الحديث الخامس والثلاثون
عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله :
"كل عمل ابن آدم يضاعف:
الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف.
قال الله تعالى:
إلا الصوم. فإنه لي، وأنا أجزي به؛
يدع شهوته وطعامه من أجلي.
للصائم فرحتان:
فرحة عند فطره،
وفرحة عند لقاء ربه.
ولَخَلُوف فم الصائم
أطيب عند الله من ريح المسك.
والصوم جُنَّة.
وإذا كان يوم صوم أحدكم
فلا يرفث ولا يصخب،
فإن سابَّه أحد أو قاتله،
فليقل:
إني امرؤ صائم"
متفق عليه.
ما أعظم هذا الحديث؛
فإنه ذكر الأعمال عموماً،
ثم الصيام خصوصاً
وذكر فضله وخواصه،
وثوابه العاجل والآجل،
وبيان حكمته،
والمقصود منه،
وما ينبغي فيه من الآداب الفاضلة.
كلها احتوى عليها هذا الحديث.
فبين هذا الأصل الجامع،
وأن جميع الأعمال الصالحة
– من أقوال وأفعال، ظاهرة أو باطنة،
سواء تعلقت بحق الله، أو بحقوق العباد –
مضاعفة من عشر إلى سبعمائة ضعف،
إلى أضعاف كثيرة.
وهذا من أعظم ما يدل على سعة فضل الله،
وإحسانه على عباده المؤمنين؛
إذ جعل جناياتهم ومخالفتهم الواحدة بجزاءٍ واحد،
ومغفرة الله تعالى فوق ذلك.