بيت الـلـغـة العــربـيـة هنا لغة العقيدة، وسياج الشريعة، وهوية كل مسلم |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
23-02-14, 07:59 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت الـلـغـة العــربـيـة
عندما التحقتُ بقسم اللغة العربية بكلية الآداب، أيقنتُ أني قد وُضعْتُ في مقامِ تشريف وتكليف؛ فأما التشريف، فلأني سأقوم على دراسة أعظم لغات الأرض، وأما التكليف، فلأني قد وُضِعَ على عاتقي مهمة تعليمها للناس وتيسيرها لهم. وكثيرًا ما كان يَحُثُّنا أساتذتنا على حُسن تحمل هذه الأمانة؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ﴾ [مريم: 12]، ويقولون لنا: هذه مهمتكم أنتم، فإن تخليتم عنها فلن تضيع اللغة، ولكن سيتقدم غيرُكم لها؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 38]، فاللغة العربية لن تضيع، وإنما هي محفوظة بحفظ القرآن الكريم ما دامت السموات والأرض. وهذا ما يحدث الآن، ففي الوقت الذي تخلى فيه كثير من أبناء الأمة العربية - إلا من رحم ربي - عن لغتهم، التي هي أصل عِزِّهِم وفَخَارهم، نجد المسلمين في باكستان وما جاورها يرفعون شعار: "العربية حصننا" في وجه الشيوعية البغيضة، فهم يلتجئون إلى العربية؛ لأنها السبيل الوحيد لفهم القرآن الكريم والسُّنَّة المطهرة اللذين هما مصدر قوة هذه الأمة. ولَكَمْ أتحسَّرُ عندما أسمع من يحشو حديثه بعشرات المصطلحات الأجنبية؛ لِيُظْهِرَ لمن أمامه أنه مثقف متحضر، وهو مسكين، لا يدري أن قمة التحضر التمسُّكُ بلغته الفصحى. كما ظهرَتْ لنا آفة جديدة تَنخَر في عُودِ لغتنا الجميلة، وهي ما يسمى بـ "فرانكو آرب"، وهي كتابة الكلمات العربية بحروف إنجليزية، وهذه كفيلة بأن تمحو صورة الحروف العربية من أذهان أجيالنا الجديدة. كما انتشرت ظاهرة الشعر العامي، وكذلك كثير من الصحف والمجلات التي تكتب بالعامية؛ بحجة أنها الأقرب إلى الناس! ووالله لو كتبوا باللغة الفصحى السهلة، لفهمها جميع الناس؛ كما يفهمون النشرة الإخبارية. بل وقد وصلت الطامة إلى بعض خطباء الجمعة الذين صاروا ينزلون بالناس إلى العامية الضَّحْلة على منبر رسول الله؛ بحجة أنهم عوامُّ! وهكذا، إن ظللنا نحصي مظاهر الانحدار في لغتنا، فلن ننتهي، ولكن يكفينا أننا عرَفنا الداء، والآن إلى الدواء: والدواء باختصار هو "بنفسك فابدأ"، فعليك أخي القارئ أن تبدأ بنفسك في محاولة لتعديل لغتك التي صارت أقرب إلى لغة الغرب، والتقرب بها من الفصحى بشكل تدريجي قدر المستطاع، كما عليك اختيار أيسر الألفاظ الفصحى، لا أَعْقَدها؛ فنحن نريد جذب الناس للغة لا تنفيرهم منها، وأُبَشِّرك لن تجد الطريق إلى ذلك مفروشًا بالورود والرياحين؛ فما أصعب أن تُغَيِّر معتقدات تجذَّرَت في عقول الناس! فما بالك بتغيير ألسنتهم؟ ولكن الأمر ليس مستحيلاً. تكلموا الفصحى في بيوتكم ولو ساعة، أسْمِعُوها لأطفالكم في المهد، فهناك من الأطفال الأعاجم من تكلم الفصحى عند سن ثلاث سنوات، بل وحفظ من أشعار العرب؛ وذلك لأن الأهل قد هيؤوا لهم مناخًا حافلاً بالكلمات الفصيحة داخل المنزل. لا نريد أن يُخْطَف الكنز من أيدينا ثم نبكي عليه بكاء النساء؛ لأننا لم نحفظه كحفظ الرجال. وأخيرًا أقول: كفانا شرفًا أن لغتنا هي لسان أهل الجنة، فإن كنا لا نريد نطقها في الدنيا تَنَزُّهًا، فهل نستحق أن ننطق بها في الجنة؟! أسأل الله أن يجعلني من خدام هذه اللغة، ومِنْ حَرَسِ حدودها، إنه ولي ذلك والقادر عليه. هاجر مسعود الألوكة المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد tqtqm rgl
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|