لمن كان سجود الملائكة ؟
ولا يمل ابن الفارض من تكرار إفكه الوثني
يزعم فيه أنه هو الله،
فيضيف إليه أنه عين رسل الله أيضاً،
وعين آدم الأب الأول للبشرية،
وعين الملائكة الذين سجدوا لآدم.
وفيَّ شهدتُ الساجدين لِمَظْهَري (1) ** فَحَقَّقْتُ أني كنتُ آدمَ سَجْدتي
وإليك شرح القاشاني – وهو كاهن صوفي – لهذا البيت:
"أي عاينت في نفسي الملائكة الساجدين لمظهري،
فعلمت حقيقةً أني كنت في سجدتي آدم تلك السجدة،
وأن الملائكة يسجدون لي – والملائكة صفة من صفاتي ( 2 ) ،
فالساجد صفة مني تسجد لذاتي" ( 3 )
أرأيت إلى شرح القاشاني؟
لقد نقلته لك بلفظه مثلا لما يشرح به الصوفية أساطير دينهم؛
لتؤمن أنى لم أمِلْ مع الهوى
فيما شرحت لك به أبيات ابن الفارض،
وأظنني ما بلغت مبلغ القاشاني في الشرح،
فهو صوفي يدين بالتائية.
وحسبنا هذا من سلطان عشاق الصوفية !!
******************
( 1 ) يعني به آدم ، فهو في دينه تجسد للذات الإلهية التي هي ابن الفارض
( 2 ) فسرالملائكة بأنها صفات، ليتقي القول بالغيرية والتعدد،ولكيلا يعترض عليه بمثل هذا:
ما دمت تتحدث عن ساجدين وعن مسجود له فقد قلت بذوات كثيرة، وأغيار عديدة..
لا يعترض عليه بمثل هذا
لأنه يزعم أن الملائكة ليست ذوات. وإنما هي صفات للذات الإلهية
والصفات عنده عين الذات،
فلا تعدد، ولا غيرية !!
( 3 ) ص 89 جـ 2 كشف الوجوه الغر على هامش شرح الديوان طبع 1310هـ