كتبت الكاتبة حليمة مظفر، في جريدة الوطن بتاريخ 15 جمادى الأول 1435هـ، تعقيباً على نظام إغلاق المحلات التجارية المقترح في الساعة التاسعة ليلاً، قالت فيه : بأن المحال التجارية حين تقف في الغرب والشرق فان أخرى ترفيهية تفتح بعدها وهي دور السينما والمسارح والسرك ودور الأوبرا وغيرها، يذهب الناس إليها ليرفهوا عن أنفسهم، فماذا سيعمل السعوديون بعد التاسعة لا مسرحيات ولا سينما ولا عرض سيرك ترفيهية ولا دور أوبرا وهذا الأمر سيزيد من نسبة الفراغ الذي سيؤدي بالكثيرين إلى أحد أمرين. فإما استئجار شقق واستراحات لتزداد مساحة العزلة في الأماكن الخاصة التي يخشى منها أكثر، وإما سيذهب السعوديون إلى بيوتهم – إلى آخر ما قالت.
ونقول لها : يا حليمة –
أولا: الحمد لله الذي نزه هذه البلاد مما ذكرت من هذه البلايا، وجعل بلاد الحرمين الشريفين قبلة المسلمين، وفيها مشاعر حجهم وعمرتهم ومضاعفة صلواتهم في الحرمين.
ثانياً: هذه البلاد هي بلاد التوحيد، ومنطلق الدعوة إلى الله سبحانه فلا يليق بها وجود ما يتنافى مع مهمتها.
ثالثاً : هذه بلاد فيها تحكيم الشريعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتمسك بالإسلام.
رابعاً : المسلمون إذا أغلقوا محلاتهم سيذهبون إلى بيوتهم لرعاية أسرهم وحل مشاكلها وتربية أولادهم على الخير لتكون أسرا صالحة يتكون منها المجتمع الصالح.
خامساً : هم سينامون بعد ذلك ليقوموا آخر الليل لصلاة التهجد والوتر وصلاة الفجر. ثم ينطلقون إلى أعمالهم اليومية، فأين هو الفراغ يا حليمة أرجوا أن تكتبي عن تصور صحيح وتوجيه سليم، لتكون كتابتك مفيدة وبناءة وأن تؤملي بالمسلمين خيرا وأما قولك إن المحلات التجارية تغلق لأداء الصلوات الخمس فهذا مما تميزت به هذا البلاد عملا بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) وقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ* فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وقوله تعالى (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ* رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ) فالمسلمون يجمعون بين أداء الصلاة في وقتها في المساجد وبين طلب الرزق بعد ذلك في أوقات طلبه كما قال تعالى (فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ) هذا نظام المسلمين بخلاف نظام الغرب انه الفرق بين الهدى والضلال والظلمات والنور.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
كتبة
صالح بن فوزان الفوزان
في 19/05/1435هـ
عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.
.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]