تعالوا إلى كلمة سواء
فما رأي صاحب السماحة في تلك الوثنيات ؟
ألا يذكي في نفسك الحسرة،
وفي أعماق قلبك السعير،
أن ترى الصوفية تبهت الحقَّ
بما لم يَبْهَتْهُ به إلحادٌ من قبل،
وتجحد به جحوداً،
ليس كعناده عناد، ولا كبغيه بَغْيٌ.
لا تدعْ رُعْبَ القلق يعصف بك،
فيقلب على السهد جنبيك
بحثاً عن كيد تكيد لنا به،
بل
( تعالَوْا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم،
ألَّا نعبد إلا الله،
ولا نشرك به شيئاً،
ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله ).
نحب أن نحتكم إلى الكتاب والسنة.
لا تقولوا: قال فلان،
فما أذكركم إلا بقول الله.
اذكروا ابن عباس حبر هذه الأمة،
وهو يقول لمن جادله بقول نسبه إلى العمرين:
"يوشك أن ينزل الله عليكم ناراً من السماء، فتحرقكم
أأقول لكم: قال الله.
وتقولون لي: قال أبوبكر، وقال عمر؟"
فاحذروا أن يقع بكم
ما أشفق من ابن عباس على مجادليه،
واختر يا سماحة الشيخ للمحاجَّة أي مكان تشاء،
ولن أقول لك قبلها:
أنا المصيب،
وإنما أقول لك ما علمه الله لنبيه
– وهو الذي ملأ الله قلبه باليقين الثابت والهدى والحق –
( وإنا، أو إيَّاكم، لعلى هدى، أو في ضلال مبين ).
أما أن تشكو منا إلى النيابة – ولها احترامها –
فهو فرار جبان من صدمة الحق،
وعجز ذليل في الدفاع عن الرأي،
ولا نرتضي – رغم ما صنعت بنا –
أن تَمَسَّك ريبةٌ من تلك النقائص،
وأنت العالم الكبير
الذي تولى من قبل الخطير الكبير من مناصب الأزهر!.