بيت الـلـغـة العــربـيـة هنا لغة العقيدة، وسياج الشريعة، وهوية كل مسلم |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
24-02-16, 11:29 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت الـلـغـة العــربـيـة
أبثّ هذه الأحرف لطالبي العلم الشرعي والمهتمين بالدعوة أستهل المقالة بما استهل الله به كثيرا من سور القرآن بأنه أنزله بلسان عربي { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } ما حقيقة هي كالشمس من أن لسان الشريعة هي اللغة العربية، وما يقين أشبه بالشك من هذه الحقيقة!. كلنا يعلم ويوقن ويردد ويترنم بأن اللغة العربية مفتاح لفهم الكتاب والسنة، وكلنا بإمكانه أن يدبّج المقالات الطِوال في مدحها وأهميتها وأثرها، لكن واقعنا يكذب ذلك إلا قليلا، فنحن نحب اللغة لكن لا نتعلمها، ونمدحها ولكن لا نستعملها، وتستهوينا ولكن لا نبحث عنها إننا باختصار تجاه لغتنا كالأبناء العاقّين تجاه أمهم، فهم يعرفون حقوق الأم وواجب البر بها لكنهم لا يقومون بذلك، إنه ليدهش القلب ويُفرحه إقبال طالب العلم بنهم على علوم الدين باختلافها وحرصه على الدعوة إليها لكنه على التحقيق افتقد الطريق الصحيح لسلوكه؛ إذ كيف يُسار في الطريق من غير بابه؟! وكيف يفتح الباب بغير مفتاحه؟!. دعونا نتأمل حال الصحابة __ في تلقّيهم القرآنَ والسنةَ، لقد كانوا من اللغة العربية في المقام الأسمى، والذروة العليا، فهم أربابها الأُوَلُ، وحاملو مشاعلها، فلما نزل الوحي عليهم فهموه على وجهه الصحيح، لم يروغوا ولم يزوغوا، سواء فيما يتعلق بأمور الغيب أو العبادات أو الأخلاق، فقاموا بالوحيِ خير قيام من جهة الإيمان والعمل ومن جهة الدعوة؛ ويرجع ذلك للأساس اللغوي الذي فطروا عليه، فيُفهم من هذا أن المنهج الصحيح لفهم الوحي هو تأسيس اللغة أولا أولا، ثم الولوج لعلوم الشريعة المختلفة. قال شيخُ الإسلام ابن تيمية: "إنَّ الله لما أنزل كتابَه باللسان العربي، وجعل رسولَه مبلغًا عنه الكتاب والحكمة بلسانه العربي، وجعل السَّابقين إلى هذا الدين متكلِّمين به، ولم يكن سبيل إلى ضبط الدِّينِ ومعرفته إلا بضبط هذا اللسان، صارت معرفته من الدِّين، وأقرب إلى إقامةِ شعائر الدين". ثم حصل الخلل في لسان العرب من حيث السليقة، وانحرفت الفطرة اللغوية لأسباب كثيرة جدا لكن بفضل الله حفظ للأمة لغة قرآنهم لأن حفظ الله للقرآن يقتضي حفظ اللغة ولا بد {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} فحُفِظت اللغة في الكتب، وأقيمت الكتاتيب لتعلمها وسار الأمر على ما يرام لقرون طويلة _على ضعف يسير_ لكن بعد ذلك حصل شرخ هائل بفصل علوم اللغة عن علوم الشريعة، وذلك إبّان عصور الاحتلال، فصار الطالب يدرس علوم الشريعة بمنأى عن علوم اللغة العربية، ولا يكاد يعرف منها إلا نتفا من علم النحو لا تقيم أودَه، ولا تسدّ خلته!، وهذا يُنشئ طالبا ضعيفا في فهم النصوص، ضعيفا أمام الشبهات، ضعيفا في نشر الدعوة. ولنا أن نتأمل علوم الشريعة علما علما وصلة كل علم منه بعلوم اللغة، وتفصيل هذا يطول جدا لكن حسبنا الإشارة الخاطفة. تأمل الفقه وأصوله، فهو يستند بقوة على علم النحو وعلم البلاغة وعلم الصرف في استنباط الأحكام والحِكم، وللقارئ أن يرجع إلى كتاب الصعقة الغضبية ليرى الأمثلة على ذلك. يقول الشافعي: "لا أُسأل عن مسألةٍ من مسائل الفقه، إلا أجبت عنها من قواعدِ النحو". وتأمل علم العقيدة فأكثر مباحثه المتعلقة بصفات الله عز وجل يرجع فهمها إلى علم البلاغة ولك أن ترجع إلى كتاب التوجيه البلاغي لآيات العقيدة. وانظر إلى علوم القرآن وأصول التفسير فجل مباحثهما ترجع إلى النحو والبلاغة، فاقرأ إن شئت الإتقان للسيوطي والبرهان للزركشي. أما علم التفسير ففيه تجتمع علوم العربية كلها. ونحن نجد على مر العصور أن أكثر العلماء تأثيرا هم الذين جمعوا بين اللسان المستقيم والعلم القويم، أصحاب اللسان البيّن البليغ، الذي يؤثر بسحر أسلوبه في قلوب الناس، فالكلمة البليغة مؤثرة حتى لو كانت باطلا، وانظر إلى أبرز رؤوس أهل الأهواء تجدهم أصحاب لسان يَقْطر حلاوة، يدغدغ مشاعر الناس، وأهل الحق أولى بفصاحة اللسان وبلاغة البيان، كيف وهذا هو طريقة الكتاب والسنة أصلا. ثم أظننتَ أن النبي قال: "إن من البيان لسحرا" قالها من فراغ! لا وربي، بل قالها لأنه يعلم أثر الكلمة البليغة في النفس، وعليه فلابد من البناء اللغوي والمقصود من البناء اللغوي أمران: التأثّر والتأثير، التأثر بأن يقف الطالب على أساس متين من علوم اللغة فمهما ألقي عليه من شبهات لا يتزعزع، ومهما واجه من إشكالات فمعه سلاحه الذي يصول به، والتأثير بأن يكتسب لسانا فصيحا يؤثر في الناس بقول الحق، واقرأ هنا كتاب النبأ العظيم الذي جمع بين التأثر والتأثير لترى كيف أثبت المؤلف أن القرآن كلام الله تعالى، وكيف دفع الشبهات عنه، وكل ذلك من خلال اللغة العربية مع أسلوبه الأخّاذ. وبعد فلابد من وضع النقاط على الحروف، وأن نرجع للمنهج الصحيح في طلب العلم، وذلك بفتح الأبواب لطالب العلم ليتعلم لغة دينه وقد قال عمر بن الخطاب __: "تعلَّموا العربيةَ؛ فإنها من دينِكم"، يأمر بهذا وهو في عصر الذهبي للغة العربية فكيف بنا وقد اشتدت الغربة عن اللغة العربية فنحن أولى ثم أولى ثم أوجب، وتأمل هذا الأمر الثاني منه : (كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري "أمَّا بعد، فتفقهوا في السنةِ، وتفقهوا في العربية، وأَعْرِبُوا القرآنَ فإنه عربي". وبيَّن شيخُ الإسلام سببَ قول عمر: "تفقهوا في السنةِ، وتفقهوا في العربية"؛ حيث قال: "لأنَّ الدِّينَ فيه فقهُ أقوال وأعمال، ففقه العربية هو الطريقُ إلى فقه الأقوال، وفقه الشريعة هو الطريقُ إلى فقه الأعمال".) [من مقالة أهمية اللغة العربية ومميزاتها] الأمة تحتاج أقلاما تصدر من القرآن والسنة علما وأسلوبا، تحتاج ألسنة تخاطب العقول والقلوب معا، تعطي العقل حاجته من العلم وتعطي القلب حاجته من السحر، الأمة تحتاج الأديب الشرعي الذي يكتب المقالة الأدبية والقصة الهادفة والشعر السامي. إننا بهذا نوافق طريقة القرآن، ونتبع هدي النبي ، ونعيد مجدا حاربنا عدونا قرونا لسلبه. يقول شيخُ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله تعالى -: "اعلم أنَّ اعتياد اللغةِ يؤثر في العقلِ والخلقِ والدِّينِ تأثيرًا قويًّا بينًا، ويؤثر أيضًا في مشابهةِ صدرِ هذه الأمَّةِ من الصَّحابةِ والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقلَ والدينَ والخلقَ". والله الموفق تألق الموضوع الأصلي: مَنْ يفتحُ البابَ لعلوم اللغة العربية؟ || الكاتب: تألق || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد lQkX dtjpE hgfhfQ gug,l hggym hguvfdm? gug,l hggym hgfhfQ hguvfdm?
التعديل الأخير تم بواسطة تألق ; 03-03-16 الساعة 02:58 PM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 2 : | |
ALSHAMIKH, تألق |
|
|