25-10-15, 11:05 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
تبكي على استحياء بعد أن أنهتْ قراءةَ وِرْدِها من سورة القصص عند قصة موسى – – وماء مدين، أخذتُ وإياها نتدبر ظلال هذه الآيات، وهي قوله تعالى: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ} تأملنا سويا ابتعاد المرأتين عن موطن الرجال، وكيف انتبه موسى لحالهما، وأنه لم يكتفِ بالنظر إليهما بل بادر بمروءته وسألهما عن شأنهما، ولم يكتفِ بذلك بل قام أيضا بمساعدتهما، ثم تولى عنهما غيرَ طالبٍ أجرا إلا من الله تعالى. فأخذتُ وإيّاها نبحر في هذا المعنى الجليل وهذه المواقف السامية التي امتزج فيها الحياء بالمروءة. وبينما أنا وهي كذلك إذ توقفتْ هنيهة وقالتْ: لقد تذكرتُ شيئا مهما وأريد أن أوشوش لكِ به. قلتُ: هاتِ وشوشتكِ وكلي قلوبٌ صاغيةٌ. قالت: لقد مررتُ قبل سنوات بمثل موقف المرأتين مع موسى – -، وحصل لي ما يشبه الموقف بحذافيره. قلت لها وقد أخذني الفضول: وكيف ذلك؟ هيا أخبريني. قالت: خرجتُ ذات ليلة من أحد الجوامع وكنتُ أحضُرُ درسا فيه، وانتهى الدرس بعد صلاة العشاء، فخرجتُ كعادتي أنتظر أبي، وطال انتظاري فرجعت للجامع مرة أخرى لأني لم أحبذ وقوفي على قارعة الطريق، ولكن ما أفزعني أن كل من بالجامع قد ذهب حتى العاملة به، فقد قالت لي: أعتذر لكِ يا ابنتي أنا مضطرة أن أُقفل الجامع، فخرجتُ وعدتُ إلى حيث أنتظر أبي، وتمر ساعة كاملة ولم يأتِ، فبدأ القلق ينهش مشاعري، وصرت أتساءل: أين أنت يا أبي؟ لماذا تأخرت؟! ولم يكن لدي في ذاك الوقت هاتفا جوالا. وصار الوقت يزحف للعاشرة مساء والظلام يلف المكان، والمارةُ كلهم من الرجال فبدأ الخوف يقاسم القلق مشاعري، وبدأت أبكي كطفلة في صحراء، وأُغلِق على عقلي كيف أتصرف، فأخذتُ في ذكر الله والدعاء بإلحاح، وقد بلل الدمع خماري وأنا في حالة لا يعلمها إلا الله تعالى، وأثناء ذلك لمحتُ رجلين مستندان على حائط الجامع، وأحدهما يراوح النظر تجاهي ويبدو عليه سيما الصلاح، وللحظةٍ شعرتُ باطمئنان لا أدري سببه، فقلت في نفسي: ربما يقفان لأجلي حتى لا يصيبني سوء، ربما. وبعد لحظات تقدم أحدهما الذي عليه سيما الصلاح ومدّ يده يناولني جواله ويقول: خذي واتصلي على أهلك. فارتبكتُ ولم أمدَّ يدي، فشعر بحالي ووضع جواله على الرصيف قربا مني وانتحى بعيدا، فأخذتُ الجوال واتصلتُ على أبي، ثم وضعته على الرصيف فجاء الرجل وأخذه. وما هي إلا لحظات حتى جاء أبي، وقد كان سبب تأخره أمر طارئ في عمله. بينما هي تحكي كنتُ أُصْغي إليها وعقلي يرسم الموقف، ففاجأتني بنبرة أيقظتني تقول: هيا أريد منكِ أن تسطري مشاعري شعرا ولن أقبل اعتذارا. فابتسمتُ لها وقلت: وكنتُ بليلٍ مهيض الجناحِ / وحيدًا أناظر كلَّ النواحي تأخَّر عني أبونا الحبيبُ / فكان الخوفُ مثلَ الرماحِ بكيتُ بكيتُ حتى ضعفتُ / وبللّ دمعي كلَّ الوشاحِ سئمتُ الوقوفَ بينَ الأنامِ / فجاء نبيلٌ بسيما الصلاحِ يقـــول: أخيَّتي ما خَطْبُكِ؟ / يمدُّ يديه بكلِّ ارتيـــاحي وقفتُ أصيــــح كأني صغيرٌ / تولَّى عنِّي نحوَ البـــراحِ فجاء الغوثُ يمدُّ فؤادي / كليلٍ تَنَاءَى نحوَ الصباحِ فشكرا وشكرا إليكَ إليكَ / سقاكَ الكريمُ ماءَ القراحِ تألق
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد rwm L jf;d ugn hsjpdhx
التعديل الأخير تم بواسطة تألق ; 29-10-15 الساعة 01:46 AM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 3 : | |
ALSHAMIKH, السليماني, عزتي بديني |
|
|