المعتاد في الأعاريب المدرسية في مراحل التعليم كلها اختيار كلمات تطبيقية على الدروس للإعراب، ويكون السؤال: أعرب ما تحته خط، أو ما بين القوسين، أو ما شابه ذلك. لكن ذلك لا يفيد الطالب ولا يبني ملكة نحوية. إذا، ما الحل؟ إنه الإعراب الجملي أو الفقري. كيف؟ اختيار جمل تامة أو فقر كاملة من سياقات لغوية طبيعية لا تكون مصنوعة لغرض الإعراب فقط. ما فائدة ذلك؟ إنه يبني الملكة النحوية؛ لأنه سيتعامل مع أساليب لغوية في بيئتها، فيصادف الأشكال التعبيرية كافة لتقلبات الكلام في الجمل، ولا يكون الأمر كما في الأمثلة المصنوعة من التزام التكوين الأصلي للجملة، فإذا أراد الطالب أن يبحر مع السياقات اللغوية الأصيلة فإنه يغرق. فإذا اعتاد الطالب ذلك وألفه ارتقى إلى المرحلة العليا. ما هي؟ إنها التعامل النحوي مع النصوص الكبيرة الكاملة. مثل ماذا؟ مثل سورة قرآنية أو قصيدة شعرية أو نص نثري. ولحظتها سيكون قد تمثل المعاني النحوية التي وصفها الجرجاني بأنها أصل البلاغة في تأسيس نظريته عن النظم.