الشبهة: لماذا لا يروي أهل السنة الحديث النبوي من طريق فاطمة ا عن أبيها صلى الله عليه وسلم ولو حديثا واحدا، كما يروون عن عائشة ا، أليس في هذا إجحافا لها وصدا عنها وتنقيصا لمقامها العالي الشريف ؟!!
الجواب :
من وجوه: أولا : إن عائشة ا كانت مع النبي ، وفي بيته، وخصوصا بعد الهجرة، حيث بدأ التشريع -من أحكام وأخبار- يكثر وينتشر، فطبيعي أن تروي عنه أكثر من غيرها. ثانيا : إن عائشة ا عاشت بعد النبي سنوات عديدة، بعكس فاطمة ا، فقد ماتت بعد النبي بستة أشهر، فلم يكن لديها الوقت الكافي للتحديث أو لنقل العلم. ثالثا : القول بأن فاطمة ا لم ترو حتى حديثا واحد، هذا جهل بما في كتب السنة، وبيان ذلك أن فاطمة رضي الله عنها روت عدة أحاديث عن النبي ، وأحاديثها موجودة في كتب السنة ودواوين الإسلام، منها ما رواه البخاري والترمذي واللفظ له، أن فاطمة قالت: أخبرني رسول الله أنه يموت، فبكيت، ثم أخبرني أني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران فضحكت.
وعند أبي داود في حديث طويل: أن فاطمة سألت رسول الله عن دينار وجده علي فقال لها: (هو رزق الله...... )الحديث.
وقد قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى في السير عن أحاديث فاطمة رضي الله عنها: (لها في مسند بقي بن مخلد ثمانية عشر حديثاً، منها حديث واحد متفق عليه). رابعا : الذي يجب أن يستغرب منه ويتعجب أشد العجب منه، هو عدم رواية الشيعة الحديث عن فاطمة في كتبهم، فكم حديثا لفاطمة في مقابل ما رووه عن الباقر والصادق والرضا ؟!!
عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.
.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]