الذكاء ليس بممدوحٍ على الإطلاق فقد يكون الإنسان ذكيًّا لكن هذا الذكاء يكون سببًا في ضلاله وانحرافه، ويكون سببًا في سلوكه مسالك أهل الكفر أو مسالك أهل الشرك أو مسالك أهل البدع والأهواء، ولذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في سياق رده على حال أهل البدع قال: " أوتوا علومًا ولم يؤتوا فهومًا وأوتوا ذكاءً ولم يؤتوا زكاءً ". الله - جلّ وعلا - يقول في كتابه الكريم ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾[ الشمس : 9 ] فالزَكيُّ الذي يُزكّي نفسه بالتوحيد، يُزَكّي نفسه بالسُنّة يزكي نفسه بالأعمال الصالحة هذا هو الذي يستحق المدح؛ ولذا الزّكاء لا يكون مذمومًا وإنما الذكاء قد يكون مذمومًا، ولذا يقول شيخ الإسلام:" وأوتوا ذكاء ولم يؤتَوا زكاء ".
عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.
.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]