والحوار السياسـي | بيت فـرق وأديـان | باب علــم الحــديـث وشرحــه | بيت الحـــوار الحــــــــّر | وصــال للتواصل | بيت الشعـــر وأصنافـــه | باب أبـداعـات أعضـاء أنصـار الشعـريـة | باب المطبــخ | بيت الداعيـــات | بيت لمســــــــــــات | بيت الفـلاش وعـالـم التصميــم | قســم التـواصـي والتـواصـل | قســم الطــاقــــــــم الإداري | العضويات | بـاب الحــــج | بيـت المــواســم | بـاب التعليمـي | أخبــار قناة وصــال المعتمدة | بيت فـريـق الإنتـاج الإعـلامـي | بيت الـلـغـة العــربـيـة | مطبخ عمل شامل يخص سورية الحبيبة | باب تصاميم من إبداع أعضاء أنصـار آل محمد | بـاب البـرودكــاسـت | بيت تفسير وتعبير الرؤى والأحلام | ســؤال وجــواب بمــا يخــص شبهات الحديث وأهله | كلية اللغة العربية | باب نصح الإسماعيلية | باب غرفـة أبنـاء عائشـة أنصـار آل محمـد | بـيــت المـؤسـســيـــن | بـاب السيـرة النبـويـة | بـاب شهـــر رمضــان | تـراجــم علمـائـنـا |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant