05-10-14, 10:05 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
باب تمني المريض الموت -------- عن أنس بن مالك قال قال النبي : "لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه فإن كان لا بد فاعلاً فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني ما كانت الوفاة خيرًا لي". "وعن خباب أنه اكتوى سبع كيات فقال إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا وإنا أصبنا ما لا نجد له موضعًا إلا التراب ولولا أن النبي نهانا على أن ندعو بالموت لدعوت به". وعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله يقول "لن يدخل أحدًا عملُه الجنة قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة فسددوا وقاربوا ولا يتمنين أحدكم الموت إما محسنا فلعله أن يزداد خيرًا وإما مسيئا فلعله أن يستعتب". هذه الترجمة هي التاسعة عشرة في الصحيح باب تمني المريض الموت وأما الترجمة السابعة عشرة كما في الصحيح: باب قول المريض : قوموا عني. النبي عليه الصلاة والسلام في مرض موته أراد أن يوصي ويعهد ويكتب كتابا لا يختلفون بعده فتلاحى فلان وفلان فقال عمر حسبنا كتاب الله، فقال النبي عليه الصلاة والسلام قوموا عني قوموا عني لا شك أنه إذا حصل شيء يضجر المريض، والمريض في حالة نفسية تجعله يضجر لأدنى شيء بخلاف السليم الصحيح فإنه يتحمل، والمريض لا يتحمل فمن حقه أن يقول قوموا عني وإذا احتاج إلى الراحة من حقه أن يقول قوموا عني ولا يلام مثل ما يلام السليم. والترجمة الثامنة عشرة باب من ذهب بالصبي المريض ليدعى له، إذا كان عندك ولد صبي أو بنت مريض أو مريضة تذهب به لمن يدعو له بأن يرفع عنه هذا المرض أو يرقيه هذا مشروع، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يؤتى بالصبيان وكان خيار الأمة أيضًا كذلك، وليس هذا من خصائصه عليه الصلاة والسلام كما يقال في التبريك والتحنيك وما أشبه ذلك الذي لم يفعله خيار الأمة مع أبي بكر وعمر إنما الدعاء أمره واسع، والنبي- عليه الصلاة والسلام- قال لعمر إذا رأيت أويسًا فقل له يستغفر لك فدعاء الأخيار لغيرهم سواء كانوا أخيارا أو دون ذلك سواء كانوا كبارا أو صغارا أمر مشروع، وليس من باب المسألة المنهي عنها قيل وقال وكثرة السؤال هذا ليس من المسألة؛ لأن المقصود بالمسألة المنهي عنها ما يتعلق بأمور الدنيا، أما المسألة في مسائل العلم مثلاً أو مسائل الدعاء له بأن يوفَّق في دينه ودنياه هذا ما فيه إشكال، بعد هذا باب تمني المريض الموت وتمني معروف مصدر مضاف إلى فاعله والمصدر يعمل عمل فعله ولذلك نصب به الموت باب تمني المريض الموت، أي هل يمنع مطلقًا أو يجوز مطلقًا أو يمنع في حال دون حال ثم ساق الحديث "عن أنس بن مالك قال قال النبي لا يتمنين" والخطاب في أحدكم للصحابة ومن بعدهم في حكمهم؛ لأن هذا خطاب شرعي تكليفي، نهي وليس خاصًا بالصحابة وإنما هو للأمة ممن يأتي بعدهم كهم "لا يتمنين أحدكم الموت لضرٍ أصابه" ويقيد هذا الضر بالضر الدنيوي بخلاف الضر الأخروي فإذا خشي على نفسه فتنة في دينه لا مانع أن يتمنى الموت لئلا يحصل له ما يفتله ويفتنه عن دينه، والدين رأس المال