العودة   شبكــة أنصــار آل محمــد > قســم الموسوعة الثقافية > البيــت العـــام

البيــت العـــام للمواضيع التي ليس لها قسم محدد

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-05-14, 12:59 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
تألق
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 2735
المشاركات: 6,427 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سني
بمعدل : 1.29 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 33
نقاط التقييم: 729
تألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدع

الإتصالات
الحالة:
تألق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : البيــت العـــام



الخبيئة الصالحة

تجارة رابحة


مشبعة بالإخلاص، مجبولة بالصدق، محصنة بالكتمان: هي صفات الأعمال الصالحة التي لا يثبت عليها إلا المؤمنون الصالحون الذين ملأ حبُّ الله وخشيته أركان قلوبهم، فتوجهوا إليه وحده، بعيداً عن العيون والأنظار، في أجواء إيمانية صافية لا تشوبها شوائب طلَب السمعة والشهرة، أو التعلّق بالمدح والثناء أو شائبة الرياء.


هي زينة العبد في خلوته، وزاده لآخرته.. بها تُفرَج الكربات وتسمو الدرجات وتكفر السيئات.


إنها الخبيئة الصالحة، كنز من كنوز الحسنات، وهي أن يجعل العبد بينه وبين الله تعالى طاعة أو عبادة من غير الفريضة، أو عملاً صالحاً لا يطلع عليه أحد حتى أهله... إلى أن يلقى الله.


هذه الخبيئة الصالحة، هي من أعمال الصالحين الذين أخلصت قلوبهم لله تعالى، لا يستطيع أن يفعلها المنافقون ولا المراؤون... رغّب فيها الإسلام لتكون للمؤمن فرجاً عند الكربات، وطوقاً للنجاة من النيران، وغرساً طيباً في فسيح الجنان. قال تعالى: ﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [البقرة: 271].


وقد حث رسول الله الخبيئة الصالحة تجارة رابحة أمته على صدقة السر فقال الخبيئة الصالحة تجارة رابحة: «وصدقة السر تطفئ غضب الرب» أخرجه الطبراني في الكبير بسند حسن، وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: «ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شِمالُه ما تنفق يمينه» متفق عليه.


وتظهر أهمية العمل الصالح الخفي في تفريج الكربات وقبول الدعاء في حديث أهل الغار الذين سَدّت عليهم الصخرة مخرجه وتقطعت بهم الأسباب، فلم ينفعهم إلا التوسل إلى الله بخبايا أعمال صالحة لهم أحيطت بسياج من الإخلاص والعبودية لله عز وجل، فكانت سبباً لتفريج كُرَبهم وخروجهم من الغار.


وعلى هذا حرص الصحابة والسلف الصالح على إخفاء أعمالهم عن أعين الناس خوفاً من أن يفسدها الرياء تقرُّباً إلى الله؛ فقد جاء عن الزبير بن العوّام الخبيئة الصالحة تجارة رابحة أنه قال: (من استطاع منكم أن يكون له خِبْءٌ من عمل صالح فليفعل).


وقد عزى الإمام الذهبي إلى إبراهيم الحَرْبي قوله: (كانوا يستحبّون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجتُه ولا غيرها).


لقد جسد هذا النموذج الصالح الطاهر أروع الصور في التسابق والتنافس على العمل الصالح في الخفاء. فهذا أبو بكر الخبيئة الصالحة تجارة رابحة كان إذا صلى الفجر خرج إلى الصحراء فاحتبس فيها شيئاً يسيراً، ثم يعود إلى المدينة، فعجب عمر الخبيئة الصالحة تجارة رابحة من أمره فلحقه واختبأ له خلف صخرة، فدخل الصدّيق خيمة ولبث فيها قليلاً، فلما خرج دخل عمر الخبيئة الصالحة تجارة رابحة إليها فإذا فيها امرأة ضعيفة عمياء وعندها صبية صغار، فسألها عمر: من هذا الذي يأتيكم؟ فقالت: لا أعرفه ولكنه رجل من المسلمين يأتينا كل صباح فيكنس بيتنا، ويعجن عجيننا، ويحلب شاتنا، فخرج عمر وهو يبكي ويقول: لقد أتعبت الخلفاء بعدك يا أبا بكر!..


أما زين العابدين عليُّ بن الحسين الخبيئة الصالحة تجارة رابحة فقد كان يحمل أكياس الدقيق على ظهره بالليل ويوصلها إلى بيوت الأرامل والأيتام والفقراء، ولا يستعين بخادم ولا عبد لئلا يطّلع عليه أحد، فلما مات وغسّلوه وجدوا على ظهره آثاراً سوداء، فقالوا: هذا ظهر حمّال وما علمناه اشتغل حمّالاً! وانقطع الطعام بموته عن مائة بيت كان يأتيهم طعامهم بالليل من مجهول، فعلموا أنه هو الذي كان يحمله إليهم وينفق عليهم.


فلله دَرّهم من رجال ونساء أتقياء أنقياء أخفياء، ربّاهم القرآن ورعاهم الرحمن، وقد بشّرهم رسول الله الخبيئة الصالحة تجارة رابحة بقوله: «إن الله يحب العبد التقي النقي الخفيّ» رواه مسلم. لذا نرى أن سلفنا الصالح باعوا دنياهم الفانية من أجل الآخرة الباقية، فكانت أعمالهم حياة لقلوبهم ونوراً لقبورهم وربحاً لآخرتهم.


ورحم الله الزاهد الورع بشر بن الحارث: (لا يجد حلاوةَ الآخرة رجل يحب في الدنيا أن يعرفه الناس).


