خبر محض: فهذا لا يُنافي الصبر ولا وزر فيه، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لأمنا عائشة: " وا رأساه " يخبرها أن رأسه يوجعه، فهذا لا إيش؟ لا نقص في الأجر فيه ولا يُنافي الصبر لأنه خبر محض؛ ويستفيد الرجل من هذا أن يدله صاحبه على الدواء، يقول راسك بيوجعك ترى فيه كذا وكذا.. ترى فيه حجامة، ترى فيه كذا.. إذا قال: ’’ راسي بيوجعني ‘‘ هذا خبر محض.
لكن الذي يُنقص الأجر ويُذهب الثواب هو الشكوى التي تكون مقرونة بالتسخط على أقدار الله المؤلمة، حينئذٍ عياذاً بالله هذا يُنافي الصبر ودليله أنه يشكي بلسانه وهو جازع بنفسه أو يضرب على وجهه، أو يفعل ما يدل على ذلك فهذا هو الذي يقال ليس بصابر.
عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.
.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]