ولا خير في الحياة بدونه "فإن كان لا بد فاعلاً" يعني لهذا التمني "فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي" وبعض الروايات ما كانت كالأولى، قوله فليقل يدل على أن النهي عن التمني مقيد بما إذا لم يكن على هذه الصيغة، يعني هذه الصيغة جائزة فإن كان لا بد فاعلاً للتمني وهذا يدل على أن قوله اللهم أحيني تمني لكنه تمني مستثنى من النهي عن تمني الموت، فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي فيرد الأمر إلى الله جل وعلا وهو أعلم بالعواقب فإذا كانت العاقبة خيرًا فيطلب أو يدعو بالحياة وإذا كان الموت خيرًا له ويخشى عليه في مقتبل عمره من زيغ أو ضلال أو ردة أو تغييرٍ أو تحريف أو تبديل فالوفاة خيرٍا له ثم بعد هذا قال "عن خباب" وهو ابن الأرت رضي الله تعالى عنه "أنه اكتوى سبع كِيّات" يعني في بطنه اكتوى سبع كيات، في بعض الروايات فقال ما أعلم أحدًا لقي من البلاء ما لقيت، اكتوى سبع كيات وقال إنه ما لقي أحد من البلاء ما لقيت، والسياق ظاهر في أنه لقي من البلاء في بدنه. ويقول بعضهم أنه أراد بالبلاء ما فتح عليه من المال بعد أن كان لا يجد درهمًا ولا شك أن انفتاح الدنيا بلاء وابتلاء من الله جل وعلا ويقل ويندر من يجتاز هذا البلاء بنجاح، اكتوى سبع كيات وجاء النهي عن الكي على ما سيأتي، وفي حديث السبعين الألف لا يكتوون، وجاء أيضًا أن الشفاء في ثلاث. ومنها: الكي وسيأتي الحديث عن الكي- إن شاء الله تعالى- عمران بن حصين في مرضه كان يُسلَّم عليه، تسلم عليه الملائكة عيانًا السلام عليك ثم اكتوى فانقطع التسليم، ثم ندم على ذلك فعاد التسليم، وعمران بن حصين من جلة الصحابة يسلم عليه في مرضه عيانًا يعني تسلم عليه الملائكة بصوت يسمعه، فلما اكتوى دل على أن الكي مفضول لكنه قد يضطر إليه الإنسان لكنه ليس بحرام على ما سيأتي في حكمه، انقطع التسليم فندم على ذلك فعاد التسليم وسيأتي الكلام على الكي بشيء من التفصيل- إن شاء الله تعالى- فقال "إن أصحابنا الذين سلفوا" يعني من الصحابة الذين مضوا قبله وماتوا قبله "مضوا ولم تنقصهم الدنيا" يعني ما فتحت عليهم الدنيا فإذا كان الإنسان يسأل عن النعيم ثم لتسألن يومئذٍ عن النعيم لا شك أن هذا على حساب ما اكتسبه من أجر. يعني المعاوضة في الدنيا لكن لو لم يفتح شيء من أمور الدنيا ولا تنعم بالدنيا كمن مضى من أصحابه فإن هذا لا شك أنه يوفر له الأجر يوم القيامة، لم تنقصهم الدنيا أي لم تنقص أجورهم بمعنى أنهم لم يتعجلوها في الدنيا، والدنيا لا شك أن من عجل له شيء منها صار على حساب ما يدخر له يوم القيامة "وإنا أصبنا ما لا نجد له موضعًا إلا التراب" ما لا نجد له موضعًا إلا التراب، منهم من يقول إن المراد به الإنفاق في البنيان الإنفاق في البنيان، ومنهم من يقول إنه لا يوجد له موضع إلا أن يكنزه تحت التراب من كثرته "ولولا أن النبي عليه الصلاة والسلام نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به" الدعاء بالموت أخص من تمني الموت لأنه قد يتمنى ولا يدعو لكنه لا يدعو إلا إذا تمنى وكل دعاء تمني، يعني مشتمل يكون بعد التمني دعاء من غير عكس، فلذلك أدخله في هذه