القصاص هو الذي يسرد القصص ويكثر منها فتراه يسرد قصة تلو قصة معرضا عن القرآن الكريم والسنة النبوية وغافلا عن قوله تعالى: « فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45) » سورة «ق»
جاء في حديث حسَّنه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 1681 ) عن النبي قال : ( إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لمَّا هَلَكُوا قَصُّوا ) .
قال الشيخ الألباني – رحمه الله - :
قال في " النهاية " : ( لما هلكوا قصوا ) : أي : اتكلوا على القول وتركوا العمل ، فكان ذلك سبب هلاكهم ، أو بالعكس : لما هلكوا بترك العمل أخلدوا إلى القصص .
وقال الألباني – معقِّباً - :
ومن الممكن أن يقال : إن سبب هلاكهم اهتمام وعاظهم بالقصص والحكايات دون الفقه والعلم النافع الذي يعرف الناس بدينهم ، فيحملهم ذلك على العمل الصالح ؛ لما فعلوا ذلك هلكوا . " السلسلة الصحيحة " ( 4 / 246 ) .
وهذا هو حال القصَّاص : الاهتمام بالحكايات والخرافات ، وسردها على العامة ، دون الفقه والعلم ، ويسمع العامي كثيراً ولا يفقه حكماً ولا يستفيد علماً .
قال ابن الجوزي في " تلبيس إبليس " ( ص 150 ) :
والقصاص لا يُذمون من حيث هذا الاسم لأن الله عز وجل قال : ( نَحْنُ نَقصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَص ) وقال : ( فَاقْصُص القَصَص ) .
وإنما ذُمَّ القصاص لأن الغالب منهم الاتساع بذكر القصص دون ذكر العلم المفيد ، ثم غالبهم يخلط فيما يورد وربما اعتمد على ما أكثره محال .
انتهى
وعن أبي قلابة عبد الله بن زيد قال : ( ما أمات العلم إلا القصاص ، يجالس الرجلُ الرجلَ سنةً فلا يتعلق منه شيء ، و يجلس إلى العلم فلا يقوم حتى يتعلق منه شيء ) . " حلية الأولياء " ( 2 / 287 ) .
وكم أحدث هؤلاء القصاص من آثار سيئة على العامة ، وسردهم لتلك الخرافات جعلت لهم منزلة عند العامة الذين يصدِّقون كل ما يسمعون حتى أصبحوا مقدَّمين على العلماء وطلبة العلم .
قال الحافظ العراقي – رحمه الله - : ومن آفاتهم : أن يحدِّثوا كثيراً من العوام بما لا تبلغه عقولهم , فيقعوا في الاعتقادات السيئة , هذا لو كان صحيحاً , فكيف إذا كان باطلاً ؟! .
" تحذير الخواص " للسيوطي ( ص 180 ) نقلاً عن " الباعث على الخلاص " للعراقي .
........
الحسن البصري رحمه الله تعالى
روي عنه قوله "القصص بدعة ونعمت البدعة . كم من دعاء مستجاب واخ مستفاد.
محمد بن سيرين رحمة الله عليه
سأل رجل محمد بن سيرين عن القصص . قال : بدعة. ان اول ما احدث الحرورية القصص.
ويقصد بالحروريه هم : الخوارج .. وسبحان الله تجد في زمننا يتبع الخوارج وهم فرقة الاخوان المسلمين منهج القصص الخياليه التي تتعلق بالحور العين حتى يخدعون الشباب ويغرورهم بالقصص التي تتعلق بالجهاد وانه سوف تكلمه الحور قبل موته ..
مالك بن انس رحمة الله عليه
روي عنه كراهية القصص. ذكر ذلك ابن الحاج في"المدخل "
سفيان الثوري رحمة الله عليه: كان مذهب سفيان الاّ يستقبلوا القصّاص بوجوههم بل عليهم ان يولّوا البدع ظهورهم واصحابها ايضا.
قال عبد الله بن عمر - ا -:" لَم يكن يُقصّ على عهد رسول الله ولا عهد أبي بكر، ولا عهد عمر، ولا عهد عثمان، وإنَّما هو شيء أُحدث بعدما وقعت الفتنة."
قال الأعمش - رحمه الله - :" اختلف أهل البصرة في القصص، فأتوا أنس بن مالك، فسألوه: أكان النبي يقص؟ قال: لا"
قال عمرو بن زرارة – رحمه الله - :" وقف عليَّ عبد الله - يعني ابن مسعود - وأنا أقصُّ، فقال: « يا عمرو! لقد ابتدعت بدعةً ضلالةً، أوَ إنك لأهدى من محمد وأصحابه ! »، فلقد رأيتهم تفرقوا عني حتى رأيت مكاني ما فيه أحد."
قال الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله : ( أكذب الناس القصّاص والسوّال ، وما أحوج الناس إلى قاصّ صدوق ، لأنهم يذكرون الموت وعذاب القبر، قيل له : أكنت تحضر مجالسهم ؟ قال : لا ) .
قال أبو المليح – رحمه الله : ( ذكر ميمون بن مهران - القصّاص ، فقال : لا يخطئ القاصّ ثلاثاً : إما أن يُسمن قوله بما يهزل دينه ، وأما أن يُعجب بنفسه ، وإما أن يأمر بما لا يفعل )
قال عاصم بن بهدلة – رحمه الله : ( كنا نأتي أبا عبد الرحمن السلمي ونحن غلمةٍ أيفاع ، فيقول : لا تجالسوا القصّاص ، وقال : لا يُجالسنا من يُجالس القصّاص ، وقال : اتّقوا القصّاص ) .
:قال ابن الجوزي – رحمه الله : ( ومعظم البلاء – في وضع الحديث – إنما يجري من القصّاص ، لأنهم يزيدون أحاديث تثقّف وترقّق ، والصّحاح يقلّ فيها هذا ) .
أخرج ابن وضّاح في كتابه ( البدع والنهي عنها ) بسنده إلى الضحّاك أنه قال : ( رأيت عمر بن عبد العزيز يسجن القصّاص ومن يجلس إليهم ) .
عن همام بن الحارث التيمي قال : لما قصّ إبراهيم التيمي أخرجه أبوه من داره . وقال : ما هذا الذي أحدثت ؟ ) .
وقال ابن الجوزي : " وكره بعض السلف القصص لأحد ستة اشياء " وبل زاد بعضهم :
1-لأن القصص بدعة لم يكن على عهد رسول الله .
2- لندرة صحة اخبار المتقدمين .
3- لأن القصص يشغل عن قراءة القرآن ورواية الحديث والتفقه في الدين .
4- لأن في القرآن والسنة من العظة ما يكفي عن غيره مما لم يصح .
7- تعويد عامة الناس على الكذب وعدم التثبت والمبالغات والخيالات الزائفة.
8- يصرفون وجوه الناس إليهم دون العلماء العاملين والهداة المهتدين فتجد العامة يجلسون للقصاصين ويزهدون بالأئمة الإعلام.
9- اغترار كثير من الناس بالقصاصين فيظن أنهم من أهل العلم والفقه والفتوى فيسألهم ويستفتيهم فربما أفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا.
10- يصرفون الناس عن قصص القرآن والتي هي أحسن القصص قال تعالى (( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ )) [سورة يوسف:3]
11- ومن أكبر المفاسد روايتهم لقصص الأنبياء فيكيلون فيها كيل بعير من الزيادات والإضافات حتى يصفوهم بما لا يليق بهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
12- روايتهم للفتن التي جرت بين الصحابة والنيل منهم وتنقصهم مع أن الواجب الإمساك عما جرى بين الصحابة.
قال احد السلف: ومن آثار اكل الحرام ان العبد لا يقوى على طاعة ,قال سهل ابن منبه: من اكل الحرام عصته جوارحه, شاء ان ابى , علم او لم يعلم, ومن اكل الحلال اطاعته جوارحه ووفقت للخيرات.
ومن آثار اكل الحرام انه سبب لضعف الديانه, وعمي البصيره, ومحق البركه من الارزاق, وسبب لحلول المصائب والنكبات, وسبب لإنتشار البغضاء والعداوه بين الناس