يقول سبحانه واصفًا المؤمنين: ﴿ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ﴾ [الحج: 24]، هداهمُ الله سبحانه إلى أفضل القول، وأطيبِه، وأَطيب الكلمات وأحسنِها، وهي: كلمة الإخلاص، ثمَّ سائر الأقوال الطيِّبة التي فيها ذِكر الله والأقوال التي فيها إحسانٌ إلى عِباد الله[1].
فالألفاظ الجميلة، والعبارات اللَّطيفة، لها وَقْعٌ عظيم على النفوس، بل هي عِبادة تتقرَّب بها إلى الله، كما قال النبيُّ : ((والكلِمة الطيبةُ صدَقة))[2]، فهي صدَقة على نفسك، وصدَقة متعدٍّ نفعُها إلى غيرك.
فلا تبخَل بذلك على ولدك؛ بل اجعل الكلمات الرائعة، والعبارات الرَّائقة دَيدنك ومنهجَك في التعامل مع أبنائك، وستجد أثرها كبيرًا عليهم.
ابذل الكلمات الطيِّبة، ولا تَقف تنتظر ثمرتَها الآنيَّة، فقد تراها في وقتها، وقد يبدو صلاحُها بَعْدُ، فأنتَ مأجورٌ غير مَأْزورٍ بإذن الله.
ويقول د. غازي الشمري:
"من خلال كثيرٍ من التجارب لحلِّ المشاكل التربويَّة، وُجد أنَّ أكثر ما يساهم في انحراف الأبناء سوء استخدام الألفاظ والكلام، فكثيرٌ من الأبناء يَستمعون إلى الكلام السيِّئ من آبائهم، وهناك فَتاة برَّرَت انحرافها وهي غير رَاضية عن نفسها بأنَّها أرادَت أن تنتقم من سوء كَلام والدَيها لها"[3].
إذًا علينا أن ننتَقي كلماتنا وعباراتنا؛ لكي نحافِظ على أبنائنا من الضَّياع والدَّمار، وإنِّي أعرف شابًّا في العشرين من عمره، كثيرًا ما كان يتشاجر مع أمِّه، بل ويَهجرها هو فلا يكلِّمها بالأيام؛ بسبب سبِّها له، وشَتْمها الدَّائم، ووصفه بالكلمات البذيئة.