الترجمة لا يقال أن الترجمة باب تمني الموت وهذا أنا دعوت به، يقول الراوي : ثم أتيناه مرة أخرى خباب وهو يبني حائطًا له فقال إن المسلم ليؤجر في كل شيء ينفقه إلا في شيء يجعله في هذا التراب يعني تبني قصر أكثر من حاجتك ما تؤجر عليه بل يعد هذا إسرافا، كل إنفاق تصحبه النية الصالحة يؤجر عليه إلا ما يجعل في التراب لكن لو اشترى أرضًا مساحتها عشرة آلاف متر ويكفيه مع أسرته خمسمائة متر وقال زيادة هذه المساحة أجعلها لضيوفنا وأبناء السبيل وطلاب العلم يعتبر نفسه مأوى للغرباء مثلاً ويبني بهذه النية لا شك أنه يؤجر عليها، لكن إن تظاهر للناس بهذا وفي قرارة نفسه العكس لا شك أنه يذم بهذا القصد كمن هاجر للدنيا والأصل في الهجرة من أجل الدنيا ما فيها إشكال وشخص ما وجد عمل في هذا البلد وانتقل إلى بلد آخر يوجد فيه عمل لايلام، وجد شخص بحث عن زوجة في هذا البلد ما وجد، فسافر إلى بلد آخر ليتزوخ ما يلام لكن يلام إن تظاهر بأنه إنما هاجر لله ورسوله وهو في حقيقة الأمر إنما هاجر من أجل المرأة أو الدنيا، وهكذا إذا وسّع البيت وقال يريده مأوى لأبناء السبيل ثم بعد ذلك يغلق الأبواب ويجعله منتزهًا له ولأولاده يزاول فيه الرياضات ويزاول فيه المشي والجري هذا لا يؤجر عليه. ثم قال رحمه الله: "عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله يقول لن يدخل أحدًا عملُه الجنة" لن يدخل أحدًا عملُه الجنة، الله جل وعلا يقول: (وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون) والرسول عليه الصلاة والسلام يقول "لن يدخل أحدًا عملُه الجنة" فيه تعارض أو ما فيه تعارض؟ الظاهر فيه تعارض، (أورثتموها بما كنتم تعملون)، (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) هذا ظاهره التعارض لكن أهل العلم يقولون: إن دخول الجنة بفضل الله ورحمته والمنازل منازل الجنة ودرجات الجنة تنال بالأعمال "قالوا ولا أنت يا رسول" لا ينجيك عملك مع عظم قدره عند الله- جل وعلا- "قال لا ولا أنا إلا أن يتغمدني" يعني يسترني الله جل وعلا "بفضل ورحمة" وفي رواية: إلا أن يتداركني الله برحمته "فسددوا" اقصدوا السداد أي الصواب "وقاربوا" يعني دون تفريط ولا إفراط فسددوا وقاربوا "ولا يتمنين أحدكم الموت" لماذا؟ لأنك لا تخلو من حالين "إما محسنًا" إما أن تكون محسنًا فلعلك أن تزداد خيرًا "إما محسنا فعله أن يزداد خيرًا وإما أن يكون مسيئًا فلعله أن يستعتب" فلعله أن يستعتب يعني يطلب العُتبى والإرضاء بالتوبة مما صدر منه وبدر من السيئات ورد المظالم إلى أهلها وتدارك ما فات من عمره؛ لأنه كان مسيئًا فمثل هذا زيادة العمر له بهذا القصد نافع، لكن زيادة العمر له مع استمراره في عصيانه خيركم من طال عمره وحسن عمله وشركم من طال عمره وساء عمله. ------------- الشيخ عبد الكريم الخضير
الموضوع الأصلي: لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه || الكاتب: دعوة الاسلام || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد gh djlkdk Hp];l hgl,j gqv Hwhfi |
||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 3 : | |
ALSHAMIKH, السليماني, omloay |
|
|