الشيخ الالباني : ... لمّا أذكر قوله عليه السّلام ، حينما كان جالسا بين أصحابه ، فتلا قوله تعالى ، وخطّ على الأرض خطا مستقيما (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) جاء الحديث مصوّرا في بعض كتب الحديث بأنّ الخط المستقيم طويل والخطوط الذي حوله خطوط قصيرة ، أنا أفهم من هذا الحديث ، غير ما نطق به الرّسول ، أكثر ممّا نطق به الرّسول ، أي أفهم الشّيء الّذي نطق به الرّسول زايد ما أشار إليه الرّسول بهذا الرسم الرائع البديع ، الخطّ المستقيم هو الصّراط , والخطوط القصيرة هي التي على رأس على كلّ خطّ منها شيطان يدعو إلى الناس إليه ، هذا الشّيطان وأنا سمعت هذا بأذنيّ هاتين ، من بعض من يزعمون أنهم يدعون إلى الإسلام ويريدون أن يقيموا دولة الإسلام ، على طريقة القفز إلى رأس الهرم بخطوة واحدة ، يقولوا والله أنتم دعوتكم الحقيقة صحيحة لكن يا أخي هذا طريق طويل شاق ، متى سنصل لإقامة الدولة المسلمة ، والمجمتع الإسلامي ، أنا بقول الرّسول صلى الله عليه وسلّم رسم هذا الخطّ ردّا على هؤلاء ، يقول لهم شوفوا هذا الخطّ الطّويل حفّ بالمكاره ، شوفوا هذه الخطوط القصيرة حفّت بالشهوات ، فهم يريدون أن يصلوا بالطرق القصيرة هذه ، ولن يصلوا أبدا ، وتجربة هذا العصر من طوائف من الجماعات الإسلامية ، أكبر دليل على أن على رأس كل شيطان عمليا ، يدعو الناس إليه ، فيخرجون عن الخط المستقيم ، ونحن علينا أن نبقى في هذا الخط المستقيم ولا يضيرنا ولا يهمّنا أن يقولوا الناس بيقولوا أن هذا الخطّ طويل وشاقّ إلى آخره ، وبهذه المناسبة يعجيني كلام ذلك الشّاعر العربي الجاهلي ، وأتمنّى أن يكون في المسلمين ، من يكون تفكيرهم في الإسلام كتفكير في جاهليّته هو ، ذلك هو امرئ القيس الذي قال :
بكى صاحبي لماّ رأى الدّرب دونه*** وأيقن أنّا لاحقينا بقيصرا
فقلت له تبكي عينك إنّما *** نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
شو علينا نحن إذا استمررنا نمشي في الصّراط المستقيم وما وصلنا إلى إقامة الدّولة المسلمة ، هذا العالم الإسلامي صار له قرون ، يتخبّط في البعد عن الكتاب والسنة ، فإذا نحن أخذنا الصراط المستقيم ، ومشينا خطوات قليلة متى سنصل ؟ مش مهم أن نصل ، المهم أن نمشي في الخطّ المستقيم ، ذلك الجاهلي ، فهم الحقيقة الواقعيّة العلميّة ، وإن كان هدفه إيش ؟ هدفه الدنيا ، هدفه الملك لكن يقول " نحاول ملكا أو نموت فنعذرا " ونحن هكذا مع ربنا تبارك وتعالى ، نحاول أن نعيد الحياة الإسلاميّة وأن نقيم الدّولة المسلمة ، ابعد محاولة إعادة الحياة الإسلاميّة فإن وصلنا فبها ، وإن لم نصل فلسنا مكلفين ، لأنّ الأمر كلّه بيد الله تبارك وتعالى ، كلّ ما نحن مكلّفين أن نمشي سويّا على صراط مستقيم ، لذلك هذه الأسئلة هذه الشبهات في الواقع هي جاية بسبب انحرافهم عن الخط المستقيم إلى خط من هذه الخطوط القصيرة التي تخرج بأصحابها عن الخط المستقيم .