08-01-16, 09:56 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
الخوارج أو الحرورية :
تعتبر فرقة الخوارج أول فرقة ظهرت في أيام الصحابة، وفي عهد علي بن ابي طالب رضي الله عنه بالتحديد،بعقيدتهم الجريئة المتطرفة في الجرأة ،واتجاههم الشاذ المنفرد،حيث اعتبروا عدم ارتكاب الكبائر أصلا من أصول الدين و الإيمان؛ فانطلاقا من ذلك صرحوا بكفر مرتكب الكبيرة كفرا بواحا ناقلا من الملة، كما صرحوا بجواز الخروج على الإمام، بل كانوا يعتبرون أنه من الامر بالمعروف و النهي عن المنكر. * قصة خروجهم: و قد ذكر بعض أهل العلم أنه لما خرجت الخوارج أو الحرورية ؛ اجتمعوا في دار لهم أو لبعضهم في ضاحية البصرة في مكان يقال له: "الحروراء" و عددهم ستة آلاف مقاتل، وأخذوا يتهيئون للقتال مع علي رضي الله عنه ،فطلب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما من علي بن ابي طالب الإذن ليخرج إليهم ليحاورهم لعلهم يرجعون إلى الحق ، فقال علي لابن عباس : إني أخاف عليك . فقال ابن عباس: كلا. ثم قال ابن عباس : فخرجت إليهم وأنا لابس أحسن ما يكون من حلل اليمن. قال أبو زميل ـ راوي القصة ـ: كان ابن عباس رجلا جميلا جهيرا. يقول ابن عباس :فخرجت إليهم، وأتيتهم وهم في دار لهم بالحروراء، فسلمت عليهم، فقالوا: مرحبا بك يا ابن عباس ؛ فما هذه الحلة؟ قال :قلت: ما تعيبون علي؟ لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه و سلم أحسن ما يكون من الحلل ، و تلوت عليهم قوله تعالى {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق } [الأعراف32]. قالوا: ما جاء بك؟ قلت: أتيتكم من عند صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من المهاجرين و الأنصار؛لأبلغكم ما يقولون؛ فعليهم أنزل القرآن، وهم أعلم بالوحي منكم ،وفيهم أنزل، وليس فيكم منهم أحد. فقال بعضهم: لا تخاصموا قريشا؛ فإن الله تعالى يقول:{بل هم قوم خصمون}[الزحرف58]. قال ابن عباس : ورأيت قوما لم أر قط أشد اجتهادا منهم، وجوههم من السهر،كأن أيديهم و ركبهم تثنى عليهم. فمضى من حضره، قال بعضهم: لنكلمنه و لننظرن ما يقول. قلت: أخبروني ماذا نقمتم على ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم و صهره و المهاجرين و الأنصار؟ قالوا: ثلاثا. قلت: ما هن؟ قالوا: إحداهن: فإنه حكم الرجال في أمر الله، وقال الله تعالى:{ إن الحكم إلا لله}[الانعام:57]. وما للرجال وما للحكم؟ قلت: هذه واحدة. قالوا: و أما الاخرى؛ فإنه قاتل ولم يَسْبِ ولم يغنم ؛ فلئن كان الذن قاتل كفارا؛ لقد حل سبيهم و غنيمتهم، لئن كانوا مؤمنين؛ ما حل قتالهم! قلت هذه ثنتان،فما الثالثة؟ قالوا:إنه محا نفسه من أمير المؤمنين؛ فهو أمير الكافرين. قلت أعندكم سوى هذا. قالوا: حسبنا هذا. فقلت لهم: أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله و من سنة رسوله صلى الله عليه و سلم ما يرد به قولكم؛ أترضون؟! قالوا نعم. فقلت لهم: أما قولكم: حكم الرجال في أمر الله، فأنا أقرأ عليكم ما قد رد الله حكمه إلى الرجال في ثمن ربع درهم في أرنب و نحوها من الصيد، فقال تعالى{يأيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد و أنتم حرم و من قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم}[المائدة95]. ثم قال: وأنتم تعلمون أن الله لو شاء لحكم و لم يجعل ذلك إلى الرجال. و في المرأة و زوجها قال تعالى:{و إن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله و حكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما}[النساء35]. فجعل حكم الرجال سنة مأمونة، أخرجت من هذه؟ قالوا :نعم. قال: وأما قولكم: قاتل ولم يسب ولم يغنم؛ أتسبون أمكم عائشة، ثم تستحلون منها ما تستحلون من غيرها؟ ولئن قلتم: ليست أمنا؛ لقد كفرتم؛ فإن الله يقول:{وأزواجه أمهاتكم}[الاحزاب:6].فأنتم تدُورُون بين الضلالتين: أيهما صرتم إليها صرتم إلى ضلالة. فنظر بعضهم إلى بعض. قلت :أخرجت من هذه؟ قالوا نعم. قال: وأما قولكم: محا نفسه من أمير المؤمنين؛ فأنا آتيكم بمن ترضون و أريكم، قد سمعتم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأمير المؤمنين:"اكتب يا علي : هذا ما اصطلح عليه محمد رسول الله ، فقال المشركون: لا والله ما نعلم أنك رسول الله ،ولو نعلم أنك رسول الله ؛ ما قاتلناك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:اللهم إنك تعلم أرسول الله، اكتب يا علي: هذا مااصطح عليه محمد بن عبد الله". فوالله لرسول الله خير من علي، وما أخرجه من النبوة حين محا نفسه. قال ابن عباس :فرجع من القوم ألفان، وقتل سائرهم على ضلالته(1). قال الحاكم:"هذا حديث على شرط مسلم، و لم يخرجه"اه. وعلى الرغم من ذلك ، فقد دخل في دعوة الخوارج خلق كثير،و ُرمي جماعة من أئمة الإسلام بأنهم ذهبوا مذهب الخوارج، و عدَّ منهم غير واحد من رواة الحديث كما هو معروف عند أهله. هكذا يفعل سوء الفهم و عدم التريث و قلة البصيرة بأهله. و قد ظن الخوارج أنهم على شيئ فيما ذهبوا إليه عندما خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و قاطعوا المهاجرين و الأنصار الذين نطق بهم القرآن و به نطقوا،و قام بهم القرآن و به قاموا ،وهم خير هذه الأمة ، حتى حاورهم حبر الأمة و ترجمان القرآن بما رزقه الله تعالى من الفقه في الدين ، أثبت لهم خطأهم بما ساق من الأدلة من الكتاب و السنة؛ فقد تاب على يده عدد لا يستهان به، ألفان من ستة آلاف مقاتل يتهيئون لخوض المعركة، ولكن الله سلَّم، حيث تاب الله عليهم فتابوا، و هلك الباقون بعد إقامة الحجة عليهم بالأدلة التي ساقها ابن عباس رضي الله عنهما ،الذي بذل لهم من النصح و الإرشاد والدعوة إلى الحق بالأسلوب الذي ذكرنا. """من كتاب العقيدة الإسلامية و تاريخها للشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله""" ــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)أخرجه الحاكم في المستدرك(2/164). الموضوع الأصلي: حوار بين ابن عباس رضي الله عنه و الخوارج || الكاتب: أبـو عـبـد الـرحـمـن || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد p,hv fdk hfk ufhs vqd hggi uki , hgo,hv[ hgo,hv[ p,hv
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 4 : | |
السليماني, الشـــامـــــخ, عزتي بديني |
|
|