و"الأحد"
يعني:
الذي تفرد بكل كمال،
ومجد وجلال،
وجمال وحمد،
وحكمة ورحمة،
وغيرها من صفات الكمال.
فليس له فيها
مثيل
ولا نظير،
ولا مناسب
بوجه من الوجوه.
فهو الأحد في حياته وقيوميته،
وعلمه وقدرته،
وعظمته وجلاله،
وجماله وحمده،
وحكمته ورحمته،
وغيرها من صفاته،
موصوف بغاية الكمال ونهايته،
من كل صفة من هذه الصفات.
ومن تحقيق أحديته وتفرده بها
أنه "الصمد" أي:
الرب الكامل،
والسيد العظيم،
الذي لم يبق صفة كمال إلا اتصف بها.
ووصف بغايتها وكمالها،
بحيث لا تحيط الخلائق
ببعض تلك الصفات بقلوبهم،
ولا تعبر عنها ألسنتهم.
وهو المصمود إليه،
المقصود في جميع الحوائج والنوائب
{ يَسْأَلُهُمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } (1)
فهو الغني بذاته،
وجميع الكائنات فقيرة إليه بذاتهم،
في إيجادهم وإعدادهم وإمدادهم
بكل ما هم محتاجون إليه
من جميع الوجوه.
ليس لأحد منها غنى عنه
مثقال ذرة،
في كل حالة من أحوالها.
******************
(1) سورة الرحمن – آية 29 .