ويقول الحسن البصري: (إنْ كان الرجل ليجلس المجلس فتجيئه عَبرَتُه فيردّها، فإذا خشي أن تسبقه قام). وكان ابن المبارك يضع اللثام على وجهه عند القتال لئلا يُعرف! قال أحمد: ما رفع الله ابنَ المبارك إلا بخبيئةٍ كانت له.


لقد كان الرجل يبكي عشرين سنة خشيةً لله وامرأتُه معه لا تعلم! وهذا داود بن أبي هند يصوم أربعين سنة لا يعلم به أهله، كان يحمل الطعام صباحاً إلى دكانه فيتصدق به في الطريق، ويرجع عشياً إلى أهله فيُفطر معهم؛ يظن أهل السوق أنه قد أكل في البيت، ويظن أهله أنه أكل في السوق!!


فلنقتدِ بهذا الركب الطاهر، ولْنَسِرْ على دربهم.. فهيّا أختي المسلمة إلى خبيئة من العمل الصالح تتاجرين فيها مع الله تكسبين فيها الربح والفلاح والرضوان، هيّا إلى دوحات البر والخير، من صلاة في دُجى الليل والأهل نيام... من تلاوة لكتاب الله بتأمل وخشوع وخضوع... من مناجاة لله بالأسحار واستغفار وتسبيح ودعاء بدموع الخوف والرجاء.. أو صيام لا يعلمه إلا الله... أو تفريج لمكروب، وإغاثة لملهوف... أو صدقة في السر تطفئ غضب الرب..


لتكن لنا خبيئة صالحة ندّخرها ليوم فقرنا وذُلّنا، ليوم تشخص فيه الأبصار... ليوم تُبْلى فيه السرائر.. ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.


ولتكن تلك الخبيئة مغلّفة بالصدق، معطّرة بالإخلاص، محاطة بالكتمان، حتى لا تفقد جمالها وصفاءها، وأجرَها وثوابَها. تاجري مع الله ولا تتوانَيْ، ولا يَغُرَّنّكِ جُنونُ عصرنا بشهوة «النجومية» واللهث وراء «الشُّهرة»! والتخفِّي وراء عبارات «تقدير الذات» و«الثقة بالنفس»!! فالتجارة مع الله أكيد رابحة، وما الربح إلا ربح الآخرة ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾ [آل عمران: 185].



أمينة أحمد زاده



كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





hgofdzm hgwhgpm j[hvm vhfpm










توقيع : تألق

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور تألق   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 11:50 PM

أقسام المنتدى

قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج | بيت الكتاب والسنة | قســم موسوعة الصوتيات والمرئيات والبرامج | بيت الشكـاوي والإقتراحــات | بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة | قســم الموسوعـة الحواريـة | بيت الحــوار العقـائــدي | بيت الطـب البـديـل وطـب العـائلـة | بيت الأسـرة السعيــدة | قســم الدعم الخاص لقناة وصــال | بيت شبهات وردود | بيت التـاريـخ الإسلامي | بيت المهتدون إلى الإسلام ومنهج الحق | قســم موسوعة الأسرة المسلمـــة | وحــدة الرصــد والمتـابعــة | بيت الصوتيـات والمرئيـات العــام | بيت الصــــور | بيت الأرشيــف والمواضيــع المكــررة | بيت الترحيب بالأعضاء الجدد والمناسبات | بيت الجـوال والحـاسـب والبـرامـج المعـربـة | بيت المكتبـة الإسلاميـة | بيت الأحبـة فــي اللــه الطاقــم الإشـرافــي | بيت موسوعة طالب العلم | قســم الموسوعة الثقافية | البيــت العـــام | قســم دليل وتوثيق | بيت وثائق وبراهين | بيت القصـص والعبـــــــر | بيت الإدارة | بيت الصوتيـات والمرئيـات الخــاص | بيت المعتقد الإسماعيلي الباطني | بيت مختارات من غرف البالتوك لأهل السنة والجماعة | بيت الأحبـة فــي اللــه المراقبيـــــــن | بيت أهل السنه في إيران وفضح النشاط الصفوي | بيت المحــذوفــات | بيت ســؤال وجــواب | بيت أحداث العالم الإسلامي والحوار السياسـي | بيت فـرق وأديـان | باب علــم الحــديـث وشرحــه | بيت الحـــوار الحــــــــّر | وصــال للتواصل | بيت الشعـــر وأصنافـــه | باب أبـداعـات أعضـاء أنصـار الشعـريـة | باب المطبــخ | بيت الداعيـــات | بيت لمســــــــــــات | بيت الفـلاش وعـالـم التصميــم | قســم التـواصـي والتـواصـل | قســم الطــاقــــــــم الإداري | العضويات | بـاب الحــــج | بيـت المــواســم | بـاب التعليمـي | أخبــار قناة وصــال المعتمدة | بيت فـريـق الإنتـاج الإعـلامـي | بيت الـلـغـة العــربـيـة | مطبخ عمل شامل يخص سورية الحبيبة | باب تصاميم من إبداع أعضاء أنصـار آل محمد | بـاب البـرودكــاسـت | بيت تفسير وتعبير الرؤى والأحلام | ســؤال وجــواب بمــا يخــص شبهات الحديث وأهله | كلية اللغة العربية | باب نصح الإسماعيلية | باب غرفـة أبنـاء عائشـة أنصـار آل محمـد | بـيــت المـؤسـســيـــن | بـاب السيـرة النبـويـة | بـاب شهـــر رمضــان | تـراجــم علمـائـنـا |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant