بيت التـاريـخ الإسلامي يرجى التحقق من صحة النقل مع ذكر المصدر |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
20-06-15, 11:53 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت التـاريـخ الإسلامي
علم النبي بعد عودة سرية مؤتة إلى المدينة سنة ثمان للهجرة أن قضاعة التي إشتركت في القتال إلى جانب الروم، بدأت تتجمع تريد الإقتراب من المدينة لتهديدها، ومحاولة القضاء على المسلمين بعد أن غرها ما حدث للمسلمين في مؤتة. فجهز النبي سرية من ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار، وأمَّر عليها عمرو بن العاص بهدف أن يقضي على خطر قضاعة في مهده.
عن عمرو بن العاص قال: بعث إليَّ رسول الله يأمرني أن آخذ علي ثيابي وسلاحي، ثم آتيه، قال: ففعلت، ثم أتيته وهو يتوضأ، فصعد فيَّ البصر ثم طأطأ، ثم قال: «يا عمرو إني أريد أن أبعثك على جيش فيغنمك الله ويسلمك، وأرغب لك من المال رغبة صالحة»، قال: فقلت: يا رسول الله إني لم أسلم رغبة في المال، ولكني أسلم رغبة في الإسلام، وأن أكون مع رسول الله ، فقال: «يا عمرو نعم المال الصالح للرجل الصالح» رواه أحمد. وأمر النبي عمرو بن العاص بأن يستعين بمن مر به من بلاد بَلِي وعُذْرَةَ وبَلْقَيْنِ، فإنطلق عمرو في ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار، وأمر بالسير بالليل والراحة بالنهار، فلما إقترب من مكان تجمع الأعداء بلغه أن لهم جموعاً كثيرة، فبعث رافع بن مَكِيثٍ الجُهَنِي إلى رسول الله يستمده فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في مائتين، فيهم أبو بكر وعمر ا وعقد له لواء، وأمره أن يلحق بعمرو، وأن يكونا جميعاً ولا يختلفا. واصل عمرو بن العاص السير، حتى وطئ بلاد قُضَاعَة، وتوغل في ديارهم، ولقي جمعاً منهم، فحمل عليهم المسلمون وقاتلوهم فهربوا في البلاد متفرقين مذعورين منهزمين، فبعث عمرو عوف بن مالك الأشجعي بريداً إلى رسول الله ليخبره برجوعهم وسلامتهم، وما كان في غزاتهم، وسُميت هذه السرية بذات السلاسل لأن المسلمين نزلوا على ماء يقال له: السلسل. ومع ما حققته هذه المعركة من أهداف على الصعيد الميداني، فقد أسهمت كذلك في إبراز عمرو بن العاص كشخصيّة عسكرية فذّة، وقيادة حكيمة، كان لها دورها في الفتوحات الإسلامية بعد ذلك. ومن ملامح شخصيته : إخلاصه لله عز وجل، وقوة إيمانه ويقينه، وحبه لرسول الله ، يظهر ذلك في قوله : ما أسلمت من أجل المال، ولكني أسلمت رغبة في الإسلام، وأن أكون مع رسول الله . كذلك حكمته وخبرته العسكرية وقد ظهر ذلك من خلال بعض المواقف في هذه السرية: ففي إحدى الليالي حاول بعض الجنود إشعال النيران ليتقوا بها من شدة البرد، فنهاهم عمرو عن ذلك أشدّ النهي، فشكى الناس إلى أبي بكر رضي الله عنه شدّة عمرو، فذهب إليه وكلّمه، لكنَّ عمرو أصرّ على رأيه ومنعهم معتمداً في ذلك على عمق فكره العسكري، وخوفهً من وقوع مفسدة أعظم من تلك المصلحة وهي أن يمتد ضوء النار فيكشف المسلمين وهم قلة لأعدائهم فيهجموا عليهم. وكان يسير ليلاً، ويختفي ويستريح نهاراً، وقد حقق بذلك أمرين مهمين: إخفاء تحركاته عن عدوه، وبذلك يضمن سلامة قواته، وحماية الجند من حر الشمس، وفي ذلك حماية وتقوية وعوناً لهم على القتال. ومن فقهه في هذه السرية ما حدث به حين قال: إحتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل، فأشفقت إن إغتسلت أن أهلك فتيممت، ثم صليت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنبي فقال: يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟ فأخبرته بالذي منعني من الإغتسال، وقلت: إني سمعت الله يقول: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} [النساء:29]، فضحك رسول الله ولم يقل شيئاً، رواه أبو داود. وقد استُنبط العلماء من ذلك: أن التيمم يقوم مقام الغسل بالنسبة للجنب مع وجود الماء إذا خشي أن يؤدي إستخدام الماء إلى الضرر، فلقد تيمم عمرو بن العاص لما أصبح جنباً مع وجود الماء عنده وصلى، وأقره النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه. لقد مكنت هذه السرية الناجحة مع صغرها من إستعادة هيبة المسلمين في شمال الجزيرة بعد أن تزعزعت في أعقاب سرية مؤتة، كما بسطت هيبة الدولة الإسلامية، وكسرت عصا التمرد التي طالما أشهرتها بعض القبائل العربية الموالية للروم، وأسهمت كذلك في إسلام الكثير من أهالي بني مرة، وبني ذبيان،، وكذلك فزارة وسيدها عيينة بن حصن، وتبعها بنو سُلَيم، وعلى رأسهم العباس بن مرداس، وبنو أشجع، ومن ثم أصبح المسلمون هم الأقوى في شمال بلاد العرب. المصدر: موقع الشبكة الإسلامية الموضوع الأصلي: دروس من سرية ذات السلاسل || الكاتب: أبـو عـبـد الـرحـمـن || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد ]v,s lk svdm `hj hgsghsg
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|