يسأل عن هذه العبارة إتق شر من أحسنت إليه.
وهذا ليس بصحيح فإن الله يقول: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}- [الحج/77] وقال: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} [المزمل/20]
وهذا الكلام يقول: لا تفعل الخير، وقال: ( ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )- [الزلزلة/7] وكذلك قول بعض الناس اترك الخير ما يأتيك شر، ما هو صحيح هذه العبارة والألى كلها مخالفة للأدلة الشرعية، أنت عليك أن تعمل الخير؛ وإذا جاءك شر فصبر كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: “إن السعيد لمن جنب الفتن قال: ولمن ابتلي فصبر” إبتليت فصبر لا تقل ما فعل هذا الخير هذا ما هو صحيح.
اسأل الله أن يدفع عنك بهذا الخير شرا كثيرا، وحين جاءك الشر لما فعلت الخير وما يدريك أن هذا الشر قد خفف قد يكون لو لم تفعل هذا الخير جاءك شر أعظم من هذا لكن حصل التخفيف، انت اعمل الخير وأخلص النية لله تبتغي بذالك وجه الله. وكونُه انقلب عليك من أعنتهُ على الخير أنت ما فعلت الخير من أجله أنت فعلته من أجل الله فقد كتب عند الله.
عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.
.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]