بـاب السيـرة النبـويـة يختص بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومأثره والدفاع عنه |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
15-11-15, 04:03 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بـاب السيـرة النبـويـة
- - د.ناصر العقل إذا تأملنا القرآن الكريم ، وسيرة الرسول - - في الدعوة ، نصل إلى حقيقة واضحة كل الوضوح ، وهي : * أن غالب آيات القرآن الكريم جاءت في تقرير عقيدة التوحيد ، توحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات ، والدعوة إلى إخلاص العبادة والدين لله وحده لا شريك له ، وتثبيت أصول الاعتقاد ( الإيمان والإسلام ) . أن رسول الله - - قضى غالب وقته - بعد النبوة - في تقرير الاعتقاد والدعوة إلى توحيد الله - تعالى - بالعبادة والطاعة ، وهذا هو مقتضى ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) . فالدعوة إلى العقيدة تأصيلاً وتصحيحاً شملت الجزء الأكبر من جهد الرسول - - و وقته في عهد النبوة . وإليك بيان ذلك : 1- أن الرسول- - قضى ثلاثاً وعشرين سنة في الدعوة إلى الله . هي عهد النبوة ، منها ثلاث عشرة سنة في مكة، جُلـها كانت في الدعوة إلى تحقيق ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) أي الدعوة إلى توحيد الله - تعالى- بالعبادة والألوهية وحده لا شريك له ، ونبذ الشرك وعبادة الأوثان وسائر الوسطاء ، ونبذ البدع والمعتقدات الفاسدة . ومنها عشر سنين في المدينة ، وكانت موزعة بين تشريع الأحكام ، وتثبيت العقيدة ، والحفاظ عليها ، وحمايتها من الشبهات ، والجهاد في سبيلها ، أي أن أغلبها في تقرير التوحيد وأصول الدين ، ومن ذلك مجادلة أهل الكتاب ، وبيان بطلان معتقداتهم المحرفة ، والتصدي لشبهاتهم وشبهات المنافقين ، وصد كيدهم للإسلام والمسلمين ، وكل هذا في حماية العقيدة قبل كل شيئ . فأي دعوة لا تولي أمر العقيدة من الاهتمام كما أولاها رسول الله - - علماً وعملاً ; فهي ناقصة . 2- أن الرسول - - إنما قاتل الناس على العقيدة (عقيدة التوحيد) حتى يكون الدين لله وحده ، تلك العقيدة المتمثلة في شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، على الرغم أن سائر المفاسد والشرور كانت سائدة في ذلك الوقت ، ومع ذلك فإن رسول الله - - جعل الغاية من قتال الناس تحقيق التوحيد، وأركان الإسلام ، فقد قال - - : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، و يقيموا الصلاة ويُؤتوا الزكاة ، فإن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم إلا بحق الإسلام ، و حسابهم على الله " . وهذا لا يعني أن رسول الله - - لم يبال بالأمور الأخرى من الدعوة إلى الفضائل والأخلاق الحميدة من ( البـر والصلة والصـدق والوفـاء والأمانة) ، وترك ضدها من ( الآثام والكبائر كالربا والظلم وقطيعة الرحم ) . وحاشاه ذلك ، لكنه جعلها في مرتبة بعد أصول الاعتقاد ، لأنه يعلم وهو القدوة - - أن الناس إذا استقاموا على دين الله وأخلصوا له الطاعة والعبادة حسنت نياتهم وأعمالهم ، وفعلوا الخيرات واحتنبوا المنهيات في الجملة ، وأمروا بالمعروف حتى يسود بينهم ويظهر ، ونهوا عن المنكر حتى لا يظهر ولا يسود . إذن فمدار الخير على صلاح العقيدة ، فإذا صلحت استقام الناس على الحق والخير ، وإذا فسدت فسدت أحوال الناس ، واستحكمت فيهم الأهواء والآثام ، وسهلت عليهم المنكرات . وإلى هذا يشير الحديث الصحيح عن النبي - : " ألا وإن الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب " . فالرسول - - بالإضافة إلى كونه دعا إلى إخلاص الدين لله ، وقاتل الناس حتى يشهدوا بكلمة الإخلاص ، فإنه - - كان يدعوا إلى جميع الأخلاق الفاضلة ، جملة وتفصيلاً ، وينهى عن ضدها ، جملة وتفصيلاً . وكما اهتم - - بإصلاح الدين، كان يعمل على إصلاح دنيا الناس ، إنما كان ذلك كله في مرتبة دون الاهتمام بامر التوحيد وإخلاص الدين لله وحده ، وهذا ما يجهله أو يتجاهله المنازع في هذه المسألة . 3 – إذا تأملنا القرآن الكريم ، المنزل على رسول لله - - رحمة للعالمين ومنهاجاً للمسلمين إلى يوم الدين ، وجدنا أن أغلبه في تقرير العقيدة وتقرير أصولها ، وتحرير العبادة والطاعة لله وحده لا شريك له ، واتباع رسوله - - . فإن أول شيئ نزل به القرآن ، وأمر الله تعالى رسوله - - أن يفعله هو أن يكبّـر الله تعالى ويعظمه وحده ، وأن ينذر الناس من الشرك ، وأن يتطهر من الآثام والذنوب وغيرها ، ويهجر ما هم عليه من عبادة الأصنام ، ويصبرعلى ذلك كله، قال الله تعالى : { يَا أَيّهَا الْمُدَّثِّر* قُمْ فَأَنْذِر * ْوَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّر * ْوَالرُّجْزَ فَاهْجُر * ْوَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ } [ سورة المدثر ، الآية : 1 - 7 ] . ثم استمر القرآن الكريم يتنزل على رسول الله - - سائر العهد المكي ، لتثبيت العقيدة وتقريرها ، والدعوة إلى إخلاص العبادة والدين لله وحده ، و اتباع رسوله - . لذلك نجد أن أغلب آيات القرآن الكريم في العقيدة : إما بصريح العبارة، وإما بالإشارة ، حيث إن معظم القرآن جاء في تقرير توحيد الألوهية وإخلاص العبادة لله وحده ، وتوحيد الربوبية والأسماء والصفات ، وأصول الإيمان والإسلام ، وأمور الغيب والقدر خيره وشره ، واليوم الآخر ، والجنة وأهلها ونعيمها ، والنار وأهلها وعذابها ( الوعد والوعيد ) ، وأصول العقيدة تدور على هذه الأمور . وقد ذكر العلماء أن القرآن : ثلث أحكام ، وثلث أخبار ، وثلث توحيد . وهذا ما فسروا به قول النبي- - : " قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن " . فإن { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } اشتملت على أعظم التوحيد والتنزيه لله – تعالى - . وآيات الأحكام لاتخلو من ذكر للعقيدة وأصول الدين ، وذلك من خلال ذكر أسماء الله وصفاته ، وطاعته وطاعة رسوله - - ، وذكر حكم التشريع ... ونحو ذلك . وكذلك آيات الأخبار والقصص أغلبها في الإيمان والاعتقاد ، وذلك من خلال أخبار المغيبات والوعيد واليوم الآخر ، ونحو ذلك . وبهذا يتحقق القول : بأن القرآن الكريم هو الهادي إلى التي هي أقوم إلى يوم القيامة ، وغالب آياته في تقرير العقيدة والدعوة إليها والدفاع عنها والجهاد في سبيلها . وبهذا نصل إلى نتيجة بينة ، هي : أنه على الدعاة الذين جعلوا القرآن الكريم وسنة الرسول - - هديهم أن يدركوا هذه الحقيقة من القرآن والسنة ، و يعملوا بها ، كما فعل الرسول- - وأصحابه . والله الهادي إلى سواء السبيل . الموضوع الأصلي: عـقـيدة التوحيـــد في دعـوة نبـينا محمـد _صلى الله عليه وسلم_ د.ناصر العقـــل.. || الكاتب: تــقــى || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد uJrJd]m hgj,pdJJJ] td ]uJ,m kfJdkh lplJ] _wgn hggi ugdi ,sgl_ ]>khwv hgurJJJg>>
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|